الإخوان أقرب إلى الشارع من أي وقت مضى
من يراقب مشهدنا الوطني يصل إلى قناعة غير مرتبكة، مفادها أن جماعة الإخوان المسلمين تقف اليوم على واحدة من أكثف لحظاتها قربا إلى الشارع، وتأثيرا في الرأي العام.
حيث إنه ورغم كل الحملات التي شنها خصوم الحركة الإسلامية عليها، ورغم محاولات الحكومات والأجهزة الأمنية تجييش الناس والمجتمع ضدها، إلا أننا نعاين اليوم قدرة للحركة غير مسبوقة على التأثير في اتجاهات الناس وخياراتهم
طبعا يمكن التقاط اصدق المؤشرات على ما قلت سابقا؛ من خلال متابعة توجهات الرأي العام الأردني تجاه مقاطعة الانتخابات النيابية، المزمع إجراؤها في نهاية العام.
الحركة الإسلامية أعلنت مقاطعتها الانتخابات، وساقت لذلك حججا إصلاحية مقنعة، كما قد قامت قبل الإعلان بإجراء مشاورات مع حلفائها في الشارع، فكان لقرارها صدى التأثير الذي لم تتوقعه المجسات المعطوبة للحكومات.
الإخوان اكتسبوا مصداقية اكبر وأعمق في الآونة الأخيرة؛ بسبب ثباتهم على مواقفهم الإصلاحية التي أعلنوا عنها بداية، وأصروا عليها، ولم تغرهم فتاتات التلويح الرسمي المقذوفة هنا وهناك.
هذه الصلابة الاخوانية المثالية أعجبت الجمهور، ومما زاد في تأثيرها مراهنة خصوم الحركة وبعض شتّاميها أنها لن تقاطع، وستعقد صفقة وقد حلفوا على ذلك أغلظ الأيمان.
لكنه وفي لحظة أن خاب ظن تلك الصورة النمطية التي رسمها الخصوم، وظهرت مصداقية الحركة دون لبس، وجدنا استدارة واضحة من آذان الرأي العام بدأت تسمع لما تقوله الحركة الإسلامية بهدوء، ودون غرض مسبق.
من ناحية أخرى، كان لأخطاء الحكومات وفشل مجلس النواب الحالي في إقناع الناس دور غير يسير في رفع غمامة التلبيس، التي كان يسهل مرورها على الرأي العام في ظروف أخرى.
المجتمع لم يعد يصدق أدوات النظام، والإعلام الرسمي انكشف أمام الناس، وهنا وقع التسرب في رصيد الحكومات ليذهب إلى الشارع وقواه وعلى رأسها الحركة الإسلامية.
احد خصوم الإخوان من الإعلاميين قال إنهم قد كسبوا الجولة، ولعلي استدرك عليه لأقول إن الحركة الإسلامية اليوم تحاكي نبض الشارع؛ لذلك هي تكسب الجولات.
(السبيل)