المعشر ينضم للجوقة
علي الحراسيس
جو 24 : نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الاردني السابق واول سفير اردني في اسرائيل مروان المعشر ونائب رئيس معهد كارنيجي للسلام الان، هو صاحب مقولة أن منهجية الحكم المطلق انتهت في العالم العربي وأن كل الأنظمة سوف تضطر لبناء شراكة مع المجتمعات في إدارة الدول وتحقيق الاستقرار فيها، وكان قد نشر اول ورقة في معهد كارنيجي مع بداية الربيع العربي محملا النظام الاردني فشل التنمية والاستقرار والاصلاح في الوطن حين قال في بعض منها: يتمتع الملك بسلطات واسعة جدا لكن “توجيهاته” بالإصلاح لحكومات هو يختارها لم تثمر أي نتيجة وهذا بحد ذاته يدفع للتساؤل عن قدرة الملك على ترجمة وعود الاصلاح عن طريق حكوماته إلى واقع يلمسه المواطن الأردني!
المعشر خرج علينا هذه الايام بمقالة تناقض كل تصريحاته السابقة ومواقفه حول جهاز الفساد الكبير في الاردن ومطالبته الملك بالاصلاحات على كافة الجوانب، وكانت له انتقادات واسعة حول اساليب الحكومة ووجه بعض انتقاداته لرموز في العائلة!
يقول المعشر في اخر مقالة حملت عنوان : صوت الحناجر ما عاد يخيف أحد!
"ثمة رابط يجمع القوى التي تحدث عنها جلالة الملك يوم الأحد الماضي، والتي ما فتئت تُلمح إلى أن الأردن مستعد لإقامة وطن فلسطيني بديل في الأردن، وبين الهجمة الشرسة من بعض القوى ضد المبادرة التي تقدم بها أكثر من 25 نائبا لتقديم حلول عملية لبعض التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تواجه البلد. هذا الرابط، وباختصار شديد، هو الاستماتة، بكل الوسائل الممكنة، للحفاظ على الامتيازات التي تتمتع بها هذه القوى من الدولة، على حساب المجتمع بأسره "
يتهم المعشر ظلما وجورا بعض المتخوفين من مشروع الوطن البديل من الساسة والاعلامين والنواب وافراد المجتمع انهم يخشون على امتيازاتهم التي يتمتعون بها !
ويصف المعشر المبادرة النيابية التي ينسق أعمالها زميله في معهد كارنيجي ويلقى منه الاموال انه "اصلاحي" وان النواب يهاجمون بشراسة مشروعه، ويتهمه المعشر بعض الشخصيات بالقول انهم كانوا اول من عارض قانون الصوت الواحد حماية لمكاسبهم، ولم يتطرق المعشر هنا الى رفض النظام نفسه واجهزته القبول بقانون جديد، فلو توفرت الرغبة للنظام اعداد قانون انتخاب عصري لما وقف في وجهه احد، كما انه يتهمهم بمعارضة الاصلاح في وقت يؤمن فيه المعشر ان لا نية لدى النظام للاصلاح وهو ما اشار اليه اكثر من مره من خلال الحكومات التي عهد اليها الملك ادارة البلاد، وبذلك فالرجل يدعي بشيء يبدو وكأنه "تملق" من يقف في وجه الديمقراطية والتطور الحقيقي والاصلاح بالخائفين على امتيازاتهم دون ان يتطرق للنظام واجهزته ويحملهم اية مسئولية عما وصل اليه حال البلد ..
هذا كلام فيه مغالطة وظلم وافتراء وتناقض كبير بين ما كان يطرحه الرجل قبل 3 سنوات وما خرج علينا به، ولذلك فإن ما كتبه الرجل هو تنفيذ لتوجهات عليا بالانضمام الى جوقة المشككين بوطنيتهم وخوفهم على الاردن في مواجهة المشاريع التصفوية التي يحملها مشروع كيري.
وعلى أية حال، فان كان الاردن وطننا بديلا او لم يكن، فتلك الطبقة التي يتهمها المعشر هنا تستطيع ان تحافظ على امتيازاتها ولن يمسها شيء، لأن النظام نفسه يتكفل بها ضمن توازنات ستجري لا محالة، ولا داع لان يناكفوا النظام الذي خرجوا اصلا من عباءته وكان المعشر واحدا منهم، فما الذي استجد عليهم! وما هي الامتيازات التي قد يفقدونها ! وبالعكس كانوا في المرحلتين (العرفية والديمقراطية) اكبر المستفيدين واكثر الحاصلين على امتيازات المراحل كلها. ولو صمتوا حيال الوطن البديل فسيحافظون على مكاسبهم أيضا اكثر واكثر، لكنهم أبوا إلا ان يعلنوا مخاوفهم ليس من اجل امتيازاتهم بل لأن وطنهم في خطر، وسبق للملك ان هاجمهم وقال فيهم انهم "حيتان" متناسيا ان النظام هو من صنعهم وجعل منهم حيتانا كما يصنع الان اناسا اخرين لايستحقون حتى ان يحملوا وثيقة سفر اردنية ...
نعلم أن المعشر سيعود للاردن وفي جعبته بعض اجندة "كارنيغي" التي سيعمل بها ضمن تيار او حزب او حركة سياسية تمهد لها "المبادرة" وبعض اتباعها من النواب والاعلاميين والساسة والمضللين ببرنامجه، وسيصطف كما يشير هنا الى جانب "جماعات الضغط " والجوقة التي تهاجم ابناء الوطن الرافضين لحل القضية على حساب الاردن، وسيبحر كثيرا في اجندة اتت معه وتلمسنا بعضا منها في اجندة " المبادرة النايبية " التي يدافع عنها والتي تنهل من نفس البئر في "كارنيغي " والتي لابد يجري صياغتها وفقا لمصالح اسرائيل في المنطقة ، ولذلك ولكي يجد له موطيء قدم وعون من لدن النظام الذي ما فتىء يهاجم سياساته وتحالفاته في السابق فلا بد له من " تسحيجة " كعربون ولاء " تمنحه الدعم والمباركة ،فكانت تلك المقالة ..
تقلبات المواقف ليست بجديده على الاردنيين ، فقد سبق المعشر شخصيات وطنية و" غير وطنية " نهلت من خيرات الوطن ووصلت الى اعلى المراتب لكنها سرعان ما طعنت به وبشعبه وادارت له ظهر المجن ،ولن يكون المعشر بعيدا جدا عنهم ، منهم من لازال على رأس عمله ، ومنهم من غادر !
المعشر خرج علينا هذه الايام بمقالة تناقض كل تصريحاته السابقة ومواقفه حول جهاز الفساد الكبير في الاردن ومطالبته الملك بالاصلاحات على كافة الجوانب، وكانت له انتقادات واسعة حول اساليب الحكومة ووجه بعض انتقاداته لرموز في العائلة!
يقول المعشر في اخر مقالة حملت عنوان : صوت الحناجر ما عاد يخيف أحد!
"ثمة رابط يجمع القوى التي تحدث عنها جلالة الملك يوم الأحد الماضي، والتي ما فتئت تُلمح إلى أن الأردن مستعد لإقامة وطن فلسطيني بديل في الأردن، وبين الهجمة الشرسة من بعض القوى ضد المبادرة التي تقدم بها أكثر من 25 نائبا لتقديم حلول عملية لبعض التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تواجه البلد. هذا الرابط، وباختصار شديد، هو الاستماتة، بكل الوسائل الممكنة، للحفاظ على الامتيازات التي تتمتع بها هذه القوى من الدولة، على حساب المجتمع بأسره "
يتهم المعشر ظلما وجورا بعض المتخوفين من مشروع الوطن البديل من الساسة والاعلامين والنواب وافراد المجتمع انهم يخشون على امتيازاتهم التي يتمتعون بها !
ويصف المعشر المبادرة النيابية التي ينسق أعمالها زميله في معهد كارنيجي ويلقى منه الاموال انه "اصلاحي" وان النواب يهاجمون بشراسة مشروعه، ويتهمه المعشر بعض الشخصيات بالقول انهم كانوا اول من عارض قانون الصوت الواحد حماية لمكاسبهم، ولم يتطرق المعشر هنا الى رفض النظام نفسه واجهزته القبول بقانون جديد، فلو توفرت الرغبة للنظام اعداد قانون انتخاب عصري لما وقف في وجهه احد، كما انه يتهمهم بمعارضة الاصلاح في وقت يؤمن فيه المعشر ان لا نية لدى النظام للاصلاح وهو ما اشار اليه اكثر من مره من خلال الحكومات التي عهد اليها الملك ادارة البلاد، وبذلك فالرجل يدعي بشيء يبدو وكأنه "تملق" من يقف في وجه الديمقراطية والتطور الحقيقي والاصلاح بالخائفين على امتيازاتهم دون ان يتطرق للنظام واجهزته ويحملهم اية مسئولية عما وصل اليه حال البلد ..
هذا كلام فيه مغالطة وظلم وافتراء وتناقض كبير بين ما كان يطرحه الرجل قبل 3 سنوات وما خرج علينا به، ولذلك فإن ما كتبه الرجل هو تنفيذ لتوجهات عليا بالانضمام الى جوقة المشككين بوطنيتهم وخوفهم على الاردن في مواجهة المشاريع التصفوية التي يحملها مشروع كيري.
وعلى أية حال، فان كان الاردن وطننا بديلا او لم يكن، فتلك الطبقة التي يتهمها المعشر هنا تستطيع ان تحافظ على امتيازاتها ولن يمسها شيء، لأن النظام نفسه يتكفل بها ضمن توازنات ستجري لا محالة، ولا داع لان يناكفوا النظام الذي خرجوا اصلا من عباءته وكان المعشر واحدا منهم، فما الذي استجد عليهم! وما هي الامتيازات التي قد يفقدونها ! وبالعكس كانوا في المرحلتين (العرفية والديمقراطية) اكبر المستفيدين واكثر الحاصلين على امتيازات المراحل كلها. ولو صمتوا حيال الوطن البديل فسيحافظون على مكاسبهم أيضا اكثر واكثر، لكنهم أبوا إلا ان يعلنوا مخاوفهم ليس من اجل امتيازاتهم بل لأن وطنهم في خطر، وسبق للملك ان هاجمهم وقال فيهم انهم "حيتان" متناسيا ان النظام هو من صنعهم وجعل منهم حيتانا كما يصنع الان اناسا اخرين لايستحقون حتى ان يحملوا وثيقة سفر اردنية ...
نعلم أن المعشر سيعود للاردن وفي جعبته بعض اجندة "كارنيغي" التي سيعمل بها ضمن تيار او حزب او حركة سياسية تمهد لها "المبادرة" وبعض اتباعها من النواب والاعلاميين والساسة والمضللين ببرنامجه، وسيصطف كما يشير هنا الى جانب "جماعات الضغط " والجوقة التي تهاجم ابناء الوطن الرافضين لحل القضية على حساب الاردن، وسيبحر كثيرا في اجندة اتت معه وتلمسنا بعضا منها في اجندة " المبادرة النايبية " التي يدافع عنها والتي تنهل من نفس البئر في "كارنيغي " والتي لابد يجري صياغتها وفقا لمصالح اسرائيل في المنطقة ، ولذلك ولكي يجد له موطيء قدم وعون من لدن النظام الذي ما فتىء يهاجم سياساته وتحالفاته في السابق فلا بد له من " تسحيجة " كعربون ولاء " تمنحه الدعم والمباركة ،فكانت تلك المقالة ..
تقلبات المواقف ليست بجديده على الاردنيين ، فقد سبق المعشر شخصيات وطنية و" غير وطنية " نهلت من خيرات الوطن ووصلت الى اعلى المراتب لكنها سرعان ما طعنت به وبشعبه وادارت له ظهر المجن ،ولن يكون المعشر بعيدا جدا عنهم ، منهم من لازال على رأس عمله ، ومنهم من غادر !