عدم الوفاء
احمد محمود سعيد
جو 24 : تلك الكلمة السحريّة الوفاء لو استبدلنا حرف الهمزة بالقاف لأصبحت الوفاق ولو استبدلناها بحرف التاء المربوطة لأصبحت الوفاة وشتّان بين الأمرين .
الوفــاء من الأخلاق الكريمة والخصال الحميدة وهــو مــن صـفـات النـفــوس الشريفة والوفاء هو الإخلاص والإعتراف بالجميل لقريب وصديق وشريك ومسؤول ومُحسن وغيرهم وهو الحفاظ وردُّ الأمانة ، والثبات والمحافظة على العهد ؛وهو ضدّ الغدر ولذلك هنالك ايام في كثير من الدول كيوم وفاء للجيش وللوطن وللقائد وغيرها من رموز ومناسبات .
ولأن اخلاق معظم الشعوب العربيّة في انحدار لعوامل واسباب عديدة لذلك فان افراد الشعوب تلك اصبحوا يميلون لعدم الوفاء لصداقة او قرابة او صلة رحم او حتى لديْن او أمانة وغير ذلك واصبح الأخ يأكل حقّ اخيه او اخته غير مبال بمخالفة شرع اوقضاء عادل والشريك يخدع شريكه ويسلبه حقوقه دون اي اعتبار لشراكة وزمالة ومحبّة وثقة وأمانة .
وقد لا يشعر افراد الشعب المواطنون بذلك كثيرا لأنهم يعيشون في نفس البيئة والتغييرات في المنظومة الأخلاقيّة تكون متتالية وتتغيّر بإنسيابيّة غير محسوسة ولكن يشعر بها المغترب بشكل دراماتيكي عندما يعود في إجازة بعد فترة اغتراب خارج الوطن ويجد ان اصدقاء الأمس قد تغيّروا وان الأقارب ما عادوا كما كانوا .
والعوامل التي تجعل افراد المجتمع يميلون لعدم الوفاء للصداقات والوعود والتعهدات التي يلتزمون بها عديدة منها سوء التربية البيتية وضعف التعليم والتربية المدرسية وكذب الإعلام الرسمي وعدم مصداقيّة الجهات الرسميّة وعدم وجود خطط حكوميّة واضحة إقتصاديّة واجتماعية وغياب العدالة والمساواة والفجوة بين مداخيل المواطنين ومداخيل المسؤولين ذوي الفئات العليا امثال الوزراء والنواب وغيرهم إضافة لكثرة الضرائب عددا وقيمة التي تثقل كاهل المواطن يقابلها تهرّب كبار المسؤولين واصحاب الحظوة من الضرائب وفواتير الخدمات بحيث اصبح المسؤول حرامي في نظر المواطن والمال العام مطيّة لمن تطال يده والوزير قدوة للصوص واصحاب الضمائر الميّتة وعدم وفاء المسؤولين بوعودهم للمواطنين نبراسا وقدوة للآخرين لعدم الوفاء لبعضهم وللدولة كذلك .
وتنطبق هذه المتلازمة والمتوالية بعدم الوفاء على الجميع فالكل ينظر لمن هو اعلى منه وظيفة وجاها ودخلا ولقبا بعين الحسد والحقد مما أضاع القيم الأخلاقيّة وزاد المسافة بين المواطن وأخلاق الدين وبإستمرار الهوّة تزداد المعاول في هدم الوطن بكل مكتسباته بالرغم من وجود صفحات بيضاء قليلة ومبادرات خلاّقة شحيحة في القطاع العام والخاص بينما الكل يتغنى للوطن ورايته في وسائل الإعلام وفي الحفلات والأعراس وإذا خلو لأنفسهم فالكل يشتم الظروف التي وصلوا اليها من فقر وجوع وعدم أمن وآمان وكثرة الجرائم والفساد وعدم وجود ردع او عقاب خاصة للفاسدين من المسؤولين واصحاب الحظوة والكل سواء كان وزيرا او مواطنا يختم قوله بأن البلد ماشية والرب راعيها والقلّة القليلة التي تحاول ان تعمل شيئا لحماية البلد ممّا هي متّجهة اليه لا سمح الله لأن من لا خير فيه لبني وطنه اقاربا كانوا ام اصدقاء ليس فيه خير لوطنه .
واهمّ ما يقلق الناس هو عدم الأمان بحيث بات الأب يخشى على بناته وبيته وسيّارته في وقت بات فيه مقتنعا ان الأجهزة الأمنيّة غير قادرة على حمايته في حال تعرضه لأي خطر حسب ما يسمع كل يوم قصص اعتداءات ونهب وسلب دون ردع كاف يثلج الصدر ويبعث على الشعور بالآمان والطمأنينة .
وأمر آخر يقلق المواطن في بعض الأقطار العربية هو الحديث عن النيّة لرفع سعر رغيف الخبز مهما كان السيناريوهات التي تطرحها الحكومات لمساعدة الفقراء بحيث وصلت دكتاتوريّة الحكومات الى قناعتها ان الشعوب لن تتذمّر من اي قرار تتخذه مهما كان قاسيا على المواطنين كما ان مصداقية الحكومات اصبحت في الحضيض لدى المواطن وبالتالي فالخطر كبير فيما إذا الحكومات ركبت رأسها وإذا المواطن إنفجر من الداخل وتكون العقبى خطيرة لا سمح الله .
والمواطن هنا يشعر ان الحكومة ليس لديها اي تصوّر عن خطط واستراتيجيّات لعشرة ايام وليس لعشرة سنوات وانما هي وعود وتواريخ ومسرحيّات وسيناريوهات لا تساوي قيمة القرص المدمج الذي تُخزّن عليه وقد تكون عبارة عن بروبوكندا لأغراض زيادة في الإقتراض وزيادة في المديونيّة او رفع رواتب المسؤولين واغداق المزيد من النفقات على سفريّاتهم او اجتماعاتهم او تغطية رواتب مستشارين جدد من ابناء اصحاب الحظوة .
في مجتمعات كهذه كيف يستطيع افرادها ان يحافظوا على القيم والأخلاق التي ورثوها عندما كان الوزير يموت ولا يملك من حطام الدنيا غير السيرة الحسنة ايّام كان الوفاء بالوعد والعهد مقدّسا وكانت العلاقة بين الناس تقوم على المحبّة والإخاء والتعاون وليس على المادّة والجاه وكان العائد لوطنه بعد غربة لايجد نفوسا متقلّبة وضمائر ميّتة والسنة منافقة كاذبة وإنما يجد وجوها باشّة وقلوبا محبّة وحينها كان الوفاء والوفاق رفيقين حتّى الوفاة .
حمى الله الأردن ارضا وشعبا وقيادة وابعد عنه المتسلّقين والمنتفعين وجعل الوفاء سمة اهله ومسؤوليه وابعد عنهم الخانثين والغدّارين .
الوفــاء من الأخلاق الكريمة والخصال الحميدة وهــو مــن صـفـات النـفــوس الشريفة والوفاء هو الإخلاص والإعتراف بالجميل لقريب وصديق وشريك ومسؤول ومُحسن وغيرهم وهو الحفاظ وردُّ الأمانة ، والثبات والمحافظة على العهد ؛وهو ضدّ الغدر ولذلك هنالك ايام في كثير من الدول كيوم وفاء للجيش وللوطن وللقائد وغيرها من رموز ومناسبات .
ولأن اخلاق معظم الشعوب العربيّة في انحدار لعوامل واسباب عديدة لذلك فان افراد الشعوب تلك اصبحوا يميلون لعدم الوفاء لصداقة او قرابة او صلة رحم او حتى لديْن او أمانة وغير ذلك واصبح الأخ يأكل حقّ اخيه او اخته غير مبال بمخالفة شرع اوقضاء عادل والشريك يخدع شريكه ويسلبه حقوقه دون اي اعتبار لشراكة وزمالة ومحبّة وثقة وأمانة .
وقد لا يشعر افراد الشعب المواطنون بذلك كثيرا لأنهم يعيشون في نفس البيئة والتغييرات في المنظومة الأخلاقيّة تكون متتالية وتتغيّر بإنسيابيّة غير محسوسة ولكن يشعر بها المغترب بشكل دراماتيكي عندما يعود في إجازة بعد فترة اغتراب خارج الوطن ويجد ان اصدقاء الأمس قد تغيّروا وان الأقارب ما عادوا كما كانوا .
والعوامل التي تجعل افراد المجتمع يميلون لعدم الوفاء للصداقات والوعود والتعهدات التي يلتزمون بها عديدة منها سوء التربية البيتية وضعف التعليم والتربية المدرسية وكذب الإعلام الرسمي وعدم مصداقيّة الجهات الرسميّة وعدم وجود خطط حكوميّة واضحة إقتصاديّة واجتماعية وغياب العدالة والمساواة والفجوة بين مداخيل المواطنين ومداخيل المسؤولين ذوي الفئات العليا امثال الوزراء والنواب وغيرهم إضافة لكثرة الضرائب عددا وقيمة التي تثقل كاهل المواطن يقابلها تهرّب كبار المسؤولين واصحاب الحظوة من الضرائب وفواتير الخدمات بحيث اصبح المسؤول حرامي في نظر المواطن والمال العام مطيّة لمن تطال يده والوزير قدوة للصوص واصحاب الضمائر الميّتة وعدم وفاء المسؤولين بوعودهم للمواطنين نبراسا وقدوة للآخرين لعدم الوفاء لبعضهم وللدولة كذلك .
وتنطبق هذه المتلازمة والمتوالية بعدم الوفاء على الجميع فالكل ينظر لمن هو اعلى منه وظيفة وجاها ودخلا ولقبا بعين الحسد والحقد مما أضاع القيم الأخلاقيّة وزاد المسافة بين المواطن وأخلاق الدين وبإستمرار الهوّة تزداد المعاول في هدم الوطن بكل مكتسباته بالرغم من وجود صفحات بيضاء قليلة ومبادرات خلاّقة شحيحة في القطاع العام والخاص بينما الكل يتغنى للوطن ورايته في وسائل الإعلام وفي الحفلات والأعراس وإذا خلو لأنفسهم فالكل يشتم الظروف التي وصلوا اليها من فقر وجوع وعدم أمن وآمان وكثرة الجرائم والفساد وعدم وجود ردع او عقاب خاصة للفاسدين من المسؤولين واصحاب الحظوة والكل سواء كان وزيرا او مواطنا يختم قوله بأن البلد ماشية والرب راعيها والقلّة القليلة التي تحاول ان تعمل شيئا لحماية البلد ممّا هي متّجهة اليه لا سمح الله لأن من لا خير فيه لبني وطنه اقاربا كانوا ام اصدقاء ليس فيه خير لوطنه .
واهمّ ما يقلق الناس هو عدم الأمان بحيث بات الأب يخشى على بناته وبيته وسيّارته في وقت بات فيه مقتنعا ان الأجهزة الأمنيّة غير قادرة على حمايته في حال تعرضه لأي خطر حسب ما يسمع كل يوم قصص اعتداءات ونهب وسلب دون ردع كاف يثلج الصدر ويبعث على الشعور بالآمان والطمأنينة .
وأمر آخر يقلق المواطن في بعض الأقطار العربية هو الحديث عن النيّة لرفع سعر رغيف الخبز مهما كان السيناريوهات التي تطرحها الحكومات لمساعدة الفقراء بحيث وصلت دكتاتوريّة الحكومات الى قناعتها ان الشعوب لن تتذمّر من اي قرار تتخذه مهما كان قاسيا على المواطنين كما ان مصداقية الحكومات اصبحت في الحضيض لدى المواطن وبالتالي فالخطر كبير فيما إذا الحكومات ركبت رأسها وإذا المواطن إنفجر من الداخل وتكون العقبى خطيرة لا سمح الله .
والمواطن هنا يشعر ان الحكومة ليس لديها اي تصوّر عن خطط واستراتيجيّات لعشرة ايام وليس لعشرة سنوات وانما هي وعود وتواريخ ومسرحيّات وسيناريوهات لا تساوي قيمة القرص المدمج الذي تُخزّن عليه وقد تكون عبارة عن بروبوكندا لأغراض زيادة في الإقتراض وزيادة في المديونيّة او رفع رواتب المسؤولين واغداق المزيد من النفقات على سفريّاتهم او اجتماعاتهم او تغطية رواتب مستشارين جدد من ابناء اصحاب الحظوة .
في مجتمعات كهذه كيف يستطيع افرادها ان يحافظوا على القيم والأخلاق التي ورثوها عندما كان الوزير يموت ولا يملك من حطام الدنيا غير السيرة الحسنة ايّام كان الوفاء بالوعد والعهد مقدّسا وكانت العلاقة بين الناس تقوم على المحبّة والإخاء والتعاون وليس على المادّة والجاه وكان العائد لوطنه بعد غربة لايجد نفوسا متقلّبة وضمائر ميّتة والسنة منافقة كاذبة وإنما يجد وجوها باشّة وقلوبا محبّة وحينها كان الوفاء والوفاق رفيقين حتّى الوفاة .
حمى الله الأردن ارضا وشعبا وقيادة وابعد عنه المتسلّقين والمنتفعين وجعل الوفاء سمة اهله ومسؤوليه وابعد عنهم الخانثين والغدّارين .