القول العجب ...في هز "الذنب" ..!!!!
(الهز) في حياتنا أنواع ، يبدأ في كافة مراحلنا العمرية ، ففي مرحلة ( الكوفلية ) تقوم الام بــ( هز ) طفلها على يديها او على قدميها بوضعه على ( مخدة ) تهتز بشكل إرتجاجي الامر الذي يجعله ينام ( خاوة ) وهذا سلوك محمود الغاية منه راحة الام المسكينة والمشغولة بامور المنزل ...!!!!!
وفي الطفولة أيضا وعندما تنهي لعبك في الحارة في ( الغلول ) مثلا ، ستخضع ( للهز ) برفعك للأعلى مع " النفض " حتى يتم إزالة ما علق فيك من غبار واتربة وما دخل في ثنايا بنطالك منها ، وذلك لضمان عدم " توسيخك " المنزل الذي قضت والدتك في سبيل تنظيفه وقتا وجهدا طويلا ..!!!
وحتى اننا في طفولتنا كنا نقوم ب( الهز ) دون أي ( تحميل جميلة ) من صديق ، لنتأكد من مقدار ما نجمعه في ( الحصالة ) او في علبة ( الغلول ) لنشعر بعد ذلك بالإستقرار والإطمئنان النفسي الذي يلهمنا للمضي قدما في عملية توفير وتجميع ( القروش والتعاريف ) او في ممارسة التحدي واللعب بقلب جريء مع باقي اولاد حارة فيما يتعلق ب( الغلول ) ...!!!!
وليس شرطا ان يكون (الهز) باليد فقط فقد يكون بالرأس أيضا وبخاصة في الحالات التي تتعرض فيها للتوبيخ و ( البهدلة ) من السيد الوالد في مرحلة المراهقة و ( الولدنة ) وهي حركة لا إرادية تقوم فيها ب(هز ) رأسك امامه لتشعره بانك تعترف بخطأك وفي النهاية يضمن بانك ( مربى ) وعلى خلق عالي في حياتك ...!!!!
وهنالك نوع آخر من ( الهز ) يتعلق بشرب انواع معينة من العصائر التي تتطلب من المستهلك العزيز ( هز ) العلبة ليكون مذاقه حلو ولتشربه على الفور ، وهو امر مقبول للحفاظ على الجودة والطعم اللـذيذ .!
ولا ننسى انه أيضا وفي نفس القائمة يندرج ( هز ) بعض انواع الادوية كالمضادات الحيوية التي تستخدم في علاج الأطفال ، ليختلط كافة مكونات المضاد مع بعضها البعض بكل فعالية ليكون دواء ذو فاعلية في علاج وتسكين الألم ...!!!!
وحتى لا نظلم النساء فال ( الهز ) لا يقصر على السيدات أثناء الإبتهاج بفرحة الزواج بل ان الرجال يقومون ب( الهز ) عند قيامهم برقصة ( الدحية ) وذلك بضرب الكفين والصعود والنزول بالجسد من اعلى إلى الأسفل بحركة بطيئة جميلة للغاية ، يستشعر فيها الجميع طعم الألفة والمحبة التي جمعت الأقرباء والأصدقاء والجيران في الحياة ...!!!!
وبما ان الصداقة لها مكانة وإحترام لدينا ، فلا شك بانك حين تقابل صديق عزيز بعد فترة إنقطاع زمنية طويلة ، ستفتح له ذراعيك اولا وتضمه بين احضانك ومن ثم تصافحه بيدك ب( هزها ) بقوة تعبيرا عن شوقك وحبك إليه ...!!!
و( الهز ) لا يقتصر على المعاملات والعلاقات الإجتماعية في المجتمع ، فكرة القدم كرياضة من شروط الفوز فيها هو ( هز ) الشبكة بالاهداف التي تحرك الألاف من المشجعين في المدرجات والمنازل وتجعلهم ( يهزون ) رقصا فرحة بلذة الإنتصار ...!!!!
إن ( الهز ) في حياتنا له طعم جميل ونكهة رائعة تعبر عن البساطة وسمو الروح في المحبة والتفاني ولكن حسبي الله فيمن إختزله ومارسه واتقنه بما يعرف في ( هز الذنب ) إرضاءا للمسؤول وطمعا في نيل بركاته لينال من ( هز الذنب ) ترقية في منصب او أي منفعة وظيفية ، لتضيع العدالة في مؤسساتنا وتذوب المؤسسية في المحسوبية والشللية ،لتكون من تبعات ( هز الذنب ) أيضا قضايا فساد وإفساد ( خربت ) البلد ، ...فيا رب خلصنا من كل موظف مريض ، ضعيف ، غير كفوء ، غير مؤهل ، جشع ، طماع ، غير مبدع ، ومسكون في ( هز الذنب ) ، فقولوا معي امين بعد هذا القول العجب في ( هز الذنب ) ...!!!!