2024-04-23 - الثلاثاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

العرب عباقرة في «الطشية»

عمر العياصرة
جو 24 : اتفاق ايران مع الدول الخمس الدائمة العضوية وألمانيا، جعل ظهر الانظمة العربية مكشوفاً، وأثبت أن «مراجلنا فقط» هي على الشعوب وعلى إرادتهم.
ما جرى في جنيف دلل دون شك على أن ايران تملك بقايا عقل سياسي نفتقده نحن العرب، كما يثبت أننا «طشيّة» في كل شيء، وعلى كل المستويات.
الاقليم في قادم الايام سيجري اقتسامه بين ايران و»اسرائيل»، وربما تركيا ينالها طرطوشة، وهنا سيقف العرب خصوصا الرياض متفرجين يلهثون وراء استجداء من يحميها من اللاعبين الجدد.
مجموعة الدول العربية مذهولة اليوم من خيبتها، فقد راهنت على الولايات المتحدة دون ان تدرك أن امريكا بدأت بالتحول نحو بناء مقاربات جديدة في تعاطيها مع كل شيء.
لم يكن بحسبان العرب أن التحولات ستبلغ هذا المستوى، ولعل في مثل هذه القراءة قِصْر نظر، وغياب للمهارة التفكيرية المطلوبة.
ظنوا أنهم آمنون أمام البراغماتية الامريكية، وذهب اعتقادهم حد التوكل المفرط على الحضن الغربي؛ ما جعلهم يتلعثمون في ترتيب اولويات، التهديد الى درجة الذهاب بمصر الى الهاوية.
لقد أخطأت السعودية استراتيجيا حين دعمت الانقلاب في مصر، وها هي ترتكب ذات الخطيئة باستمرار دعمها العسكر هناك.
الاسلاميون لم يكن ولن يكونوا العدو الاول للخليج، ومخاوفهم التي صعدت الى حد التضحية بمصرن يجب ان تتوقف وأن يعاد النظر فيها.
القطار ما يزال بالامكان اللحاق به؛ فالملف السوري والمصري هما الميدانان المناسبان للرد على اتفاق ايران والغرب، ومن ثم دخول العرب في ترتيبات الاقليم بقوة وجوهرية.
نعم يجب على الرياض والخليج الدفع بقوة نحو سقوط نظام بشار؛ وبالتالي تصفية آلته الامنية الطائفية، على أن يصاحب ذلك الاتجاه نحو مصر للدخول في تسوية تعيد للارادة الشعبية حياتها وحيويتها.
الرد على ما جرى في جنيف، وعلى تداعياته المحتملة، لا يكون بالعويل والحرد (عدم دخول مجلس الامن) بل لابد من قرارات سريعة تتعلق بالملفات المفتوحة، وإلا سنكون «طشيّة» الأمم.
(السبيل)
تابعو الأردن 24 على google news