2024-04-24 - الأربعاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

طرد السفير.. الانقلاب مرتبك

عمر العياصرة
جو 24 : قرار سلطة الانقلاب في مصر طرد السفير التركي في القاهرة، واستدعاء سفيرها من انقرة، يعد دليلاً على أن المشهد المصري لم يحسم بعد، وأنه ما يزال في طور الانفعال والتشكل.
قادة الانقلاب ومنذ بداية توليهم السلطة لم يتمكنوا من التصرف كرجال دولة، بل ما فعلوه في «رابعة» من مجزرة كانت عنواناً مستمراً على طريقة إدارتهم للانقلاب.
ما يرقد تحت الطرد اشياء كثيرة، أهمها أن الانقلاب ما يزال يرى نفسه في معركة مع الشرعية التي يمثلها الرئيس مرسي، وهنا كانت بوصلة قراراته خاضعة لذلك الصراع ولميادينه.
طبعا السياسة والموقف التركي لا يعجب «سلطة السيسي»، ويراه عدائياً ومسانداً حكم الرئيس محمد مرسي الذي جاء من خلال الصناديق.
لكن كُتَّاب الانحياز للانقلاب، او الكارهين لحكم الاسلاميين لا يرون الامر إلا بمنطقهم الاعرج، فهم يرون الموقف التركي مغرقاً بالأيدولوجيا! ولا يرون فيه بُعداً ديمقراطياً ثاقلا.
نعم يمكن ان ينحاز الاتراك لمن ينتمون لذات المشرب الايدولوجي، لكن دعونا نناقش المنطق التركي فهم يتداولون السلطة ديمقراطياً، وقد عانوا من تدخل العسكر، ولعله هنا من العار أن نلومهم لو وقفوا إلى غير جانب الشرعية.
والمضحك أن هؤلاء الكُتَّاب يرددون قصة «ميدان تقسيم» في سياق إسفافي لا يمكن فهمه او مقارنته بما جرى في ميادين مصر.
وهؤلاء يذكروننا بالاعلام المصري الذي يردح ويختلق الاكاذيف في زفة بائسة، تثبت ان مستقبل الانقلاب مهدد، وأن الامور لم تحسم.
تركيا لن تتأثر بقرار سلطة الانقلاب، بل على العكس هذا سيدفع الاتراك الى مزيد من الدفع باتجاه دعم الشرعية، وتأييدها بطريقة أكثر علنية وقوة.
من قرر أن الرئيس مرسي متهم «بالتخابر مع حماس» يسهل عليه أن يشتم تركيا او غيرها من الدول؛ فالقاعدة الاخلاقية مفقودة، وهنا يمكننا فهم ما سيكون.
على كل حال مَن يظن ان المشهد المصري استقر واهم، فالتداعيات ما تزال تتراكم، ولا حل هناك إلا بتسوية سياسية كبرى لها ما بعدها.
(السبيل)
تابعو الأردن 24 على google news