الانتخابات.. «بلّوها واشربوا ميتها»
عمر العياصرة
جو 24 : يحاول فايز الطراونة رئيس الوزراء تفهيمنا أن مصادقة الملك على التعديل الأخير لقانون الانتخاب معناه قرب الانتخابات، وأنها باتت محسومة ولا رجعة عنها.
نحن طبعا نفهم شيئاً من ذلك ولا حاجة لنا باستعراضات الطراونة وفرحته الصفراء، على اعتبار انه واحد من أهم عرّابي “الصوت الواحد” الذين انحاز لهم القصر دون غيره.
مع ذلك ما زلنا نحمل أمنيات أن نرى وعيا رسميا، وحساً بالمسؤولية يفكر من خلاله أهل القرار بخطر الانتخابات القادمة، وبثمن العناد غير المسؤول الذي ما زال مسيطرا على نفسية صانع القرار.
الانتخابات التي تهلل لها الحكومة لن تأتي بجديد، ولن تكون ذلك القفل المتخيل وضعه على باب المطالبات الإصلاحية، فَتُقلب الصفحة وينتهي ربيعنا بخاتم الطراونة الأبدي.
في صباح اليوم التالي للانتخابات ستنزل الحراكات مع كل المقاطعين المتنامي حجمهم إلى الشارع، ويطالبوا برحيل البرلمان الجديد.
أهذا ما يريده القصر؟! لا أظن ذلك، فالحرج هنا سيقع على الملك أكثر من غيره دون شك، أما الطراونة يومها والمعايطة فسيكونان في البيت، أو ربما في سفرة سياحية، أو سيصرحان أن الأوامر جاءت من فوق وهم قد حذروا.
هذا الفصام النكد بين الحديث عن الإصلاح تنظيرا رسميا، وبين الممارسات التي تثبت أنهم لا يريدون الإصلاح ولا يعرفوه -هذا الفصام- خطر ومعيب ويجب أن يتوقف.
الانتخابات قد تجري “بمن حضر”، وسيتم تزوير نسبها كما العادة، لكن الحقيقة التي لا يمكن تغطيتها بغربال، أن العملية الإصلاحية ستكون معرضة للانهيار، وسندفع كلنا ثمنا فرضته علينا عقلية أمنية خائفة ومرتجفة.
أدرك أن الخارج (أمريكا والاتحاد الأوروبي) لم تعترضا على قانون “الصوت الواحد”، وهذا ربما ما شجع النظام على إدارة الظهر للداخل وعدم العبأ بالتداعيات.
لكن الملاحظة التي يغفل عنها صانع القرار توجد اليوم في احتقان الداخل وقابليته للتعبير عن نفسه، وفق اتجاهات لم يعهدها المشهد الوطني.
أما الخارج الأهم فهو الملف السوري المجهول مآلاته، والعاقل إذا ما أراد مواجهته يجب عليه أولا سحب فتيل أزماته الداخلية والا كانت العواقب وخيمة.
بدهيات تغفل عنها الحكومة وتماشيها في الأمر المرجعيات العليا، والخاسر هنا الوطن، أما الانتخابات القادمة وضمن سياق الحس الوطني نقول: “بلّوها واشربوا ميتها” وصحتين.
(السبيل)
نحن طبعا نفهم شيئاً من ذلك ولا حاجة لنا باستعراضات الطراونة وفرحته الصفراء، على اعتبار انه واحد من أهم عرّابي “الصوت الواحد” الذين انحاز لهم القصر دون غيره.
مع ذلك ما زلنا نحمل أمنيات أن نرى وعيا رسميا، وحساً بالمسؤولية يفكر من خلاله أهل القرار بخطر الانتخابات القادمة، وبثمن العناد غير المسؤول الذي ما زال مسيطرا على نفسية صانع القرار.
الانتخابات التي تهلل لها الحكومة لن تأتي بجديد، ولن تكون ذلك القفل المتخيل وضعه على باب المطالبات الإصلاحية، فَتُقلب الصفحة وينتهي ربيعنا بخاتم الطراونة الأبدي.
في صباح اليوم التالي للانتخابات ستنزل الحراكات مع كل المقاطعين المتنامي حجمهم إلى الشارع، ويطالبوا برحيل البرلمان الجديد.
أهذا ما يريده القصر؟! لا أظن ذلك، فالحرج هنا سيقع على الملك أكثر من غيره دون شك، أما الطراونة يومها والمعايطة فسيكونان في البيت، أو ربما في سفرة سياحية، أو سيصرحان أن الأوامر جاءت من فوق وهم قد حذروا.
هذا الفصام النكد بين الحديث عن الإصلاح تنظيرا رسميا، وبين الممارسات التي تثبت أنهم لا يريدون الإصلاح ولا يعرفوه -هذا الفصام- خطر ومعيب ويجب أن يتوقف.
الانتخابات قد تجري “بمن حضر”، وسيتم تزوير نسبها كما العادة، لكن الحقيقة التي لا يمكن تغطيتها بغربال، أن العملية الإصلاحية ستكون معرضة للانهيار، وسندفع كلنا ثمنا فرضته علينا عقلية أمنية خائفة ومرتجفة.
أدرك أن الخارج (أمريكا والاتحاد الأوروبي) لم تعترضا على قانون “الصوت الواحد”، وهذا ربما ما شجع النظام على إدارة الظهر للداخل وعدم العبأ بالتداعيات.
لكن الملاحظة التي يغفل عنها صانع القرار توجد اليوم في احتقان الداخل وقابليته للتعبير عن نفسه، وفق اتجاهات لم يعهدها المشهد الوطني.
أما الخارج الأهم فهو الملف السوري المجهول مآلاته، والعاقل إذا ما أراد مواجهته يجب عليه أولا سحب فتيل أزماته الداخلية والا كانت العواقب وخيمة.
بدهيات تغفل عنها الحكومة وتماشيها في الأمر المرجعيات العليا، والخاسر هنا الوطن، أما الانتخابات القادمة وضمن سياق الحس الوطني نقول: “بلّوها واشربوا ميتها” وصحتين.
(السبيل)