هدايا أمريكية مرفوضة ..!!!
إذا قدر لك زيارة أمريكا وتحديدا نيورك ، ستشاهد تمثالها المنصوب على الخليج لإمرأة ترفع شعلة وهذه الشعلة هي تعبير رمزي ورسالة موجهة لكل من يدخل أمريكا زائر أو مهاجرا أو مواطنا بأنها دولة الحرية بل الحريات بكافة أشكالها وانواعها ، والحرية بالنسبة لامريكا هو شعارها الذي تنادي فيه على المستوى الدولي وتحت إسم هذا الشعار قامت وما زالت تقوم بمحاربة كل من يمارس الديكتاتورية ، ومع ذلك فأنا كمواطن مسلم وعربي أنا ما زلت أؤمن أن أمريكا ترفع هذا الشعار حسب المقاس الذي تفرضه ويتوافق مع الصهيونية العالمية ومصالحها العسكرية والسياسية ، فلو قام أحد الكتاب مثلا فيها بالتشكيك بالمذبحة النازية أو حتى أعداد هذه المذبحة فأن غضب أمريكا سيحل عليه وسيلاحق قانونيا وسياسيا بل أنه سيتهم بمعاداة السامية ، فلا مجال هنا للحرية إذا كان الأمر يتعلق في إسرائيل فهي مقدسة وواجب على الجميع إحترام هذا التقديس ...!!!!!
وفي مجال المعلومات العسكرية أو التجسسية السرية فأمريكا تنزع شعلتها المرفوعة عن ذلك التمثال إذا قام احدهم بفضحها ونشر عملياتها العسكرية فمؤخرا قام أحد جنودها في القوة البحرية بنشر كتاب يوصف أسرار العملية العسكرية التي قتل فيها زعيم القاعدة " أسامة بن لادن " وحل غضب البنتاغون الأمريكي على هذا الجندي كونه فضح أسرار هذه العملية ، ولا يعتبر هذا الجندي الذي شارك في هذه العملية هو الوحيد الذي يتعبر خائنا فناشر موقع ويكيليكس " أسانج " الأسترالي الجنسية الآن هو ملاحق قانونيا من قبل أمريكا لتأديبه على فعلته الشنيعة في حقها حينما قام بفضح الدور التجسسي والإستخباري لها من خلال الوثائق المسربة التي قام بنشرها في الموقع وتظهر خفايا وأسرار جاسوسية أمريكا في العالم أجمع ...!!!!
إلا أن أمريكا وعلى ما يبدو لنا تعود وتظهر من جديد كدولة راعية للحرية إذا كان الأمر يتعلق بالمساس أو الإستهزاء بالإسلام والمسلمين ، فمن يقوم بالكتابة او التمثيل لن يخضع لمعيار المحاسبة أو المراقبة فالأمر هنا يدخل في باب الحريات المصونة والمقدسة ولا مجال لأي كان لقمع هذه الحرية ..!!!
مؤخرا وبعد ان تم عرض الفلم المسيء لسيدنا محمد صل الله عليه وسلم وفي نفس الموعد الذي يحمل ذكرى إعتداءات 11 سبتمر المشهورة التي تعرضت لها أمريكا ...أتساءل ...كيف تسمح أمريكا لهؤلاء العابثين لنشر ترهاتهم عن الإسلام والمسلمين بحجة الحرية في الوقت الذي خلصت فيه بأن إعتداءات 11 سبتمبر لم تكن سوى رد فعل عن صورة أمريكا المعيبة والمشوهة بنظر العرب والمسلمين الأمر الذي دفعها لتقوم بحملة علاقات عامة دولية أنفقت فيها ملايين الدولارات لتحسين هذه الصورة المشوهة من خلال المنح والعطايا والمشاريع التي قامت فيها وما تزال في العديد من دول العالم العربي والإسلامي تحت شعار " هدية من الشعب الأمريكي " ...!!!!
بالنسبة لي أنا لا أكتب من باب التحريض على الشعب الأمريكي ولا يعجبني رد الفعل الذي حصل مؤخرا بالإعتداء على السفارة الأمريكية في ليبيا ...لأني أؤمن بأن اللوبي الصهيوني لن يدخر جهدا في إستغلالها في بث مزيدا من التحريض والكراهية نحونا كأمة عربية إسلامية ولا أرضى حسب ما تعلمته من أخلاق سيدي ونبي محمد –صل الله عليه وسلم- الإعتداء على الأبرياء والآمنين في بلادهم أو بلادنا أيا كانت جنسياتهم ....ولكن أريد ان أرسل رسالة للشعب والحكومة في امريكا بان كل حملاتكم العسكرية وحملات العلاقات العامة التي تخوضونها في عالمنا العربي والإسلامي تحت شعار الحرية ستبوء بالفشل إذا ما أستمرت أمريكا تفتح الباب وعلى وسعه لكل من يريد النيل من الإسلام كعقيدة ودين وإذا ما أستمرت في دعم العدوان والإستيطان الصهيوني في فلسطين المحتلة ....على امريكا أن تدرك ذلك ...وتضع في حسبانها ان يكون ذلك خاضعا أيضا لنفس المقاس من القدسية الذي تفرده للحريات تماما كما تقدس أسرارها العسكرية وأغراض الصهيونية الإسرائيلية فيها ....وإلا فستكون مصالح أمريكا في المنطقة مهددة وحينها لا يمكن تدارك رد الفعل الذي سيجري لها وحتما ستكون هداياكم بأسم الشعب الأمريكي مرفوضة جملة وتفصيلا ...!!!!