مناقشة هادئة لتوصيات مؤتمر الطريق إلى القدس
حمزة منصور
جو 24 : في مطلع شهر رجب، شهر الإسراء والمعراج، وتحرير القدس على يدي القائد المجاهد صلاح الدين الأيوبي، طالعتنا بعض وسائل الإعلام ببعض ملامح توصيات مؤتمر الطريق إلى القدس، الذي انعقد في عمان. ويبدو أن أهمية المؤتمر تتركز من وجهة نظر اللجنة التحضيرية على استصدار فتوى تنقض فتاوى عديدة، أصدرتها اتحادات وروابط وشخصيات إسلامية قضت بتحريم زيارة القدس في ظل الاحتلال، باعتبار الزيارة تأتي في سياق التطبيع مع العدو الصهيوني، الذي يبسط سيطرته الكاملة على القدس والضفة الغربية.
وأرى أن المسؤولية الدينية والوطنية تحتم علي مناقشة توجهات المؤتمر والتوصيات المنسوبة اليه، أملا في تسليط الضوء على بعض الجوانب التي تخفى على بعض المؤتمرين أستهلها بالسؤال التالي:
هل قرار السماح بدخول الاراضي المحتلة قرار عربي يمكن الزائر من الدخول والخروج وفق إرادة عربية أم هو قرار تتحكم به سلطات الاحتلال؟
فإذا كان القرار قرارا عربيا فالامر محسوم، اذ الاصل في الاشياء الاباحة لمن استطاع الى ذلك سبيلا، وأجره على الله، واذا كان العدو المحتل يفرض سيطرته الكاملة على المعابر فان ذلك يطرح سؤالا آخر :
هل يوافق المحتل على فتح الابواب لزوار المسجد الاقصى؟ واذا كان لا يوافق فالامر محسوم ايضا؛ ويصبح البحث فيه مضيعة للوقت، اما اذا كان يوافق على ذلك فما هي الاهداف التي تقف وراء موافقته؟ وهل تلتقي أهدافه مع أهداف زوار المسجد الاقصى الذين يحرصون على ترسيخ هوية المسجد الاقصى مسجدا خاصا بالمسلمين دون سواهم؟
وللاجابةعلى ذلك، وكما تؤكد الوقائع اليومية نقول:
ان الاحتلال الصهيوني لن يسمح بزيارة الاراضي المحتلة فضلا عن القدس والمسجد الاقصى الا لمصلحة راجحة لديه، والا كيف نفسر منعه الفلسطينين في الضفة والقطاع من زيارة المسجد؟ بل كيف نفسر منع المصلين من أهالي القدس والاراضي المحتلة عام 48 ممن تقل أعمارهم عن الخمسين عاما من دخول المسجد الاقصى؟
وكيف نفسر جهوده المحمومة لتقاسم المسجد الاقصى كخطوة على طريق هدم المسجد الاقصى، واقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه؟
ان جميع هذه الاسئلة تؤكد بما لا يرقى اليه الشك ان ما يسمى السياحة الدينية، التي تشمل زيارة الاماكن الدينية في اقطار عربية، وربط زيارتها بزيارة المسجد الاقصى هو وقوع في الشرك الصهيوني الذي يهدف الى تحقيق اهداف سياسية واقتصادية قد تخفى على الكثيرين ممن يطغى وهج عواطفهم على نور عقولهم، فالعدو يريد ان يرسل رسالة الى اكثر من مليار ونصف المليار من المسلمين ان لا خوف على القدس والمسجد الاقصى، حيث يتاح لهم زيارة المسجد الاقصى وفق ترتيبات صاحب السيادة الفعلية والحصرية بحكم الواقع للكيان الصهيوني، فلا تجعلوا أيها المسلمون من قدسية المسجد الاقصى محرضا ضد الاحتلال وسياساته، ولا تطالبوه بالانسحاب وفقا للقرارات الدولية.
كما انهم يريدون استثمار زيارة من يقعون في الفخ اقتصاديا، فالسياحة مصدر هام للدخل للكيان الصهيوني، وهو ماهر في توظيف المناطق ذات الاهمية الدينية والتاريخية لخدمة مشروعه السياحي.
وقد طالعنا كما طالع الكثيرون في سنوات سابقة كيف أدخل البتراء المدينة الوردية الاردنية في التسويق للسياحة لخدمة مشروعه الاقتصادي.
ما نود ان نخلص اليه ان مسألة زيارة المسجد الاقصى مرتبطة بمبدأ المصالح والمفاسد، فاذا كانت الزيارة تسهم في حماية المقدسات، والرباط فيها، ووقف أعمال الحفر والبناء، وتغيير هوية المدينة المقدسة، وتوفير عوامل الدعم والاسناد لأهالي القدس المهددين بالابعاد ومصادرة الممتلكات فمرحبا بها.
وان كانت تصب في المشروع الصهيوني، الذي عمل وما زال على اقامة مشاريع مشتركة في المياه والطاقة والاتصالات وغيرها مع الحكومات التي وقعت معه اتفاقيات(سلام) وترسل رسائل خداعة للمسلمين والعالم، فحري بمن ينتسب الى العلم والعلماء ان يدرك ان طريقه الى القدس هو طريق الجهاد، ودعم المقاومة، واحكام المقاطعة للعدو، على خطا عمر وصلاح الدين وقطز وبيبرس والعز بن عبد السلام.
السبيل
وأرى أن المسؤولية الدينية والوطنية تحتم علي مناقشة توجهات المؤتمر والتوصيات المنسوبة اليه، أملا في تسليط الضوء على بعض الجوانب التي تخفى على بعض المؤتمرين أستهلها بالسؤال التالي:
هل قرار السماح بدخول الاراضي المحتلة قرار عربي يمكن الزائر من الدخول والخروج وفق إرادة عربية أم هو قرار تتحكم به سلطات الاحتلال؟
فإذا كان القرار قرارا عربيا فالامر محسوم، اذ الاصل في الاشياء الاباحة لمن استطاع الى ذلك سبيلا، وأجره على الله، واذا كان العدو المحتل يفرض سيطرته الكاملة على المعابر فان ذلك يطرح سؤالا آخر :
هل يوافق المحتل على فتح الابواب لزوار المسجد الاقصى؟ واذا كان لا يوافق فالامر محسوم ايضا؛ ويصبح البحث فيه مضيعة للوقت، اما اذا كان يوافق على ذلك فما هي الاهداف التي تقف وراء موافقته؟ وهل تلتقي أهدافه مع أهداف زوار المسجد الاقصى الذين يحرصون على ترسيخ هوية المسجد الاقصى مسجدا خاصا بالمسلمين دون سواهم؟
وللاجابةعلى ذلك، وكما تؤكد الوقائع اليومية نقول:
ان الاحتلال الصهيوني لن يسمح بزيارة الاراضي المحتلة فضلا عن القدس والمسجد الاقصى الا لمصلحة راجحة لديه، والا كيف نفسر منعه الفلسطينين في الضفة والقطاع من زيارة المسجد؟ بل كيف نفسر منع المصلين من أهالي القدس والاراضي المحتلة عام 48 ممن تقل أعمارهم عن الخمسين عاما من دخول المسجد الاقصى؟
وكيف نفسر جهوده المحمومة لتقاسم المسجد الاقصى كخطوة على طريق هدم المسجد الاقصى، واقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه؟
ان جميع هذه الاسئلة تؤكد بما لا يرقى اليه الشك ان ما يسمى السياحة الدينية، التي تشمل زيارة الاماكن الدينية في اقطار عربية، وربط زيارتها بزيارة المسجد الاقصى هو وقوع في الشرك الصهيوني الذي يهدف الى تحقيق اهداف سياسية واقتصادية قد تخفى على الكثيرين ممن يطغى وهج عواطفهم على نور عقولهم، فالعدو يريد ان يرسل رسالة الى اكثر من مليار ونصف المليار من المسلمين ان لا خوف على القدس والمسجد الاقصى، حيث يتاح لهم زيارة المسجد الاقصى وفق ترتيبات صاحب السيادة الفعلية والحصرية بحكم الواقع للكيان الصهيوني، فلا تجعلوا أيها المسلمون من قدسية المسجد الاقصى محرضا ضد الاحتلال وسياساته، ولا تطالبوه بالانسحاب وفقا للقرارات الدولية.
كما انهم يريدون استثمار زيارة من يقعون في الفخ اقتصاديا، فالسياحة مصدر هام للدخل للكيان الصهيوني، وهو ماهر في توظيف المناطق ذات الاهمية الدينية والتاريخية لخدمة مشروعه السياحي.
وقد طالعنا كما طالع الكثيرون في سنوات سابقة كيف أدخل البتراء المدينة الوردية الاردنية في التسويق للسياحة لخدمة مشروعه الاقتصادي.
ما نود ان نخلص اليه ان مسألة زيارة المسجد الاقصى مرتبطة بمبدأ المصالح والمفاسد، فاذا كانت الزيارة تسهم في حماية المقدسات، والرباط فيها، ووقف أعمال الحفر والبناء، وتغيير هوية المدينة المقدسة، وتوفير عوامل الدعم والاسناد لأهالي القدس المهددين بالابعاد ومصادرة الممتلكات فمرحبا بها.
وان كانت تصب في المشروع الصهيوني، الذي عمل وما زال على اقامة مشاريع مشتركة في المياه والطاقة والاتصالات وغيرها مع الحكومات التي وقعت معه اتفاقيات(سلام) وترسل رسائل خداعة للمسلمين والعالم، فحري بمن ينتسب الى العلم والعلماء ان يدرك ان طريقه الى القدس هو طريق الجهاد، ودعم المقاومة، واحكام المقاطعة للعدو، على خطا عمر وصلاح الدين وقطز وبيبرس والعز بن عبد السلام.
السبيل