jo24_banner
jo24_banner

إيران: هل تخلت عن نهجها أم حان الوقت للإفصاح عن حقيقة أهدافها؟

حمزة منصور
جو 24 : لم يعد الأمر يقف عند محلل سياسي يرى عبدالملك الحوثي سيدا لليمن، وفي طهران وتوابعها سلاطين البحرين الأبيض والأحمر والخليج، ولا عند نائب يمنّي النفس بإخضاع عواصم عربية جديدة للتاج الايراني، على غرار ما حصل في بغداد ودمشق والضاحية الجنوبية وصنعاء مؤخرا، ولكنه اليوم يصدر عن شخصيات وازنة من طراز علي أكبر ولايتي، وحسين أمير اللهيان، فحين يتحدث كبير مستشاري مرشد الثورة بنشوة عن انتصارات الحوثيين قائلا: (لقد اطلعت على أخبار انتصاراتكم القيمة، ولقد ارتحت كثيرا، وأهنئكم لأن علاقتنا مع الحوثيين تعود إلى السنوات الأولى من انتصارات الثورة، كما ينبغي أن نقول إننا مطلعون على أفكار العلّامة صدر الدين الحوثي الأب المعنوي لأنصار الله، وأننا مسرورون لأن القيادة الحوثية الثورية تدير التحرك الشجاع في اليمن)، وحين يتزلف نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية للإدارة الأمريكية بالقول: (إن إسقاط الأسد سيعرّض أمن اسرائيل للخطر)عندها نجد أنفسنا مضطرين للتساؤل: هل تم التخلي عن نهج الثورة الإسلامية الايرانية التي قدمت نفسها ثورة لكل المسلمين، ولكل المستضعفين أم أن الثورة هذه نجحت في تضليل الكثيرين أكثر من ثلاثة عقود، عندما سمّت أمريكا بالشيطان الأكبر، وأخلت سفارة العدو الصهيوني في طهران وقدمتها لمنظمة التحرير الفلسطينية، واعتبرت الكيان الصهيوني غدّة سرطانية؟
فالحديث عن انتصارات الحوثيين نرفع لها القبعات لو كانت على العدو الصهيوني ، أو على الإدارة الأمريكية ، أو حتى على الأقل عبر انتخابات حرّة نزيهة ، لكنها حينما تكون ضد الثورة الوليدة التي خاضها الشعب اليمني بكل مكوناته في مواجهة النظام الفاسد المستبد، وتجئ بترتيبات مشبوهة مع فلول النظام السابق، ومع بعض دول الإقليم المتخصصة في إجهاض ثورات الربيع العربي، عندها تصبح انتصارات الحوثيين انتصارات على النهج الديموقراطي، وعلى التوافق الوطني، وعندها يصبح هذا الانتصار انقلابا على الشرعية ضمن ترتيبات إقليمية ودولية مدانة.
أما الحديث عن بقاء الأسد كضمانه لأمن دولة العدو الصهيوني فإنه يدفعنا إلى أن نضع ألف علامة استفهام على الأسد ومعاونيه دولا وتنظيمات. وسواء كان ما يحدث اليوم ردة عن نهج مؤسس الثورة وقائدها، أو كشفا لحقائق ظلت خافية عبر عقود، فإننا مدعوون جميعا إلى إعادة النظر في تقييمنا للثورة ورموزها وأهدافها.
ولكن مشكلتنا في الوطن العربي تكمن في أننا لا نمتلك مشروعا نهضويا يوفّر للوطن العربي الحماية والسيادة والنهضة ، فالنظام الرسمي العربي يتقزم مشروعه عند حدود التمسك بالكرسي حتى النفس الأخير، ومن ثم توريثه للأبناء والأحفاد دون رضى من الشعوب أو أخذ مصالحها بعين الإعتبار. وأما الشعوب وحركاتها النهضويّة، فالنظام الرسمي وبالتعاون مع قوى إقليمية ودولية يقف لها بالمرصاد، وفي هذا السياق تتم صناعة الثورة المضادة لوأد الحلم العربي في التحرر والسيادة والكرامة والنهوض. ولكن كل ذلك لا يحملنا على اليأس والتثاقل الى الأرض، وانما ينبغي أن يكون حافزا على التسلح بمزيد من الوعي والتضحية والعمل المشترك ،لتحقيق وعد الله عزوجل بالنصر والتمكين، وبشارة الرسول صلى الله عليه وسلم ببلوغ دين الله ما بلغ الليل والنهار، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.

السبيل
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير