ملحمة في عطارد

جو 24 : حتى لا يقاضيني احد فانه يجب التنويه الى ان احداث هذه القصة خيالية وغير واقعية وحدثت في كوكب عطارد سنة الهزه . وان اي تشابه بالاسماء هو بمحض الصدفه و غير مقصود .. يا رب سامحني .

مرت اكثر من نصف ساعة وانا اقف امام منزلي منتظرا اي وسيلة نقل كونيه تنقلني الى كوكب زحل وكلكم تعلمون اني لا املك سفينة فضائيه خاصه فانا من سكان كوكب الارض حيث لا عدل ولا مساواه . ما علينا

لم يطل انتظاري حتى وصل باص طائر مكتوب عليه زحل . عطارد والعكس .
على بركة الله ركبت الباص وطرحت السلام على اخواني الفضائيين وجلست بامان الله استمتع بمشاهدة النجوم .

بالباص كان هناك كونترول سرسري من كوكب المشتري ذو عين واحده في منتصف راسه
كان كل شوي ينظر الي ويصرخ بوجهي قائلا . حط حزام الامان ولا ... مفكر حالك بالارض ؟؟؟

على الكرسي الامامي كانت هناك سيده من بلوتو تهمس الى الشوفير قائلة . يزم كيف بتركبوا بشريين بالباص .انت مش عارف انهم ملوثين ومجرثمين وقتله ومجرمين ونصابين وحراميه وكذابين .ومليانين اشعاعات ولعانة والدين وغيورين و حسودين وان هسع صمطونا عين غير يخرب باصك بنص المجره؟؟؟؟
طبعا الشوفير الذي طاعج ثمو مع السيجاره وللامانه ما عرفت من اي كوكب هو .بس من لهجته اظن انو من كوكب زمرده نظر الي بالمرايه وقال بصوت مسموع .سقالله وكوكبوا متفجر ونخلص من اشكالك انت وكل البشر اللي مثلك ..... قطيعه

طبعا انا ذان من طين وذان من عجين ولا فارقه معي ساويت حالي مش سامع وظليت مستمتع بالنجوم لحد ما سمعت صرخه قويه كثير من صبيه زحليه بتاشر علي و بتقول للشوفير . وققققققققققف وك هاظ عربي.... يخرب بيتك وك مركب معنا عربي ؟؟؟؟ فعلا انك حيوان . عندها ضرب الشوفير بريك قوي كثير وتجمع حولي هو والركاب ومسكوني من قبة قميصي وحكولي وك صحيح انت عربي ؟؟ طبعا انا من الخوف قلت نو نو ...مي نو عربي ... عربي باد .. عربي نو جود . مي اميركان
فصاح ختيار من بلوتو له اربعة ارجل كان يجلس على الكرسي الخلفي .قائلا . اه مهو مبين على وجهك انك امريكي.... وك علي الطلاق انك عربي ...وخوف الله بعد انك من هذيك الدوله اللي بتمص دم مواطنيها بمصاصه .
فقلت . نو نو مي نو جورداني ... نو عربي ... مي اميركان . بليف مي .

سادت لحظه صمت رهيبه في الباص ثم بدأ الحوار بين الركاب حول كيفية الموضوع .
الكونترول الهامل قال فتشوه اذا انو طفران وملبي ومعاه اس 4. بيكون فعلا جورداني
السيده قالت اعملولوا فحص دم . اذا معاه فقر دم وسكري وضغط ودهنيات وكوليستروله عالي ودمه في كيماويات ومواد حافظه وصبغه والوان بيكون اكيد جورداني

بعض الركاب قالوا لازم نذبحو ونخلص الكون منو مو معئول بشري وعربي كمان ؟ لا كتير هيك خصوصا اذا كان من هذيك الدوله اللي مش قادره تسيطر عالطخ بالاعراس .

المهم نط الختيار الاولاني وقال له يا شباب بدكوا يانا نصير دمويين مثل البشر .؟ يا عيب العيب . خلص نزلوه على اول كوكب بتلاقوه بطريقكم ولما ينزل عقموا الباص وخلصت فكت .
وفعلا كان اول كوكب في طريقنا هو عطارد ونزلوني هناك وراحوا .

اعتذر عن الاطاله ولكن كل ما سبق هو مقدمه لقصتي التي تبدأ من لحظه دخولي الى عطارد .

في عطارد هناك جلست تحت اول شجره وجدتها وبالكاد لقطت انفاسي حتى بدا الرصاص ينهمر من السماء على انغام المجوز واليرغول العطاردي . فادركت انه عرس وان المواطنين هناك من ماركة (اللهم نفسي) يتداينو مصاري حتى يطخوا بالافراح ومش مشكله وين الفشك يروح او على راس مين يقع المهم هو ممارسه طقوس الجهل بكافة تفاصيلها .

وبما ان حكومه عطارد غير قادرة على السيطره على هذه الظاهره . فقد اختباءت من الطخ في بستان بطيخ وتناولت بطيخه لا طعم لها ولا ريحه واصابني مغص فضيع من كثر الكيماويات في البطيخ فادركت ان حكومة عطارد ملهاش خص وان المواطنين هناك انانيين يهمهم الربح المادي اكثر من حياة الناس

ما علينا ... دخلت سوق عطارد فوجدت التجار يستعبدون الناس يرفعون الاسعار .يبيعون المجمد على اساس انه بلدي .والصيني على اساس انه ياباني ويحتكرون ويرفعون ويمصون الدماء ... والغش عندهم شطاره ...فتسالت هل هناك ثمة حكومه حقيقيه في عطارد . ؟

اكملت مسيرتي في الشوارع العطارديه فوجدت الاف المخلوقات تقف في طوابير طويله تحت الحر اللاهب تقف على شبابيك مكتوب عليها . صرف الدعم العطاردي وخلف الشبابيك هناك مخلوقات بشعه ذات كروش منتفخه سليطة اللسان تعامل الناس بقسوة . وتحملهم جميله ابصر ليش ؟؟
ياللهول لقد بدات اشتاق للى موطني ... لم تعجبني عطارد . خصوصا ان كل شيئ فيها بالواسطه وبالقوة وان الضعيف مقهور وان الساكت مهمش وان الفقير غير مسجل على دفاتر الوجود .
شو هالبين هاظ .فعلا طنجرة ولقت غطاها شعب عطارد نص كم والحكومه ثلث ترباع . بعدها قررت ان اغادر عطارد فعضيت على شليلي واطلقت ساقاي للريح هربا من عطارد وعدت الى الاردن الحبيب وحمدت الله على نعمة الامن والامان وانطميت بداري وحرمت السفر بين الكواكب..