الحالة السياسية العامة لا تتحمل اخفاقا اخر ؟
د. محمود عواد الدباس
جو 24 : حادثة الاغتيال التي تعرض لها القاضي (زعيتر) في مارس الماضي من قبل جندي (اسرائيلي )،والتي هزت المجتمع الاردني بأكمله ، انتهت الى لا شيىء ، مقارنة مع كل المطالب ذات السقوف العالية جدا ردا على الجريمة النكراء ، تجددت الثقة بالحكومة ، و لم تعتذر (اسرائيل ) اعتذارا واضحا وصريحا ، و لم يتم ادانة الجندي القاتل الى الان ، و لم يتم دفع تعويض لعائلة الشهيد.
في هذا الشهر تعكر الجو السياسي من جديد ، نتيجة لحادثة الاختطاف التي تعرض لها (العيطان) السفير الاردني في ليبيا، كان الملاحظ في هذه الحادثة أن ردة فعل الشارع الاردني اقل حدة مقارنة مع غضب الشارع العام عندما تم اغتيال ( زعيتر) ، لا ادري ما هو السبب في ذلك ، لكنني اسأل ، هل يكون اختلاف المسبب واختلاف الموقع لكليهما ونوعية الحدث هي الاسباب المفسرة لذلك، في حالة الشهيد (زعيتر) كانت ( اسرائيل ) هي المسبب ، و كان ( زعيتر) مواطنا اردنيا ، في حالة السفير ( العيطان ) كانت الجماعات الارهابية هي المسبب ، وكان (العيطان) مسؤولا اردنيا رسميا ، في السياق ذاته كانت قضية (زعيتر) سياسية بحته بحكم المؤثرات الدولية النافذة في العلاقة الاردنية – الاسرائيلية ، بينما في حالة السفير (العيطان) كانت القضية ولا تزال امنية بأمتياز ، من هنا تتجه العيون الى المؤسسه الامنية الاردنية لحل القضية واعادة السفير ، خاصة و أن لتلك للمؤسسه سوابق ناحجة في ذلك ، فالحالة السياسية العامة لا تتحمل اخفاقا اخر؟.
في التاريخ السياسي الحديث ، كان استهداف السفراء الاردنيين واضحا جليا في عقود ماضية ، تم ذلك في لندن ، بيروت ،نيودلهي ،روما ، انقرة ، بخارست، مدريد ، بعضها نجح ، و بعضها الاخر فشل في تحقيق الهدف المطلوب ، لكن الجديد في هذه الحادثة ، هو اسلوب الاختطاف وليس الاغتيال ، لكنني اسأل مجددا بدون أن ازواد على احد ، الم نتنبه الى ما تم في ليبيا عندما تم اغتيال السفير الامريكي هنالك (2012م)، و ندرك من وقتها أننا والامريكان في نظرة تلك الجماعات التي نفذت الاغتيال بموقف واحد ، من هنا اما كان علينا ان نكون اكثر حيطة منذ ذلك الوقت ، وان نحصن السفارة والسفير وطاقمه اكثرواكثر ، استذكر هنا الحماية التعزيزية التي رافقت السفير الاردني في صنعاء في بداية العقد التاسع من القرن العشرين ابان الازمة اليمنية بين شماله وجنوبه ، و كانت تلك خطوة احترازية استباقية ناجحة .
ختاما ، اترحم على الشهيد (زعيتر) واتنمى السلامة للسفير الاردني في ليبيا ... اللهم اميين .
في هذا الشهر تعكر الجو السياسي من جديد ، نتيجة لحادثة الاختطاف التي تعرض لها (العيطان) السفير الاردني في ليبيا، كان الملاحظ في هذه الحادثة أن ردة فعل الشارع الاردني اقل حدة مقارنة مع غضب الشارع العام عندما تم اغتيال ( زعيتر) ، لا ادري ما هو السبب في ذلك ، لكنني اسأل ، هل يكون اختلاف المسبب واختلاف الموقع لكليهما ونوعية الحدث هي الاسباب المفسرة لذلك، في حالة الشهيد (زعيتر) كانت ( اسرائيل ) هي المسبب ، و كان ( زعيتر) مواطنا اردنيا ، في حالة السفير ( العيطان ) كانت الجماعات الارهابية هي المسبب ، وكان (العيطان) مسؤولا اردنيا رسميا ، في السياق ذاته كانت قضية (زعيتر) سياسية بحته بحكم المؤثرات الدولية النافذة في العلاقة الاردنية – الاسرائيلية ، بينما في حالة السفير (العيطان) كانت القضية ولا تزال امنية بأمتياز ، من هنا تتجه العيون الى المؤسسه الامنية الاردنية لحل القضية واعادة السفير ، خاصة و أن لتلك للمؤسسه سوابق ناحجة في ذلك ، فالحالة السياسية العامة لا تتحمل اخفاقا اخر؟.
في التاريخ السياسي الحديث ، كان استهداف السفراء الاردنيين واضحا جليا في عقود ماضية ، تم ذلك في لندن ، بيروت ،نيودلهي ،روما ، انقرة ، بخارست، مدريد ، بعضها نجح ، و بعضها الاخر فشل في تحقيق الهدف المطلوب ، لكن الجديد في هذه الحادثة ، هو اسلوب الاختطاف وليس الاغتيال ، لكنني اسأل مجددا بدون أن ازواد على احد ، الم نتنبه الى ما تم في ليبيا عندما تم اغتيال السفير الامريكي هنالك (2012م)، و ندرك من وقتها أننا والامريكان في نظرة تلك الجماعات التي نفذت الاغتيال بموقف واحد ، من هنا اما كان علينا ان نكون اكثر حيطة منذ ذلك الوقت ، وان نحصن السفارة والسفير وطاقمه اكثرواكثر ، استذكر هنا الحماية التعزيزية التي رافقت السفير الاردني في صنعاء في بداية العقد التاسع من القرن العشرين ابان الازمة اليمنية بين شماله وجنوبه ، و كانت تلك خطوة احترازية استباقية ناجحة .
ختاما ، اترحم على الشهيد (زعيتر) واتنمى السلامة للسفير الاردني في ليبيا ... اللهم اميين .