المهم الثبات على الموقف
حمزة منصور
جو 24 : التصريح الذي أدلى به دولة رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور لبعض وسائل الإعلام، لدى مشاركته في الندوة السياسية (التعديلات الدستورية والحكومة البرلمانية) التي دعا إليها ونظمها مركز القدس للدراسات السياسية يوم السبت الماضي، والتي سئل على هامشها عن قمة الناتو التي انعقدت يومي الخميس والجمعة، وعن دور الاردن المحتمل في التحالف من أجل التصدي لتنظيم (الدولة الاسلامية في العراق والشام) لقي تصريحه هذا ارتياحاً من الكثيرين، وأنا أحدهم، حيث كتبت مقالة قبل أيام بعنوان (ليست حربنا) حذرت فيها من الاستجابة للضغوط التي تستهدف الزج بنا في حرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل. وقد ظل الحديث عن دور الاردن في هذا التحالف هماً يؤرقني انطلاقا من قناعتي أن دخول الأردن في هذه الحرب سيكون له نتائج كارثية. فحين يقول السيد رئيس الوزراء (التحالف يخص التحالف) و(الأردن قلق إزاء الأوضاع التي تمر بها المنطقة، وأن القلق لا يقتصر على تمدد الدولة الاسلامية في العراق والشام، ونحن لا نخوض حروب الآخرين، لكننا ندافع عن بلدنا، ولدينا من الاستعدادات والأجهزة العسكرية والامنية ما يحمي بلدنا) فإنه يطمئننا على عدم تورطنا في هذه الحرب، التي تؤكد كل التقارير أنها لن تحقق أهدافها في القضاء على التنظيم، وأنها ستوسع دائرة العنف، ولاسيما حين يعلم الناس أن حلف الأطلسي الذي احتل العراق وأفغانستان، وهيأ البيئة المناسبة للعنف باحتلاله بلدين مسلمين وتدميرهما، وفرض واقعا جديدا لم تراع فيه مصالح البلدين، هو الذي يقود المعركة، ويشارك فيها عبر طلعات جوية، تاركا لدول الاقليم خوض الحرب البرية.
إن محاربة الارهاب الذي ندينه أيا كانت عقيدة من يمارسونه وقوميتهم ووطنهم لا تتم عبر طلعات جوية أثبتت فشلها، ولا عبر تسخير الشعوب التي لا تمتلك قرارها لتكون وقود هذه الحرب، ولكنها تتحقق حين نجتث أسباب العنف والتطرف، فهما ليسا من فطرة الانسان وطبيعته، ولكنهما نتاج الظلم الذي مصدره الاحتلال، والثمرة المرة للاستبداد ومصادرة الحقوق، فحين ينتهي الاحتلال للأرض العربية والاسلامية، ويوضع حد للتمييز ضد المسلمين، ويحتكم الناس لقواعد الشورى والديموقراطية، ويتحقق التوزيع العادل للثروة، فإن الإرهاب لن يجد له حاضنة مناسبة، ويصبح جيوبا معزولة، يسهل القضاء عليها. المهم أن تثبت الحكومة على هذا الموقف الذي عبر عنه رئيس الوزراء مهما كانت الضغوط والاغراءات، لأن أمننا الوطني، وسلامة مواطيننا، لا يجوز أن يكونا محلا للمساومة.
إن محاربة الارهاب الذي ندينه أيا كانت عقيدة من يمارسونه وقوميتهم ووطنهم لا تتم عبر طلعات جوية أثبتت فشلها، ولا عبر تسخير الشعوب التي لا تمتلك قرارها لتكون وقود هذه الحرب، ولكنها تتحقق حين نجتث أسباب العنف والتطرف، فهما ليسا من فطرة الانسان وطبيعته، ولكنهما نتاج الظلم الذي مصدره الاحتلال، والثمرة المرة للاستبداد ومصادرة الحقوق، فحين ينتهي الاحتلال للأرض العربية والاسلامية، ويوضع حد للتمييز ضد المسلمين، ويحتكم الناس لقواعد الشورى والديموقراطية، ويتحقق التوزيع العادل للثروة، فإن الإرهاب لن يجد له حاضنة مناسبة، ويصبح جيوبا معزولة، يسهل القضاء عليها. المهم أن تثبت الحكومة على هذا الموقف الذي عبر عنه رئيس الوزراء مهما كانت الضغوط والاغراءات، لأن أمننا الوطني، وسلامة مواطيننا، لا يجوز أن يكونا محلا للمساومة.