الاردنيون ومعتقدات الحظ السعيد !
تختلف معتقدات شعوب العالم لاكتساب الحظ في العام الجديد من شعب الى شعب ، ففي اليونان يعتقدون ان اول شخص يدخل المنزل في العام الجديد قد يجلب لهم السعاة او الشقاء حسب شخصيته ، وفي الدانمرك يلقون الزجاج امام منازل بيوتهم ، فيما يتناول الاسبان حبات العنب مع كل دقة للساعة في الدقيقة الاخيرة .،وفي المكسيك يحاول بعض المكسيكيين اكتساب الحظ السعيد من خلال حمل حقيبة فارغة والسير بها عند منتصف الليلة التي يحل بها العام الجديد،ولا يوجد ما يشير الى معتقدات تتعلق بالانظمة السياسية باعتبار ان من يتولاهم هناك على قدر من المسؤولية والالتزام والفعل الوطني الجاد ،ولا حاجة لديهم باعتقادات تتعلق بالدولة والحكم إلا ما يتعلق بمزيد من الرفاه والخير.
هنا ، الاردنيون ليس لديهم أي اعتقاد لاكتساب الحظ في العام الجديد ، والسبب أن الاحباط الذي يعيشه المواطن بدأ متراكما ثقيلا مستمرا ومتواصلا ولا بوادر أمل لنهاية معاناتهم ،ولا يمنحهم الرغبة حتى بالتأمل او الاعتقاد بحالة افضل .
فظروف المواطن ومعيشته تزداد سوءا ، والحكومة تلوح برفع أسعار الكهرباء والمحروقات مما يضاعف من معاناتهم اكثر في العام الجديد ، ومن يراقب الارتفاع الحاد لاسعار المواد الغذائية يعرف تماما ما سينتظر المواطن من معاناة اوسع في العام الجديد ، فيما البطالة التي تضرب احلام مئات الآف الشباب مستمرة وتتصاعد الى الاسوأ ، و يهدد ضعف الحكومات وقدرتها على مواجهة الازمات البيئية والاجتماعية والتعليمية حياة ومستقبل الملايين من ابناء الوطن ، ولا أدل على ذلك من فشل الحكومات من مواجهة عاصفة ثلجية " متواضعة " اغرقت البلاد وعطلت الحياة لأيام متواصلة دفعت الناس للدعاء والابتهال ان لا تسقط الثلوج خشية نتائج وخيمة لايدفع ثمنها سوى الفقراء وسكان المناطق النائية ، فيما فشلت الحكومة كذلك في ضبط امتحان الثانوية العامه الذي بدا انه اسوأ حالا من حيث التجاوزات من قبل بالرغم مما قيل عن اجراءات " صارمة " لم تر النور ،بل زادتها اعتداءات على المعلمين ورجال الأمن من قبل اهالي وطلبة الثانوية العامه .
احباط يتنقل مع المواطن من عام لآخر ، ولافرق بين اليوم الجديد واليوم الأخير إلا بعدد الاصابات والحوادث والسرقات والاعتداءات التي تتضاعف كل يوم دون اجراءات متخذه للحد منها ، وكثيرا ما ننتقل من عام الى عام بأبشع الحوادث والاعتداءات التي تشير الى تراجع الأمن وغياب العدالة وانتشار مظاهر الجريمة واتساعها وسقوط نظرية الأمن والأمان ،او نستقبل العام الجديد بمزيد من قضايا الفساد وقوانين تكميم الافواه وملاحقة الساسة والاعلاميين والنشطاء في مختلف المناطق .
وعلى جانب العدالة والحرية ، فلا بوادر جديدةتشير الى جديّة النظام في اجراء الاصلاحات التي طالب بها الناس ،حيث يزداد الفساد ويتوسع ، وعاد الفاسدون من جديد ليتبوأوا المناصب والمواقع ، فالحكومة باقية والنواب باقون والاعيان يتبدلون والقوانين الناظمة لتلك المؤسسات " متخلفة " ، فيما يحمل عام 2014 اجندة سياسية خطيرة تهدد أمن البلاد واستقرارها وتحول دون عودة 2 مليون من ابناء فلسطين الى بلادهم بعد تطبيق برنامج التوطين والتجنيس الذي يجري على قدم وساق ويقوده مقربون من الملك .
لا نحمل نحن ابناء الاردن اية معتقدات تتعلق بالتغيير او الانفراج ، فالتغيير يلزمه تغيير رموز وانظمة وقوانين وجديّة في التعاطي الحضاري مع كل معتركات الحياة ،فان صار وتبدلت تلك العقلية ، كان لنا ان نعتقد بالتغيير نحو الافضل ، وإن بقيت تلك العقلية .فلا أمل ولا حتى رغبة لدينا في الاعتقاد والحلم وهذا ما هو حاصل .