الموقف الأردني من العراق

جو 24 : تفاجأ الأردن كما العالم لما جرى في العراق، فالحسابات الاستراتيجية لم تفكر يوما بهذا السقوط المروع للجيش العراقي وبالتالي دخول المشهد نحو إرباكات كبيرة. الدولة قلقة وهذا موقف مبرر ومنطقي، فالعراق جار قريب وتداعيات الحرب الطائفية المؤكدة هناك ستطالنا بشكل ما وهنا يجب الحذر والتروي في اتخاذ المواقف.
المحللون يرون أن الأردن ستقف الى جانب حكومة المالكي في حربها القادمة ومبرر هؤلاء أن أمريكا وهي حليفتنا في مكافحة الارهاب ستقف الى جانب المالكي.
إن صح تحليلهم فهذا خطأ فادح سندفع ثمنه بعد حين، فالواجب أن نقوم بدورنا المستقل اولا في تعريف حقيقة ما يجري في العراق ومن ثم بناء المواقف إزاءه. تعريفنا للمشهد العراقي يجب ألا يقف عند رواية نوري المالكي التي تختصر الأزمة بتنظيم داعش والمتطرفين والإرهاب فهذا كلام غير دقيق ويحتاج لمراجعة.
الدولة الأردنية مطالبة بتقليب زوايا المشهد كي تراه على حقيقته دون خداع، وهنا يجب طرح جملة من الاسئلة الهامة والضرورية والحاسمة.
منها: هل ما يجري من زحف في العراق هو رد فعل على الظلم الطائفي الواقع على سنة بلاد الرافدين، ومن ثم هل الزاحفون هم من داعش أم هي عشائر العراق مع داعش وغيرها.
أيضا لا بد من سؤال جوهري عن قيمة علاقتنا مع عشائر العراق السنية، وهل في حال اصطفافنا الى جانب المالكي سنخسر هؤلاء وهل سنغضب المتشددين ونجعل ساحاتنا أهدافا لهم؟
أسئلة جديرة بالانتباه ومن الضروري ألا نهملها ولعلنا نطالب الدولة أن تحذر وألا تصطف هنا ولا الى هنا وأن نواصل سياسة «دفع الشر عنا فقط» وهي سياسة أثبتت فاعليتها أثناء الأزمة السورية.

السبيل