" ورجعت الشتوية " ...!!!
في الشوارع ..في الباصات ...في البيوت ...في المطاعم ...في التلفزيونات العربية ، بدات تصدح بأغنية فيروز " ورجعت الشتوية " ‘ فرحا بعودة الشتوية ، وكوننا امة عربية تعشق الرومانسية ، سيخرج جلنا ليلعب في الثلج مشكلا رجل الثلج الأبيض وسنصنع قلب حب من كتل هذا الزائر الأبيض ، البعض الآخر سيخرج في وسط المطر المنهمر سائرا في سيارته جائبا الطرقات ليعيش قمة الرومانسية على موسيقى وانغام " برد ورياح ومطر يتكتك على الشباك ...ويا ليل ما تنتهي " ، الرومانسية العربية لا تقتصر على الحركات والأغنيات بل حتى طقوس الأكل والوجبات ، فمنا من يتلذذ بتحميص واكل الخبز " التوست " او " الكاستناء " على جمر المدفاة وإحتساء الشاي المعتق بالميرمية ، سنبحث وسط هذا الدفء الرومانسي الجميل عن مسرحية " العيال كبرت " أو " شاهد ما شافش حاجة " في قنوات التلفزة العربية التي تنشط هي الأخرى أكثر منا في مواكبة رومانسية " ورجعت الشتوية " ....!!!!
نعم " رجعت الشتوية " والأمة العربية ما زالت متخنة " بالتراجيديا " والجراح بشكل مسلسل يومي حقيقي واقعي أبطالها شيوخ ونساء واطفال ورجال في فلسطين وسوريا ، فهؤلاء في الوقت الذي نغني فيه إلى "فيروز " تنهمر دموعهم كحبات المطر الذي تغني فيه "فيروز " ، واصوات البرد والرياح والرعد والمطر الذي غنيناه حبا بالمطر وتمنينا أن يكون ليلا طويلا لا ينتهي يضرب ويعصف في أجسادهم الواهنة والمريضة في ليل يسألوا الله فيه ان لا يكون طويلا ....!!!!
قمة المآسي ان نتغنى ونعيش في رومانسية الشتوية متناسين أحوال هؤلاء المآساوية التي يكابدوها ألما وبردا مستغرقين في متعة الضحك والقهقهة على " شاهد ما شافش حاجة " ونحن نشاهد كل حاجة وبالبث المباشر لمعاناتهم في موسم " ورجعت الشتوية " ...!!!!
اتمنى ان تستنفر الدول العربية حكومات وشعوب ومؤسسات مجتمع مدني عبر كل الوسائل المتاحة إعلاميا لتنظيم " تليثون عربي " يسعى بكل جد لتوفير متطلبات الشتوية التي يحتاجها هؤلاء فالأمر سهل وبسيط جدا فالمبالغ والمواد العينية الممكن توفيرها من خلال ذلك لن تكون -ما عاذ الله - لتحضير جيوش عربية للزحف والقتال عنهم بل سترفع تراجيديا الشتوية القاسية عنهم ....وهذا الأقل القليل الذي يمكن ان نقدمه لهم ليشعروا بدفء قلوبنا نحوهم في موسم " ورجعت الشتوية " ...!!!
hamaqaba@gmail.com