أرقام مخيفة

جو 24 : سادت على مسامعي في اليومين الماضيين أرقام يمكن اعتبارها مفاجئة وتستحق التوقف والدراسة، ومن ثم لا بد من وضع استراتيجيات لمواجهتها. أول الصدمات أتت من منظمة العمل الدولية التي أعلنت ان معدل البطالة في الاردن يصل الى 30% ما جعلنا نشعر أننا أمام موقف لا نحسد عليه. ثم وبالتزامن مع ذلك عقد جهاز الامن العام مؤتمرا صحفيا –يشكرون عليه– أعلنوا خلاله عن أرقام تتعلق بمطلوبين وجرائم ومخدرات. أرقام الامن العام كانت مقلقة؛ لأنها تدل على تطور واضح في حجم الجريمة وطبيعتها في الاردن ويكمن وراء ذلك اسباب كثيرة معروفة يجب التعاطي معها.
أشكر شفافية الامن العام التي قدمتها أربعة اجهزة هامة (البحث الجنائي والامن الوقائي والسير والمخدرات) لأنها علقت الجرس وأظهرت حقيقة الواقع وطبيعة اتجاهاته.
السؤال الاهم بعد تزاحم هذه الارقام يقع على عاتق الحكومة ومؤسسات الدولة ذلك من خلال كيفية قراءتها لها وطبيعة اهتمامها بكل الحمولة التي تحملها. وزارة العمل تقول إن النسبة المعلنة للبطالة من قبل منظمة العمل الدولية مقصود منها فئة الشباب وليست البطالة الكلية وهنا لن يختلف الامر كثيرا بل قلقنا سيتعاظم. والسبب في تعاظم قلقنا ان ثمة علاقة علمية وثيقة بين البطالة والفقر من جهة وبين الجريمة من جهة اخرى فما قالته منظمة العمل يفسر ما جاء به مؤتمر الأمن العام الصحفي.
أرقام مخيفة تستحق العناية والقلق من كل دوائر الدولة وهي مدعاة لأن نطالب باستراتيجية حقيقية تتبناها الحكومة وتسير على خطاها قبل أن يقع الفأس بالرأس.

السبيل