jo24_banner
jo24_banner

النسور في بغداد

عمر العياصرة
جو 24 : بعضهم يحاول تحميل زيارة رئيس الوزراء الى بغداد أكثر مما تحتمل، ولعل أعنف الشطحات من يتحدث عن محاولة أردنية لجذب بغداد بعيدا عن إيران.
ولا يقل عنها رداءة من يرى في الزيارة محاولة للاردن نحو استرضاء محور الهلال الشيعي الذي بدأ بالتشكل بعد قصة التفاهمات الاميركية الايرانية.
الأردن بقدراته وشبكة علاقاته وطبيعة سياسته الخارجية التي عهدناها عرفنا من خلال حجم المدى المستطاع فيها لا يملك أن يفكر بما قيل.
الزيارة باعتقادي لها دافعان أساسيان يشكلان مبرر الزيارة وعامودها الفقري، وبالتالي يجب أن نتجنب الشطحات والأماني في محاولة فهمنا لما يجري.
الدافع الاول اقتصادي فهناك مصالح اردنية حيوية مع بغداد لا بد من التأكيد عليها ثم السير في إجراءاتها بالسرعة الممكنة.
أنبوب النفط يشكل واحدا من هذه الملفات، فما زلنا نؤمن أن بغداد لها مصلحة من المشروع وأنه سيكون عابرا لكل مفاهيم الخلاف السياسي.
سيحاول الدكتور النسور أن يخلي طرف الملفات الاقتصادية من كل حمولة سياسية وايدولوجية ويجعلها رهنا فقط بالمصالح المشتركة.
الدافع الثاني للزيارة أنها تأتي في ظرف أمني عراقي دقيق، ففي الأونة الاخيرة قتل أكثر من الف عراقي في عمليات عنف شهدتها بغداد.
واليوم يلاحظ الاردن ان القوات المسلحة العراقية التابعة للمالكي كانت قد بدأت عملية عسكرية في الانبار موجهة للقاعدة، وهنا يكمن قلق الاردن ويتعاظم.
الاردن يخشى من هجرات جديدة تفرضها معركة الانبار المحتملة، كما أنه حريص على عدم ذهاب بغداد في الحملة الى الحد الذي سيدمي مقلتنا ويؤرق منامنا.
قد يعرض النسور وساطة في الازمة، فالعلاقات الاردنية مع عشائر الانبار عميقة ومؤثرة، لكن يبقى السؤال هل ما زلنا مؤثرين؟ وهل سيستجيب المالكي؟
لن نحتمل انفتاح ملفين علينا (العراق وسوريا) ومن هنا قد تكون الزيارة مبررة، لكننا في المقابل ما زلنا نطالب بمزيد من الابداع في السياسة الخارجية فيكفي ان بغداد لا تستلطف وزير خارجيتنا حتى ندرك حجم العطب.
(السبيل)
تابعو الأردن 24 على google news