jo24_banner
jo24_banner

انتخابات المعلمين واتجاهات الأردنيين

عمر العياصرة
جو 24 : ما حققه الإسلاميون من فوز معتبر وفارق في انتخابات هيئات فروع نقابة المعلمين، يؤشّر بشكل معقول على اتجاهات المجتمع الأردني وخياراته السياسية والثقافية.
وبظنّي أنّ أعداد المعلمين التي تقارب الرقم (104 آلاف) موزّعة على محافظات المملكة كافة، تصلح كعينة ممثِّلة للشعب الأردني يمكن تخيُّل أداءها في كل انتخابات، بلدية كانت أو برلمانية.
البعض حرّكته النتائج ليقوم بتخويف الحكومة من الإسلاميين وحجومهم وقدراتهم التنظيمية، فالزميل فهد الخيطان حذّر من ذهاب الحكومة نحو النظام الانتخابي الذي يعتمد الأغلبية (قانون 1989)، وقد اقترح الزميل نظام النسبية كوسيلة لمنع مغالبة الإسلاميين كما ذكر.
ومع هذه الصيحات التحذيرية نذكر بأنّ الحركة الإسلامية لا زالت تصرّ وتطالب بنظام انتخابي يعتمد النسبية ولا يسمح لطرف بالتغوُّل على باقي الأطراف.
لقد رددها قادة الإخوان المسلمين في كل مكان، وقالوا أنّ نظام ال1989 يخدمنا، لكننا نريد نظاما قائما على التمثيل النسبي وفق قائمتين واحدة للمحافظة وأخرى للوطن، يتحقق بهما التمثيل الأوسع للمجتمع.
التخويف من الإسلاميين، ومن باب العدالة الظالمة، يجب أن يكافئه تخويف حقيقي من احتمالات وصول قوى تقليدية غير مسيسة خبرناها في السنوات السابقة، وأوردتنا إلى ما نحن عليه اليوم من تأزمات بنيوية في كل ملفاتنا.
إذاً المصلحة الوطنية بمعناها الحقيقي هي التي يجب أن تسيطر على حساباتنا في النهاية، ويجب على الجميع احترام المجتمع الأردني وخياراته قبل اللجوء إلى التخويف من هذه الجهة أو من تلك.
مهما تم التلاعب بصيغ القانون وآلياته سوف يبقى الإسلاميون قوة اجتماعية وثقافية وسياسية معتبرة هامة في المجتمع، أمّا قضية القدرة التنظيمية فعلى أهميتها، إلاّ أنّها تبقى طريقة للتعبير عن الحجوم وليست الحجم بحد ذاته.
لا نشجع، بعد ما آلت إليه نتائج انتخابات هيئات نقابة المعلمين، استعراض العضلات من قبل البعض، كما أننا لا نراه مستقيما، تجاهل البعض لحقيقة الأوزان السياسية والاجتماعية المتوافرة في المجتمع.
كلنا مدعوون لفهم اتجاهات وميول الأردنيين واحترامها، ففوز أحد معتقلي أحرار الطفيلة بمقعد في النقابة يدل على رسائل لا يمكن تجاهلها، ومن هنا نقول دعوا المجتمع يختار، وصوغوا له قانونا يقرر ذلك، وبعده سترون الفارق.

السبيل
تابعو الأردن 24 على google news