الدكتور سليمان عربيّات.. وفكرة الايمان بالدولة أولا
د. محمود عواد الدباس
جو 24 : مرت سنة كاملة على رحيل البروفسور الدكتور سليمان عربيّات. بذلك تكون كلماتي اليوم قد تأخرت كثيرا. لكن السبب المباشر والوحيد لذلك التأخر، أنه لم تتاح لي الفرصة المناسبة لتقديم شهادتي الشخصيّة تجاهه، في مرتين، الأولى في حفل تأبينه (2013م). والثانية في حفل احياء ذكراه (2014م) خلال اشهار كتاب حمل اسمه. عنوانه (الزراعة في الأمارة).
بكل صراحة ، اقول أنه كان للمرحوم (عربيّات ) تأثيرا كبيرا عليّ. فقد عرفته منذ سنوات الدراسة الجامعية الاولى ، وقتها كنت متمردا أو أنني هكذا كنت اصنّف ،كما أنني في الاتجاه ذاته ، وجدت أن تلك الصفة واضحة جليّة في شخصه و اسلوبه. في النتيجة كان (سليمان عربيّات) نموذجا ليّ. من حيث أنه بأمكانك أن تصل لمبتغاك وانت محافظا على شخصيتك المستقلة ؟. لعل عامل الجذب الاخر الذي قربني اليه ، أنه كان قارئا وكاتبا . وقد شهد مكتبه في كلية الزراعة في الجامعة الاردنية مناقشات طويلة بيننا لمضامين ما كان يكتبه في ( استراحات الخميس) في الاعلام الاردني . في تلك الكتابات استخدم ( عربيّات ) مصطلحات العلوم الزراعية في تحليل المشهدين السياسي والثقافي .وقد كان ذلك ابداعا جديدا .
دافعي اليوم من تلك المقالة – الشهادة الشخصيّة -، هو الاشارة الى الجانب الذي لم يذكر في حفلي التأبين والاستذكار السنويّ الأول للمرحوم (ابو عمر) . وهو الجانب السياسي . تفصيلا لذلك ، اقول أن المرحوم كان وطنيّا اردنيا ، متصالحا مع الدولة، لكن ليس مع كل الحكومات . واليكم تلك القصة التي تثبت ذلك . ذهبت بمعيته في نهاية التسعينيّات الى ندوة كان عنوانها : (الهوية الأردنية ... بين النصوص القانونية والممارسات الفعلية ). بالطبع لا يتسع المجال هنا لتقديم تلخيص مفصل أو موجز لما قيل فيها . لكن ما يلزمنا الاشارة اليه أن المحاضر واسمه (جوزيف مسعد )، كان كلما أتى على ذكر الاردن كان يقول (كما يدعى ). بالطبع كان في ذلك الوصف السياسيّ اشاره (لا اعترافيه) . في تلك الندوة ، صمت (عربيّات) مرة ومرة . لكنه انفجر مرّه واحدة . فيما تولى الحضور، خلق حاجز بشري يفصل بينهما. وقتها قال (ابو عمر ) موجه حديثه لـ(مسعد) ... (اسمع نحن معشر المثقفين الأردنيين قد نختلف مع حكومة فأكثر ، لكننا نهائيا لا نختلف على الدولة، اياك ان تعود مرة اخرى لاعادة تلك الكلمة المسمومة.... ). بالطبع لم يكن امام هاني الحوراني مدير المركز المستضيف من خيارات وقتها الأ اعلان انتهاء الندوة.
ختاما رحل الدكتور سليمان عربيّات، وبقيت كلماته في ذاكرتي . نعم نختلف مع حكومة ، لكننا لا نختلف نهائيا على الدولة.
بكل صراحة ، اقول أنه كان للمرحوم (عربيّات ) تأثيرا كبيرا عليّ. فقد عرفته منذ سنوات الدراسة الجامعية الاولى ، وقتها كنت متمردا أو أنني هكذا كنت اصنّف ،كما أنني في الاتجاه ذاته ، وجدت أن تلك الصفة واضحة جليّة في شخصه و اسلوبه. في النتيجة كان (سليمان عربيّات) نموذجا ليّ. من حيث أنه بأمكانك أن تصل لمبتغاك وانت محافظا على شخصيتك المستقلة ؟. لعل عامل الجذب الاخر الذي قربني اليه ، أنه كان قارئا وكاتبا . وقد شهد مكتبه في كلية الزراعة في الجامعة الاردنية مناقشات طويلة بيننا لمضامين ما كان يكتبه في ( استراحات الخميس) في الاعلام الاردني . في تلك الكتابات استخدم ( عربيّات ) مصطلحات العلوم الزراعية في تحليل المشهدين السياسي والثقافي .وقد كان ذلك ابداعا جديدا .
دافعي اليوم من تلك المقالة – الشهادة الشخصيّة -، هو الاشارة الى الجانب الذي لم يذكر في حفلي التأبين والاستذكار السنويّ الأول للمرحوم (ابو عمر) . وهو الجانب السياسي . تفصيلا لذلك ، اقول أن المرحوم كان وطنيّا اردنيا ، متصالحا مع الدولة، لكن ليس مع كل الحكومات . واليكم تلك القصة التي تثبت ذلك . ذهبت بمعيته في نهاية التسعينيّات الى ندوة كان عنوانها : (الهوية الأردنية ... بين النصوص القانونية والممارسات الفعلية ). بالطبع لا يتسع المجال هنا لتقديم تلخيص مفصل أو موجز لما قيل فيها . لكن ما يلزمنا الاشارة اليه أن المحاضر واسمه (جوزيف مسعد )، كان كلما أتى على ذكر الاردن كان يقول (كما يدعى ). بالطبع كان في ذلك الوصف السياسيّ اشاره (لا اعترافيه) . في تلك الندوة ، صمت (عربيّات) مرة ومرة . لكنه انفجر مرّه واحدة . فيما تولى الحضور، خلق حاجز بشري يفصل بينهما. وقتها قال (ابو عمر ) موجه حديثه لـ(مسعد) ... (اسمع نحن معشر المثقفين الأردنيين قد نختلف مع حكومة فأكثر ، لكننا نهائيا لا نختلف على الدولة، اياك ان تعود مرة اخرى لاعادة تلك الكلمة المسمومة.... ). بالطبع لم يكن امام هاني الحوراني مدير المركز المستضيف من خيارات وقتها الأ اعلان انتهاء الندوة.
ختاما رحل الدكتور سليمان عربيّات، وبقيت كلماته في ذاكرتي . نعم نختلف مع حكومة ، لكننا لا نختلف نهائيا على الدولة.