سميح المعايطة.. إعادة استزراع
كلنا يذكر أن وزير الدولة لشؤون الإعلام الحالي سميح المعايطة كان ناطقا رسميا للانتخابات الماضية، التي جرت عام 2010 إبان حكومة سمير الرفاعي.
تلك الانتخابات المزورة على التأكيد تتشابه اليوم مع الانتخابات المزمع عقدها في هذا العام؛ من ناحية ظروف المقاطعة واحتمالاتها المتنامية.
سميح المعايطة سيكون أحد القواسم المشتركة بين الحالتين الانتخابيتين، ولعل الأمر كان من قبيل الصدفة، أو أنه كان استزراعاً مقصوداً على اعتبار خبرة الرجل في الترويج لذات البضاعة.
الوزير يسوق لنا اليوم ذات المفردات التي كان قد استخدمها في عام 2010، فهو يدافع عن القانون الحالي بشراسة وقوة تذكرنا بدفاعه عن الدوائر الوهمية، التي ثبت لاحقاً حجم الويلات التي لحقت مشهدنا بسببها.
خبرة المعايطة ستكون مفيدة جداً للحكومة، ولعل وجوده مع فايز الطراونة -الأكثر فجاجة- ستتيح له هامش مناورة أكبر من وجوده مع سمير الرفاعي الأقل فجاجة، هذا ناهيك عن أنه اليوم وزير، بينما كان عام 2010 مجرد مستشار إعلامي.
الرجل كان يوماً ضد «الصوت الواحد»، لا بل كان أحد أعمدة إعلام الحركة الإسلامية المناوئ له، ثم أصبح يدافع عن القانون في صيغته الوطيئة (الدوائر الوهمية)، وها هو اليوم سيكون مدافعاً عن صيغة «الصوت الواحد» أكثر تقدمية.
يدعونا الوزير اليوم إلى التركيز على إيجابيات قانون الانتخاب الحالي وتجاوز السليبيات، وللأمانة ما زال المعايطة في تعامله مع المقاطعة أكثر أدباً، وأقل حدة مما فعل في انتخابات 2010.
لكنه رجل ذكي، ويحمل في مزاجه موقفاً سلبياً من الحركة الإسلامية على اعتبار حالة طلاق تاريخي بينهما، وهو ككل المسؤولين في البلد يسهل عليهم تبني استراتيجية الإمساك بما يريده المنصب، أكثر مما يريده الظرف والوطن.
نتوقع من المعايطة مع اقتراب الانتخابات، واستعار حمى المقاطعة أن يكون الطرف الظاهر في الهجوم على الحراكات والإسلاميين.
وعند هذا الحد لا بأس فتلك من مستلزمات وظيفته، لكننا ندعوه وقد بدأنا نلمس تشدداً في موقفه إلى أن يذهب إلى الموضوعية، وألا ينساق نحو مزاج قوى الشد العكسي، وأن يقول الحقيقة، فبعيد الانتخابات بقليل سيعود إلى بيته، ولن يحصد إلا ما فعل.
(السبيل)