هل استدعت تركيا داعش الى عين العرب ؟
لاشك أن الموقف التركي " المحايد " حيال حصار داعش لعين العرب او "كوباني " يكتنفه الغموض والشك في احتمالات وجود تنسيق تركي مع مليشيات داعش للوصول الى تلك المنطقة بعد أن أظهرت تركيا موقفا واضحا بعدم التدخل لحماية عين العرب او مواجهة داعش بل أنها منعت ادخال مقاتلين أكراد للمنطقة لمساندة اشقائهم في عين العرب وحالت دون تمرير أسلحة تساعد الأكراد في مواجهة داعش ، الى جانب ما شاب الموقف والسلوك التركي من غموض وشك كبير بعد سلسلة من الأحداث التي تشير الى تورط تركيا في دعم ومساندة داعش ومنها : أن تركيا الطرف الوحيد الذي فتح الحدود على مصراعيها لتسرب الآلاف من كوادر التنظيمات الجهادية من الشرق والغرب كي ترفد تنظيم داعش وتمده بالخبرات والأموال، ومنها "فضيحة " التسوية المعلنة والمذلة بين حكومة أنقرة وداعش لاطلاق سراح مواطنين "دبلوماسيين " اتراك قيل أن داعش تحتجزهم مقابل ان تمتنع حكومة أردوغان عن تأييد التحالف الدولي ، وتبادر لإطلاق أكثر من مئة مقاتل من أنصار داعش من سجونها. فكيف الحال إذا أضفنا ما يثار عن اكتشاف مخازن أسلحة نوعية لـ داعش فوق الأراضي التركية. ولا يغير هذه الوقائع بل يؤكدها ضمنا اعتذار واشنطن لحكومة انقرة عن اتهامات طاولتها على لسان غير مسؤول اميركي عن دور كبير لها في مساعدة تنظيم «داعش» وتمكينه.
كل هذا يشير الى تورط ما للدولة التركية في استخدام "داعش " كورقة في حسابات النفوذ على المشرق العربي من خلال تحقيق جملة من الأهداف أهمها :
تقدم داعش وانتصاره سيمهد لعودة الدور التركي إلى موقعه المؤثر في صراعات المنطقة بعد انحسار مؤقت، وأنعشت حنين حزب العدالة والتنمية الى الماضي الإمبراطوري العثماني، وأظهرت تاليا أن سلطة أردوغان لا تزال متحفزة لمد نفوذها شرقا تحت الراية الاسلامية بعد أن فشل رهانها على الاخوان المسلمين بعد سلسلة اخفاقات واجهها الاخوان والحصار الذي يعيشه التنظيم في المنطقة ،فكانت ورقة داعش هي البديل للتحرك تحت تلك المظلة ، كما أنها لن تقبل أبدا بخسارة حصتها من المستقبل السوري أو السماح لآخرين بقطف ثمار هي الأولى بها. و بخاصة أنها خير من يدرك أن الصراع على دمشق سيكون مفتاح الصعود أو التراجع لدورها الريادي في الجوار العربي والإسلامي.
كذلك حروب داعش وتمددها وحتى سيطرتها على عين العرب سيحقق حلم تركيا من منع إقامة اقليم كردي على حدودها في الاراضي السورية يقوده خصم تركيا حزب العمال الكردستاني .
الى جانب ، أن حصول تركيا على موافقة الحلف باحتلال اراض سورية تحت مسمى منطقة عازله يمنح تركيا دورا أساسيا في رسم مستقبل سوريا واسقاط نظامها والتدخل في شؤونها لاحقا بما يعزز دورها في الشرق من خلال البوابة السورية في مواجهة بوابة شرقية "العراق " التي تسيطر عليها ايران و بخاصة أنها خير من يدرك أن الصراع على دمشق سيكون مفتاح الصعود أو التراجع لدورها الريادي في الجوار العربي والإسلامي.