رفشة بطن / دمعة حزن على سحاب

(نكش)الفيديو الذي تم تصويره عام 1956 عن الحياة اليوميه في مدينه سحاب والذي عثر عليه المهندس زياد الطهراوي في احدى جامعات امريكا ذاكرة كل ختيارية سحاب ودغدغ ذاكرتهم لدرجه سالت معها الدموع على الزمن الجميل الي راحت ايامو بلا رجعة . ايام الصفاء وراحة البال . ايام لم يغزوها الواتسب ولم تنشغل النساء عن الطبخ بالفيس بوك.

اجدادنا طلوا علينا باحلى مظهر واسمى هيبه . هامات ترتجف لها الجبال . يا رب تغمدهم جميعا برحمتك .

جداتنا نساء نفاخر بهن العالم رغم قلة الامكانات كانت تخبز شراك وتحلب و (تخض) وتنتج سمن وزبده و تجهز دلال القهوه وتطرب العالم بصوت دقات المهباش .
قد تكون سنه ال56 هي سنة الهزه او سنه الثلجه الكبيره . لا يهم . المهم ان سحاب وقتها كانت على قيد الحياة .

هذا الفيلم شغل كل ( زنقه ودار ) في سحاب . وصار حكاية المقاهي والتعاليل وشغل شباب سحاب في تحليل الفيلم وترجمته والتعرف على شخصياته الحقيقيه .
لا اكذب اذا قلت انه مرت ال15 دقيقه مدة الفيلم وانا (صافن) (وفاتح ثمي) من شدة التعجب .والانبهار .

يظهر الفيلم بوضوح ان سحاب كانت كبيره . نظيفه . منظمه . و . سماؤها كانت صافيه لدرجه (بتوجع العيون) عكس ما هي الان .
ارضها كانت مثل كبد الغزال .

المدارس في سحاب كانت تعج بالطلاب . وانتجت علما وشرفا وكرامه .
في سحاب ومن سحاب تفجرت اول ثوره ضد الانجليز وقد وثق ذلك الشاعر ( ملص) في قصيده ذكر فيها اننا (ذبحنا منهم حصان) يعني قتلنا منهم فارس او فجرنا دبابه .. وذكر ان ( القايد غرب على عمان) . يقصد ان القائد الانجليزي ذهب الى عمان يطلب النجده . وبالفعل قصفت سحاب بالطائرات ...
كانت عروس الشرق الاردني وام المآذن مظلومه ومهمشه في 1956 وما زالت كذلك في ال2014 ولا تسألوني عن السبب .
ام الوفاء بالعهد. مصنع الرجولة ..أم الصناعة والاقتصاد . ام العلم والثقافه . ام العمل التطوعي والخيري . ما زالت غير موجودة على خارطة الحكومه . وما زال كل (دولة ) رئيس وزراء يشكل حكومة جديده . ينسى ان سحاب ام الشهادات العليا موجودة على خارطة الاردن .
في الوقت الذي تتسع فيه مناصب الحكومه الى اربعه اخوه من بيت واحد في مناصب عليا . تضيق بالمائه الف ابناء سحاب وبشهاداتهم العليا ووفائهم واخلاصهم لتراب هذا الوطن .
اسمحولي ان اسمي هذه الرفشه .(دمعة حزن على سحاب)