العيون ترقبكم..فليتماسك المشايخ..
عمر العياصرة
جو 24 : هذه مقالة نشرتها قبل أربعة أعوام وأظنها تناسب مزاج الحركة الإسلامية اليوم....
(ظلّت الخلافات داخل الحركة الإسلامية تشكل حلما لدى الكثيرين من خصومها الراغبين في تفكيكها وزوالها وإضعافها، غير أن نخبة بعينها من أولئك الخصوم، لم تكتف بهاجس يؤرقها، وإنما بدأت التفكير مليا في الكيفية التي يمكن أن يتحول بها هذا الهاجس إلى حلم، ثم يتحول الحلم إلى حقيقة، فتزول الحركة وتتحطم عراها وتخلو الساحة لأجندات تعيث في الواقع فسادا وإفسادا.
يضاف إلى هؤلاء الخصوم، ما يسمى اليوم بخبراء الحركات الإسلامية، وهم إما إسلاميون سابقون، يزعمون أنهم على المنصة لهم زوايا نظر متاحة لا يملكها غيرهم، أو هم دارسون متكسبون من وراء تحليلاتهم.. وهؤلاء الخبراء بارعون في تحويل المفاهيم والتلاعب بها، فتراهم يضخمون ويصنعون الأحداث، وينحتون المصطلحات والأسماء، ويقسّمون الرجال أفقيا وعاموديا، ويطلقون النصائح والأحكام، فتظن عندها أن النهاية محدقة وأن الطريق مسدود.
رغم هذه العوامل التصعيدية والضاغطة على تحويل الحوار إلى خلاف، وتحويل آليات اتخاذ القرار إلى انشقاق، إلا أننا بحاجة إلى اعتراف شجاع بوجود معضلة حقيقية، سببها تلك الرؤى المتمايزة داخل فكر الحركة والتي لا يمكن الأخذ بها جميعا من ناحية، ولا إهمال أي منها من ناحية أخرى، فتظهر عندها الصعوبة الفائقة للصياغة الجماعية.
لكنه وفي سياقات الأوهام والحقائق التي تعتري الساحة الداخلية للحركة الإسلامية، تبرز حقائق هامة، يمكن اعتبارها عوامل إخصاب للحركة، وهي قادرة على الحيلولة دون حدوث أي إمكانية للانقسام الأفقي المركزي.
من أرسخ هذه العوامل، أن منطق الحركة الإسلامية، يقوم على" الفكرة العليا" التي صنعت الأمة وجعلتها في موقع القلب والممثلة بالإسلام، لذلك أفراد الحركة ونخبها، يدورون وظيفيا مع هذه الفكرة، ويجسدونها بالتزام الجماعة وآلياتها.. فأي خروج عن الجماعة ووفق ما أثبتته التجربة، سيعني للخارجين نهاية نخبوية، وستبقى الحركة ما بقيت الفكرة، لذلك يرى العارفون بشأن الحركة الإسلامية استحالة انقسامها مركزيا وأي محاولة لذلك ستذهب بالمحاولين إلى الأطراف البعيدة عن المركز.
الحركة الإسلامية ممثلة بقادتها ومشايخها، مطالبون بإدراك لحظة الكبو التي يمر بها الوطن، وهم أيضا مطالبون بالتمسك واحترام "الوسيلة" التي صاغت حركتهم وقررت آليات صناعة القرار فيها، فعيونٌ كثيرة ترقبهم وملفات كثيرة تنتظرهم، ولن تقبل الجماهير أن تستنفدهم جوانيّة الداخل، فالمجتمع يرقب عودتهم ليقولوا شيئا في شأنه المتوتر، فليتماسك المشايخ وليعودوا إلينا.)
السبيل
(ظلّت الخلافات داخل الحركة الإسلامية تشكل حلما لدى الكثيرين من خصومها الراغبين في تفكيكها وزوالها وإضعافها، غير أن نخبة بعينها من أولئك الخصوم، لم تكتف بهاجس يؤرقها، وإنما بدأت التفكير مليا في الكيفية التي يمكن أن يتحول بها هذا الهاجس إلى حلم، ثم يتحول الحلم إلى حقيقة، فتزول الحركة وتتحطم عراها وتخلو الساحة لأجندات تعيث في الواقع فسادا وإفسادا.
يضاف إلى هؤلاء الخصوم، ما يسمى اليوم بخبراء الحركات الإسلامية، وهم إما إسلاميون سابقون، يزعمون أنهم على المنصة لهم زوايا نظر متاحة لا يملكها غيرهم، أو هم دارسون متكسبون من وراء تحليلاتهم.. وهؤلاء الخبراء بارعون في تحويل المفاهيم والتلاعب بها، فتراهم يضخمون ويصنعون الأحداث، وينحتون المصطلحات والأسماء، ويقسّمون الرجال أفقيا وعاموديا، ويطلقون النصائح والأحكام، فتظن عندها أن النهاية محدقة وأن الطريق مسدود.
رغم هذه العوامل التصعيدية والضاغطة على تحويل الحوار إلى خلاف، وتحويل آليات اتخاذ القرار إلى انشقاق، إلا أننا بحاجة إلى اعتراف شجاع بوجود معضلة حقيقية، سببها تلك الرؤى المتمايزة داخل فكر الحركة والتي لا يمكن الأخذ بها جميعا من ناحية، ولا إهمال أي منها من ناحية أخرى، فتظهر عندها الصعوبة الفائقة للصياغة الجماعية.
لكنه وفي سياقات الأوهام والحقائق التي تعتري الساحة الداخلية للحركة الإسلامية، تبرز حقائق هامة، يمكن اعتبارها عوامل إخصاب للحركة، وهي قادرة على الحيلولة دون حدوث أي إمكانية للانقسام الأفقي المركزي.
من أرسخ هذه العوامل، أن منطق الحركة الإسلامية، يقوم على" الفكرة العليا" التي صنعت الأمة وجعلتها في موقع القلب والممثلة بالإسلام، لذلك أفراد الحركة ونخبها، يدورون وظيفيا مع هذه الفكرة، ويجسدونها بالتزام الجماعة وآلياتها.. فأي خروج عن الجماعة ووفق ما أثبتته التجربة، سيعني للخارجين نهاية نخبوية، وستبقى الحركة ما بقيت الفكرة، لذلك يرى العارفون بشأن الحركة الإسلامية استحالة انقسامها مركزيا وأي محاولة لذلك ستذهب بالمحاولين إلى الأطراف البعيدة عن المركز.
الحركة الإسلامية ممثلة بقادتها ومشايخها، مطالبون بإدراك لحظة الكبو التي يمر بها الوطن، وهم أيضا مطالبون بالتمسك واحترام "الوسيلة" التي صاغت حركتهم وقررت آليات صناعة القرار فيها، فعيونٌ كثيرة ترقبهم وملفات كثيرة تنتظرهم، ولن تقبل الجماهير أن تستنفدهم جوانيّة الداخل، فالمجتمع يرقب عودتهم ليقولوا شيئا في شأنه المتوتر، فليتماسك المشايخ وليعودوا إلينا.)
السبيل