jo24_banner
jo24_banner

مهزلة اسمها جامعات

عمر العياصرة
جو 24 : والله منظرنا محرج ونحن نرى العالم يسمع عن جامعاتنا على أنّها مكان للمشاجرات والزعرنة وإطلاق النار واستدعاء للعصبيات وغيرها مما شاهدناه خلال اليومين الماضيين في جامعة البلقاء التطبيقية في السلط.
الذي يتحمّل المسؤولية أولا وأخيرا عن هذه المهزلة هي الحكومة، فقد شهدنا مع بدء هذه الظاهرة أنماط استجابة رسمية لم ترقَ إلى المستوى المطلوب.
على العكس من ذلك، إجراءات الحكومة وإدارات الجامعات في التعاطي مع كل المشاجرات الجامعية السابقة كانت رديئة إلى الحد الذي ساعد على مفاقمة الظاهرة وحمايتها وطمأنتها على أنّها قادرة على الاستمرار.
صدرت قرارات فصل بحق الطلبة مسببي المشاجرات، ثم تدخّلت الوساطات، فصدر العفو عنهم، فماذا كانت النتيجة؟ عادت حليمة لعادتها القديمة واستمر العنف الجامعي دون رادع يذكر.
ممارسة التخلف في صروحنا العلمية لم يكن حكرا على هؤلاء المتشاجرين في الجامعات، بل سبقهم إلى ذلك كل راسمي السياسات التعليمية في البلد الذين شيّدوا بيئة تحتية جامعية لا تمتّ للعلم والبحث بصلة تذكر.
لا بد من وقف الظاهرة مهما بلغت الكلفة، فلا يعقل استمرار ما يجري أو الرضا بتسكينه إلى حين، ولا بد أن يكون الإجراء سريعا وحاسما وقطعيا عميقا.
من هنا ندعو إلى عملية إصلاحية شاملة ومستعجلة للجامعات، تبدأ من إعادة النظر في أسس القبول للطلبة حتى لا يبقى في الجامعة إلاّ من يريد المعرفة، وحتى يغادرها العابثون الذين جاءوا على أكتاف حسابات سياسية عليا أوصلتنا إلى مشهد مأزوم وبائس.
القصة مخزية ومؤلمة، وقد كتب فيها كثيرون ووضعوا لها حلولا جذرية، لكنها كتابات بقيت حبيسة الأدراج وحبيسة الحسابات الضيقة لصانعي القرار في الأردن.
ما ذنب من يذهب إلى الجامعة كي يتعلّم، وهم ربما الأغلبية، ما ذنبهم يستنشقون الغاز بدلا عن الحرية، وتروعهم الشتائم، أهُم في جبهة عسكرية أم في جامعة؟! الجواب عند رؤساء الجامعات الضعاف الذين لم يملكوا مِن أمرهم إلاّ القبول بالأمر الواقع.
الحل ممكن وواضح، جامعاتنا تحتاج إلى «أفرهول كامل»، «أفرهول» يعيد النظر في الطالب والمدرس وإدارة الجامعة والموظف والمنهاج وأسس القبول والاستقلالية وإلى آخره من المعطيات، فهل سنبدأ أم أننا سنذهب لفنجان القهوة كي يحلّ أزمتنا المؤقتة التي ستعود للظهور قريبا جدا.
(السبيل)
تابعو الأردن 24 على google news