2024-04-17 - الأربعاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

القدس وذكرى 8-12

عمر العياصرة
جو 24 : في كل مرة تتعرض فيها القدس وأقصاها لاعتداءات الصهاينة، نكتشف وعلى أكثر من صعيد مدى وحجم ضعف الواقع العربي والفلسطيني في التعامل والتعاطي مع الإساءة للقدس ولمسجدها المهيب، ويستوي في ذلك وللأسف الموقف الرسمي منه، والشعبي كذلك.
ما يميز الاعتداء الأخير الذي مارسته العصابات الصهيونية بحق الأقصى والقدس أنه جاء في توقيت وسياق لم نعهده سابقا، فالواقع الفلسطيني في هذه الأثناء يعيش واحدة من أشد أزماته الذاتية على الإطلاق؛ إذ ناهيك عن الانقسام الفلسطيني السياسي وتجاذباته المعقدة، يشهد المجتمع الفلسطيني في الضفة الغربية مؤامرة شديدة الوقع وعميقة التأثير.
هذه المؤامرة على الضفة تبدأ من عملية غسل دماغ جمعي هادفة إلى تنحية المجتمع عن التفاعل مع ما يجري على الساحة الفلسطينية بعامة، والمقدسية بخاصة، من هنا تأتي الاعتداءات الصهيونية الجديدة وفي خلفية الصورة ما زال عباس يبحث عن التفاوض!
ما تقوم به السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية يتجاوز مسألة الضبط الأمني إلى الرغبة في ضرب بنية المجتمع التحتية ومبادئه التي تمسك بها، وقدم شهداءه نصرة لها؛ وبالتالي هم يسعون الى تأهيله لقبول ما يريده حكام الضفة، حتى ولو كان تعدياً على الثوابت والمقدسات.
هذه المؤامرة ستسقط وفق سنن العلاقة الجدلية بين الاحتلال وأصحاب الأرض والحق، وهنا نستحضر ذكرى الانتفاضة الاولى التي جاءت دون سياق إلا سياق رفض الاحتلال.
إن تمادي الصهاينة على الأقصى يشكل معادلاً موضوعياً لموقفهم من قوة الرسمي العربي وانحيازاته؛ فهم -أي الصهاينة- يعلمون يقيناً أن العربي الرسمي ضعيف ومواقفه مهترئة، بل تصل بهم المدارك إلى درجة القناعة أن الرسمي العربي هو المسيطر على ردود الفعل السلبية للشعوب، ولقواها الحية تجاه ما يقومون به من انتهاكات مبرمجة هادفة إلى تقويض الحق العربي والفلسطيني في القدس وسائر فلسطين، من هنا تتزاحم عناصر الضعف العربي والفلسطيني بإرادتهم، لتعطي الإسرائيلي زخماً وقوة غير مسبوقة ليفعل الأفاعيل، ويعربد على الجميع دون استثناء.
المُشرِق في هذه الظلمة أن القدس تشكل عنوان كرامة، وقادرة على أن تصوغ همماً ورموزاً بفعل تأثيرها ومكانتها التي حباها الله، فصلاح الدين لم يصل للمكانة التي ارتقاها لولا القدس، من هنا جاءت المقاومة ومشروعها لتعبر عن الكرامة وتتعانق معها، والمقاومة مطلوبة على كافة الصعد، ومن الجميع، فالمؤامرة اكبر من الصمت، والقدس عروس كرامتنا، فهل من مجيب؟
(السبيل)
تابعو الأردن 24 على google news