اليساريون الثلاثة في اذاعة (هلا . اف . ام )

جو 24 : للوهلة الاولى قد يبدو العنوان غريبا أو أنه مضللا ، من حيث أنني اقول بوجود ثلاثة يساريين في تلك الاذاعة الوطنية . لكن من الناحية المبدئية فأن العنوان صحيح . واليساريون الثلاثة ، هم ،( نسرين ابو ديّة ، رنده الكرادشة ، زيد المصري!). لعل السبب في اطلاق تلك التسمية عليهم ، ما سمعته من المذيعة (رندة كرادشة) في عطلة الثلجة الاخيرة ، عندما قالت انها تكتب بيدها اليسرى ، وكذلك (نسرين ابو دية) ، و (زيد المصريّ)، لكنها غير متأكدة من أن ( محمد الوكيل)، يساري مثلهم ، ام انه يميني الكتابة ؟.


من الناحية اللغوية ، يسمون الشخص الذي يكتب باستخدام يده اليسرى أنه (الأعســـر) وجعها (الأعســرون)، أو(اليسراوي) وجمعها (اليسراويون) .من الناحية العلمية التي تبحث عن الخصائص والصفات التي يتمتع بها هؤلاء (الأعسرون )أو(اليسراويون)، فتشير تلك الدراسات أنهم يشكلون عدديا من (10-12%) من المجتمع ،ونصف الشخصيات الشهيرة ، ومن صفاتهم أنهم اكثر ميلا للسياسه و الدبلوماسية ، ولديهم طلاقة باللسان والخطابة ، وهم ايضا الاكثر حذرا من الوقوع في الأخطاء .


أنا شخصيّا من مستمعي اذاعة (هلا . اف . ام ) . ابدأ نهاري تحديدا مع اليسراوية الأولى (نسرين ابو ديّة) في برنامجها الصباحي . تلك المذعية ، تنفع معالجة نفسية ، اذ أنه يروق لي اسلوبها في تناول الموضوعات ، خاصة وانها تتصرف على طبيعتها ، بعيدا عن التصنع ، ويستوقفني اهتمامها باللغة العربية ، وتركيزها على استخدامها ، وحسن ادائها والاستمتاع بها . بالنسبة لليسراوية الثانية (رندة كرادشة )، فمتابعتي لها ، تعود لعدة سنوات ، وقناعتي انها اقرب الى عالم الشباب ، وامزجتهم ، ومعاناتهم العاطفية ، وتتميز بنصائحها الدقيقة العقلية اليهم ، هي واثقة من نفسها ، كما أنها تتحدث بأريحية تامة كما هي (نســــــرين) . أما اليسراوي الثالث ، الداعية (زيد المصري) ، فهذا الشيخ الجليل ، يستوقفني كثيرا ، صدقا لا تملك حينما تستمع اليه ، ألا أن تكمل برنامجه حتى الدقيقة الأخيرة ، كما انك تتثقف من اجاباته الدقيقة الواثقة على اسئلة المستمعين ، حقيقة ان نبرة صوته العابقة بالايمان تجعلك تطمئن اليه كثيرا .


لا تربطني مع اليسراويين الثلاثة علاقة شخصية، لكنهم بحكم المتابعة ضمن برنامجي اليومي الى حد كبير. والكتابة عنهم مناسبة للاشارة الى التطور الكبير الذي شهدته اذاعتنا الاردنية هذه خلال السنوات الماضية ، فقد جددت نفسها ،و استردت جمهورها ، وباتت تسير بخطى ثابتة للامام ،هنالك رقيّ في الاداء وقوة في الموضوعات التي تشغل بال المواطنيين الى حد كبير ، وقد اتت تلك الجهود اكلها ، فزاد عدد المستمعين ، ومما لا شك فيه أن وجود طاقات اردنية اردنية كهؤلاء هوالاساس لذلك النجاح والمعزز له .

ختاما ، اليسراويون الثلاثة (نســــــــرين ، رنده ، زيد) يتمثلون صفات يســـاريي الكتابة ، تحديدا صفات طلاقة الحديث والدبلوماسية والدقة في الحديث ، تحية لكم وللاذاعة ،وللأمام دائما ودوما .