معاناة العسكر مستمرة !
علي الحراسيس
جو 24 : استوقفني قبل أيام وانا في محافظة الطفيلة واثناء زيارة لأحد الأصدقاء في المستشفى الوحيد هناك صراخ رجل مسنّ من ابناء الطفيلة " علمت بعدها أنه متقاعد عسكري " يقول بصوت عال " لمن نتوجه يا رب .!
اقتربت من الرجل وقد احاط به الناس لمعرفة سبب ألمه وصراخه ، وبدأ يتحدث عن معاناتة بسبب التهاب اصاب احد "أضراسه " ويطلب ازالة السن كي يذهب الألم الذي يقول أنه يفتك به منذ ليلتين ، واضاف في حديثه للناس انه لو كان يمتلك 10 دنانير لقام بخلعها عند طبيب خاص ! ويقول أن قسم طب الأسنان منحه موعد خلغ الضرس بعد خمسة أشهر !!
واليوم تحدث رجل وهو شاب متقاعد من إحدى الأجهزة الأمنية عن معاناة اخرى وهو يتمتم متألما ويقول أنه يدفع كل ليلة مبلغ لا يقل عن 500 دينار في إحدى المستشقيات الخاصة التي يقول انها بنيت لمساعدة الفقراء كما يدعون ، وأن ولده يحتاج لاكثر من اسبوعين في الخداج ! حيث ان المدينة الطبية كما يقول لا متسع لديها ! واعتذروا عن استقباله ، وحين سألهم لماذا لايجري تحويل الرضيع الى مستشفى أخر " قالوا ان التعليمات تمنع ، ويقول أن غالبية الاطفال في قسم خداج المدينة الطبية الذي بُني ووجد لخدمة ابناء القوات المسلحة ليسوا من ابناء افراد القوات المسلحة ولا حتى من المستفيدين من التأمين العسكري !
يبدو أن معاناة العسكر عاملين ومتقاعدين حيال التأمين الصحي كتب عنها الكثير ، وإهمال يكبر ويتعاظم مع تحويل تلك المستشفيات الى " مقاصد خيرية " لكل من هب ودب دون تنظيم او ادارة او منح اولويات للمنتفعين منها من ابناء القوات المسلحة والاجهزة الأمنية التي يعتقد الناس أنهم اكثر افراد المجتمع إفادة وراحة ،ويؤكد الكثير ان مجرد زيارة واحدة لإحدى الأقسام في المدينة الطبية فستعرف مباشرة أن نسبة من يشغلون تلك الأسرة ليسوا من ابناء القوات المسلحة ولا حتى من ابناء الوطن ! ويتحدث أخرون عن تدني المستوى الخدماتي وقلة الخبراء والاطباء المميزين الذين لايمكن الالتقاء بهم، وأن من يقدم تلك الخدمة اطباء حديثي التخرج ،ويقول احد المنتفعين انهم قرروا بعد عدة أيام ومراجعات وقبول ورفض للحالة ان المريض يعاني من فشل كلوي منذ 15 عاما وقد اصابته الحيرة من ذاك القرار ويقول أنه لم يشكو يوما أي من اعراض الفشل المتعارف عليها ! لكنهم قرروا بدء عملية غسيل الكلى بالرغم من أنه يعيش حياة عادية ولا يعاني مما يعانيه من أصابهم الله بأختبار الفشل الكلوي ! لكنه خضع لارادة الاطباء وبدأ فعلا الاستعداد لعملية الغسيل !
لاعجب أن يصل الترهل والإهمال والفساد الذي طال غالبية مؤسساتنا الى ركن أساس من أركان ما تقدمه الدولة لابنائها ، فالحرص على سلامة المواطن وتوفير وسائل العلاج والراحة له وخاصة ابناء القوات المسلحة والأجهزة الأمنية الذين بدأوا يصرخون ويستنجدون دون طائل ، وقد تعالت صيحاتهم وازداد ألمهم بسبب ما يعانوه عند زيارة أي من تلك المستشفيات دون ادنى اهتمام او مراجعة لما وصل اليه الحال ، ناهيك عن فقدان كميات كبيرة من الأدوية والمواد ومستلزمات المرضى وساعات الارهاق والانتظار للدخول الى العيادات والمواعيد التي تصل أحيانا الى شهور طويلة يكون فيها المريض قد قضى نحبه او استفحلت حالته !
هذه معاناة العسكر التي بدأ الناس يتناقلوها ، واما معاناة المواطن العادي من المدنيين العاملين في الجهاز الحكومي فحدث ولا حرج ، والكل يعلمها بكل تفاصيلها المملة والقاهرة وحتى المذلّة ..
اقتربت من الرجل وقد احاط به الناس لمعرفة سبب ألمه وصراخه ، وبدأ يتحدث عن معاناتة بسبب التهاب اصاب احد "أضراسه " ويطلب ازالة السن كي يذهب الألم الذي يقول أنه يفتك به منذ ليلتين ، واضاف في حديثه للناس انه لو كان يمتلك 10 دنانير لقام بخلعها عند طبيب خاص ! ويقول أن قسم طب الأسنان منحه موعد خلغ الضرس بعد خمسة أشهر !!
واليوم تحدث رجل وهو شاب متقاعد من إحدى الأجهزة الأمنية عن معاناة اخرى وهو يتمتم متألما ويقول أنه يدفع كل ليلة مبلغ لا يقل عن 500 دينار في إحدى المستشقيات الخاصة التي يقول انها بنيت لمساعدة الفقراء كما يدعون ، وأن ولده يحتاج لاكثر من اسبوعين في الخداج ! حيث ان المدينة الطبية كما يقول لا متسع لديها ! واعتذروا عن استقباله ، وحين سألهم لماذا لايجري تحويل الرضيع الى مستشفى أخر " قالوا ان التعليمات تمنع ، ويقول أن غالبية الاطفال في قسم خداج المدينة الطبية الذي بُني ووجد لخدمة ابناء القوات المسلحة ليسوا من ابناء افراد القوات المسلحة ولا حتى من المستفيدين من التأمين العسكري !
يبدو أن معاناة العسكر عاملين ومتقاعدين حيال التأمين الصحي كتب عنها الكثير ، وإهمال يكبر ويتعاظم مع تحويل تلك المستشفيات الى " مقاصد خيرية " لكل من هب ودب دون تنظيم او ادارة او منح اولويات للمنتفعين منها من ابناء القوات المسلحة والاجهزة الأمنية التي يعتقد الناس أنهم اكثر افراد المجتمع إفادة وراحة ،ويؤكد الكثير ان مجرد زيارة واحدة لإحدى الأقسام في المدينة الطبية فستعرف مباشرة أن نسبة من يشغلون تلك الأسرة ليسوا من ابناء القوات المسلحة ولا حتى من ابناء الوطن ! ويتحدث أخرون عن تدني المستوى الخدماتي وقلة الخبراء والاطباء المميزين الذين لايمكن الالتقاء بهم، وأن من يقدم تلك الخدمة اطباء حديثي التخرج ،ويقول احد المنتفعين انهم قرروا بعد عدة أيام ومراجعات وقبول ورفض للحالة ان المريض يعاني من فشل كلوي منذ 15 عاما وقد اصابته الحيرة من ذاك القرار ويقول أنه لم يشكو يوما أي من اعراض الفشل المتعارف عليها ! لكنهم قرروا بدء عملية غسيل الكلى بالرغم من أنه يعيش حياة عادية ولا يعاني مما يعانيه من أصابهم الله بأختبار الفشل الكلوي ! لكنه خضع لارادة الاطباء وبدأ فعلا الاستعداد لعملية الغسيل !
لاعجب أن يصل الترهل والإهمال والفساد الذي طال غالبية مؤسساتنا الى ركن أساس من أركان ما تقدمه الدولة لابنائها ، فالحرص على سلامة المواطن وتوفير وسائل العلاج والراحة له وخاصة ابناء القوات المسلحة والأجهزة الأمنية الذين بدأوا يصرخون ويستنجدون دون طائل ، وقد تعالت صيحاتهم وازداد ألمهم بسبب ما يعانوه عند زيارة أي من تلك المستشفيات دون ادنى اهتمام او مراجعة لما وصل اليه الحال ، ناهيك عن فقدان كميات كبيرة من الأدوية والمواد ومستلزمات المرضى وساعات الارهاق والانتظار للدخول الى العيادات والمواعيد التي تصل أحيانا الى شهور طويلة يكون فيها المريض قد قضى نحبه او استفحلت حالته !
هذه معاناة العسكر التي بدأ الناس يتناقلوها ، واما معاناة المواطن العادي من المدنيين العاملين في الجهاز الحكومي فحدث ولا حرج ، والكل يعلمها بكل تفاصيلها المملة والقاهرة وحتى المذلّة ..