إبن " الكبر " ..!!!!
إبن " الكبر " – بفتح حرف الكاف والباء وتسكين الراء – هو ذلك الإبن الذي ياتي متاخرا للأسرة بعد ان أصبح أخوته الكبار الذين سبقوه من أصحاب البيوت المستقلة وباتوا مشغولين في رعايتها والإهتمام فيها وأخذهم ذلك عن الإهتمام والإنشغال في الوالد والوالدة كما كانوا سابقا يفعلون ، ليصبح إبن " الكبر " هو المعني والمهتم في رعاية والديه عوضا عنهم مع ذلك هو يلقى الآخر إهتماما لافتا وعناية فائقة من والديه أكثر من أخوته السابقين في كل شيء ومنها التعليم ، ليضعوا فيه خلاصة خبراتهم وثقافتهم بالحياة والتي كسبوها من رعاية من سبقوه من أخوته الكبار ليخرج فتيا يافعا يواجه الحياة ، إبن " الكبر " بارع في معرفة ما يحب وما يكره والديه بل ويناولهما حبة الدواء في موعدها المحدد ، لذلك هو ينال رضاهما وعطفهما ما دام في دماءهما تسري الحياة ...!!!!!
إبن " الكبر " لا يقتصر وجوده على نطاق الأسرة كما هو معروف بالعرف الإجتماعي وكما ذكرت سابقا ، ففي الأردن الوطن الكبير الذي يجمعنا هنالك الكثير من أبناء – الكبر- فالأردنيين من هؤلاء الذين يمثلون شريحة الشباب من سن 12-30 سنة فيبلغ عددهم حوالي 2.288.273 شاباًوشابةعام 2010 ،وفق تقديردائرةالإحصاءات العامة،أي ما نسبته 37.4 % من السكان وأعتقد إن نسبتها زادت عن هذا المستوى في السنوات الأخيرة ، إلا ان المتابع لواقع هؤلاء سيجدهم من القوى الكامنة في المجتمع ولكنها معطلة عن الوصول لمواقع إتخاذ القرار فمن بلغ منهم سن – الثلاثين عاما- هم ضحايا للبطالة وعدم العدالة في السياسة العامة لحكوماتنا لكي تستهدفهم أو حتى تستخرج طاقاتهم المبدعة ليعبروا عنها فعلا وقولا في إتخاذ القرار فما زال خيار كل الحكومات المتعددة أولئك الكبار الذين تناوبوا على أكثر من موقع في مؤسسات الدولة والملفت للنظر انه وبالمقارنة مع ما نهله هؤلاء الشباب من علوم ومهارات فأن الكبار فاتهم قطار التكنولوجيا الحديثة وثورة الإتصالات المتطورة ولو طالعت حال الدول المتقدمة حاليا ستجدها إنها ومنذ فترة ليست قصيرة أصبحت تحصد نتيجة رعايتها لأبناء – الكبر- فهؤلاء لم تذخر حكوماتهم جهدا في تعزيزهم وتمكنيهم في كافة أوجه العلوم ليفيدوا فيها بناء الدولة في مختلف المواقع القيادية من أجهزة الدولة ، في حين انه وللأسف الشديد فان حال أبناء – الكبر – لدينا أخذوا العلوم وكافة أشكال وانواع المهارات إلا أنها لم تنعكس على مواقع الدولة العامة وعلى مستوى المشاركة في إتخاذ القرار وهو الأمر الذي يوحي بعدم إكتمال مسيرة تنفق الدولة فيها على أجهزة التعليم المبالغ الطائلة وبرأيي انه إذا ما أستمرت هذه السياسة بهذا المنوال فان ذلك يعتبر هدرا للموارد المادية والبشرية ...!!!!
آن لكبارنا الذين تناوبوا على مسؤلية مناصب الدولة العامة ومع كل عبارات التقديم والتبجيل المقدمة لهم ان يكونوا مستشارين في هذه المرحلة لأبناء – الكبر- ، بل من الواجب على الدولة تنحيتهم جانبا في هذه المرحلة فالأردن في أمس الحاجة الآن لطاقات الشباب و"فولتيتهم" المتعطلة ، فمن يشاهد حراك الشباب حاليا في الوطن العربي والأردن سيجد ان مرده حالة الإعتلال الذي مر فيها الوطن ولفترات طويلة من الزمن ولأسباب عديدة ومنها الأهم تهميشهم ...انا أجزم أنه بالسياسات العادلة التي من الممكن ان إنتهجها الأردن مستقبلا في تمكين وتعزيز هؤلاء الشباب في إتخاذ القرار ...فقد يكون في ذلك حبة الدواء التي طال إنتظارها لنخرج من حالة المرض والسكون في ميزان الدول المتاخرة ، لانهم سيشعروا في ذاتهم ويدركوا في قرارة انفسهم إنهم أبناء وطن وليس مجرد أبناء – الكبر - ....!!!!!