إنها الحرب على الإسلام
حمزة منصور
جو 24 : للمرة المليون أؤكد رفضي واستنكاري وإدانتي للتطرف والمتطرفين، والإرهاب والإهاربين حكومات وتنظيمات وأفرادا، انطلاقا من فهمي للتصور الإسلامي لكرامة الانسان وحقوقه، وفي مقدمتها حقه في الحياة، الذي هو حق مقدس، لا يجوز النيل منه. ولكن من يتابع حملة التجييش التي تقودها الولايات المتحدة وبعض الدول الأوربية اليوم يجد أننا أمام حال شبيهة بتلك التي مهدت لغزو أفغانستان والعراق، والتي كانت نتائجها كارثية على البلدين، وعلى الاقليم وعلى العالم أجمع.
ومن يحاول الربط بين التصريحات الغربية والصهيونية إزاء أكثر من بلد من بلدان العالم الإسلامي يدرك أن القضية ليست قضية داعش التي نرفض سلوكياتها التي عبرت عنها وسائل الإعلام، ولكنها قضية الإسلام الذي بدأ يترجم اليوم إلى مشاريع للحكم، بعد أن أفلست النظم الوضعية في تحقيق الحياة الكريمة للشعوب، فحين يأمر رئيس وزراء العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو زعيم الارهاب في المنطقة، والمسكوت عن جرائمه في فلسطين، حين يأمر وزراءه بالبدء بهجوم دبلوماسي مركز على تركيا، ويطالب بتوجيه أصابع الاتهام إليها بدعم الإرهاب، وهي التي طالما قدمها الغرب نموذجا للإسلام المعتدل، والتي لم تقل يوما أنها دولة إسلامية تسعى لتطبيق الإسلام، فإن تهمة الإرهاب تصبح صفة لمن يعارض الأطماع الصهيونية والمصالح الأمريكية, وحين يلمح وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان إلى إمكانية قيام بلاده والأسرة الدولية بعمل عسكري في ليبيا على غرار ما حدث في مالي، وحين تطلب دول غربية من حكومة الجزائر تقديم تسهيلات لعمليات تدخل عسكري في ليبيا للقضاء على جماعات السلفية الجهادية، وحين يقدم الطلب لدول أخرى مجاورة لليبيا للهدف ذاته، ندرك أن الحملة على تنظيم (داعش) أو الدولة الإسلامية في العراق والشام هي مقدمة للانقضاض على كل عنوان إسلامي يخرج على التعريف الأمريكي للإسلام الذي لا يقبل بأي تصور للإسلام يتجاوز الحديث عن العقائد الجامدة، والعبادات المحنطة، والوجدانيات التي يتحدث عنها اليوم الذين لم يعرف عنهم أدنى التزام بمعايير الإسلام الذي أنزل على محمد.
صحيح أن واقع العالم الاسلامي اليوم لا يسر، وأن كثيرا من الممارسات التي يمارسها بعض الذين يرفعون الشعار الاسلامي مدانة، وأن دعاة الوسطية هم أكثر المتضررين منها، وأن الاحتكام إلى قواعد الشورى والديموقراطية هدف نسعى إليه، وصولا إلى الدولة المدنية التي أرسى قواعدها رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة، والتي سبق إليها الإسلام سائر الأمم، ولكن ركام عقود من الاستبداد والتخلف لا يرجى التخلص منه بين عشية وضحاها، وأن البلاد مفتوحة على مزيد من التناقضات والصراعات إلى أن تدرك القوى جميعا ضرورة الالتقاء على كلمة سواء، لا يقصى منها مكون، ولا تصادر فيها حقوق، وهذا ما شهدته كل ثورات العالم بما فيها الثورة الفرنسية، حتى انتهت إلى ما انتهت إليه.
وفي ضوء هذه التصريحات وما خفي منها أعظم من حقنا أن نتساءل هل إذا جاز لحلف الأطلسي وحليفه المدلل الكيان الصهيوني لأسباب أيديولوجية وسياسية واقتصادية أن يعلنوا الحرب علينا، حتى يجتثوا ديننا من جذوره، أو يحولوه إلى دين منزوع الدسم على المقاس الأمريكي، يجوز لنا أن نصطف تحت الراية الأطلسية لنخرب بيوتنا بأيدينا؟
السبيل
ومن يحاول الربط بين التصريحات الغربية والصهيونية إزاء أكثر من بلد من بلدان العالم الإسلامي يدرك أن القضية ليست قضية داعش التي نرفض سلوكياتها التي عبرت عنها وسائل الإعلام، ولكنها قضية الإسلام الذي بدأ يترجم اليوم إلى مشاريع للحكم، بعد أن أفلست النظم الوضعية في تحقيق الحياة الكريمة للشعوب، فحين يأمر رئيس وزراء العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو زعيم الارهاب في المنطقة، والمسكوت عن جرائمه في فلسطين، حين يأمر وزراءه بالبدء بهجوم دبلوماسي مركز على تركيا، ويطالب بتوجيه أصابع الاتهام إليها بدعم الإرهاب، وهي التي طالما قدمها الغرب نموذجا للإسلام المعتدل، والتي لم تقل يوما أنها دولة إسلامية تسعى لتطبيق الإسلام، فإن تهمة الإرهاب تصبح صفة لمن يعارض الأطماع الصهيونية والمصالح الأمريكية, وحين يلمح وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان إلى إمكانية قيام بلاده والأسرة الدولية بعمل عسكري في ليبيا على غرار ما حدث في مالي، وحين تطلب دول غربية من حكومة الجزائر تقديم تسهيلات لعمليات تدخل عسكري في ليبيا للقضاء على جماعات السلفية الجهادية، وحين يقدم الطلب لدول أخرى مجاورة لليبيا للهدف ذاته، ندرك أن الحملة على تنظيم (داعش) أو الدولة الإسلامية في العراق والشام هي مقدمة للانقضاض على كل عنوان إسلامي يخرج على التعريف الأمريكي للإسلام الذي لا يقبل بأي تصور للإسلام يتجاوز الحديث عن العقائد الجامدة، والعبادات المحنطة، والوجدانيات التي يتحدث عنها اليوم الذين لم يعرف عنهم أدنى التزام بمعايير الإسلام الذي أنزل على محمد.
صحيح أن واقع العالم الاسلامي اليوم لا يسر، وأن كثيرا من الممارسات التي يمارسها بعض الذين يرفعون الشعار الاسلامي مدانة، وأن دعاة الوسطية هم أكثر المتضررين منها، وأن الاحتكام إلى قواعد الشورى والديموقراطية هدف نسعى إليه، وصولا إلى الدولة المدنية التي أرسى قواعدها رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة، والتي سبق إليها الإسلام سائر الأمم، ولكن ركام عقود من الاستبداد والتخلف لا يرجى التخلص منه بين عشية وضحاها، وأن البلاد مفتوحة على مزيد من التناقضات والصراعات إلى أن تدرك القوى جميعا ضرورة الالتقاء على كلمة سواء، لا يقصى منها مكون، ولا تصادر فيها حقوق، وهذا ما شهدته كل ثورات العالم بما فيها الثورة الفرنسية، حتى انتهت إلى ما انتهت إليه.
وفي ضوء هذه التصريحات وما خفي منها أعظم من حقنا أن نتساءل هل إذا جاز لحلف الأطلسي وحليفه المدلل الكيان الصهيوني لأسباب أيديولوجية وسياسية واقتصادية أن يعلنوا الحرب علينا، حتى يجتثوا ديننا من جذوره، أو يحولوه إلى دين منزوع الدسم على المقاس الأمريكي، يجوز لنا أن نصطف تحت الراية الأطلسية لنخرب بيوتنا بأيدينا؟
السبيل