هل بدأت ام إنتهت الكوابيس برحيل ترامب
احمد محمود سعيد
جو 24 :
قد يكون رحيل المدعو ترمب بداية لرحيل كوابيس عام 2020 وهذا ليس لأننا نتوقع أن المرشح الديموقراطي بايدن افضل من المرشح الجمهوري ترامب بكثير فكلاهما يشرب من نفس المكان سواء كان فيلا ام حمارا ولكن احدهما أقل حماقة من الآخر ولعل الكوارث التي تسبّب بها ترامب وجوقته اشدُّ على الشعب الأمريكي من الكوارث الطبيعيّة التي واجهها ذلك الشعب وآخرها مواجهته لفيروس الكورونا التي تحمّل منها الأمريكان مئات الآف القتلى وملايين المصابين ومليارات الخسائر في الاقتصاد ناهيك عن الحروب المعلنة وغير المعلنة بين أمريكا فمرّة مع الصين وأخرى مع روسيا وثالثة مع تركيا ورابعة مع كندا ومرّة مع الإتحاد الأوروبي ومرارا مع إيران ومرّات مع منظمات الأمم المتحدة وبهذه العقليّة وقفت تلك الإدارة مع إسرائيل وحكومتها المتغطرسة اليمينيّة ضد الشعب الفلسطيني مسلوب الأراضي والإرادة ضد العالم أجمع كما وقفت تلك الإدارة المتعنِّتة ضدّ الشعوب العربيّة وعملت تلك الإدارة على إدخال بعض الدول العربيّة في علاقات دبلوماسية وتجارية مع إسرائيل دون ان تستفيد تلك الدول العربية من اي مكاسب تذكر لشعوبها ودون ان تُلزم إسرائيل بالموافقة على مبادرة السلام العربيّة التي قدمتها المملكة العربية السعوديّة عام 2002 في بيروت ونصت على قيام الدولة الفلسطينية على الأراضي الفلسطينية التي إحتلتها إسرائيل عام 1967 بما قيها أراضي الجولان السورية المحتلّة مقابل قيام الدول العربية بالإعتراف بدولة إسرائيل وقيام علاقات طبيعية معها ووافقت الدول العربية بما فيها فلسطين على ذلك ولكن إسرائيل إستمرت بعدوانها على الشعب الفلسطيني وإحتلال الجولان السوري حتى جاء حكم ترامب عام 2016 ونقل السفارة الإسرائيلية من تل ابيب الى القدس الشريف بالرغم من معارضة العالم أجمع واعلن توحيد القدس ومشروعية المستوطنات في القدس وعلى الأراضي الفلسطينية وتمادت إسرائيل في بناء المستوطنات في الضفة الغربيّة وأعلنت نيتها لضم الأغوار على الحدود الأردنية للأراضي المحتلّة وغيرها تحت سمع ومباركة الإدارة الأمريكيّة وموافقة ترامب الذي عمل على ترتيب علاقات دبلوماسية وتجارية بين بعض الدول العربية ودولة الكيان العنصري الإسرائيلي ليبقى كالورم الخبيث في خاصرة الأمة العربية رغما عن الشعوب العربية في تلك الدول بل ورغما عن العالم أجمع .
والآن قد جاء اليوم الذي تكشفت به العورة الإسرائيلية بسقوط ترامب عن فيله الجمهوري حيث داسه الحمار الديموقراطي الذي قاده بايدن بكل إقتدار فهل يعيد بايدن ما خرّبه ترامب من قرارات وعلاقات أسّس لها أوباما سلف ترامب مع اننا كعرب لم نرى من الإدارات الأمريكيّة المتعاقبة أيّ خير حتّى الآن لأننا نعتقد ان الخلّ اخو الخردل وهذا ناتج عن ضعفنا نحن العرب وأنّ نفوسنا وقلوبنا ليست مقتنعة بالأخوة العربيّة نظرا لإختلاف حكام الدول العربيّة فيما بينها ولظروف مختلفة فيما بين إمكاناتها وتفكير حكّامها بحيث جعلت شعوبها يبحثون عن الحياة فقط ولا تفكِّر بتكريس العدالة والمساواة ففقدت الحياة الكريمة وباتت لقمة سائغة في فم الصهاينة والإدارة الأمريكية زمن ترمب وغيره بينما باتت لقمة كثير من الشعوب العربيّة والإسلاميّة مغمّسة بالذل والهوان حتّى تجرّأ البعض من النيل والإستهزاء من صور نبيِّنا محمّد عليه أفضل الصلاة والسلام برسم كاريكاتيرات إستهزائيّة لعنهم الله وجعل كيدهم في نحورهم.
قد يكون إنقشاع غيمة دونالد ترامب عن توجيه دفّة السياسة الأمريكيّة يعطي دفعة لجرأة بعض الزعماء العرب لتأخذهم الحميّة للدفاع عن حرمة المسجد الأقصى والصخرة المشرّفة وكافّة المقدّسات الإسلاميّة والمسيحيّة لإجبار إسرائيل بعدم تهويد القدس ومقدساتها ولا مانع من إلغاء منظمة التحربر الفلسطينيّة وتُستبدل بمنظمة تحرير المقدّسات المسيحية والإسلاميّة في فلسطين لكي تسمح بدخول المسيحيين والمسلمين في هذه المنظمة من مختلف الدول والشعوب التي تؤمن بالله ربّا وبمحمد وعيسى عليهما السلام رسولين ومقتنعون برسالة المسرّة على الأرض والمحبّة في السماء ويؤمنون برسالة العدالة للجميع من اتباع الرسائل السماويّة , فمن ناحية لا تستطيع الدول الوقوف ضدها ومن ناحية أخرى يتم السماح لأتباع الديانات السماويّة الدخول في تلك المنظّمة ويكون الطابع الديني هو السمة لهذه المنظمة الإنسانيّة .
ومن التخوف لدى السلطات في بلدنا أن العرس الإنتخابي الذي تلوِّح به الحكومة يتحول لعرس كوروني لا سمح الله خاصّة أننا لا نملك وسائل كافية لمواجهة مثل هذا الوباء كالدول الغنية التي خصصت التريونات من الدولارات لمواجهة تلك الظروف الصعبة التي تواجه مختلف الدول في العالم بينما نحن الدول الفقيرة بحاجة لمساعدات كبيرة لكي لا تتوقف عجلة الاقتصاد ولا تتأثر معيشة فئة كبيرة في المجتمع ولكن حيث إنتهت هذه المرحلة من العرس نرجوا الله أن لا نرى نتائجها في مزيد من إصابات كورونيّة نتيجة التخالط وعدم الإلتزام بوضع الكمامات والتباعد الجسدي الكافي ولبس الكفوف وغيره من الشروط الصحيّة المطلوبة كما نرجوا أن يكون العدد الجديد من النواب قادرين على ان يقوموا بتحسين إداء أعمال المجلس المفيدة للشعب الأردني , وأخيرا نقول أن هذا العام 2020 متميّز بأمور كثيرة منها
أوّلا الجائحة افيروسيّة وما خلّفته من خسائر بشريّة وماديّة وإقتصاديّة وماليّة وفرص عملية .
ثانيا الخسائر التي خلّفتها حقبة حكم الرئيس الأمريكي ترمب وهي خسائر مادية لدول كثيرة منها كندا والإتحاد الأوروبي والصين ودول الخليج العربي وإيران وأثّرت على قيمة العملة في عدة دول مثل إيران وتركيا والسودان وسوريا ولبنان وغيرها كما تم تنصُّل أمريكا من اتقاقيات دولية كالنظام النووي في إيران وإتفاقيّة باريس للتغيُّر المناخي وغيرها .
ثالثا الإشاعات التي أثيرت وشاعت حول حرب عالميّة ثالثة أو التي أشيعت حول قرب ربط النواحي الشخصيّة لأي إنسان في العالم بشبكة مخفيّة بقيادة سريّة .
رابعا تغييرات في مؤسسات حاكمة وشعبيّة في بعض الدول مثل أمريكا وإسرائيل واليابان والعراق ولبنان والأردن والسودان وتونس وغيرها .
خامسا تدمير الجهد الدولي ومدّته مائة عام لحل القضيّة الفلسطينيّة وكافّة الخطوات والقرارات الأمميّة التي وافق عليها العالم وعارضتها أمريكا وعملت ضدها إسرائيل بمساعدة حكومة ترمب ضاربا عرض الحائط بإلتزاماتها السابقة .
سادسا حتى الان لم ندري حقيقة الفيروس من تسبّب في إنتشاره ولماذا وما اللقاح المفيد للتخلص منه وما سبب الأرقام المهولة للمصابين والأرقام الكبيرة للوفيات حتى الآن ومتى يمكن التخلص منه وهل هو مرتبط بخطط امريكيّة وصينيّة أو غير ذلك والعلم عند الله تعالى .
لذلك يمكن تصنيف مجريات هذا العام أنها الأسوء حتى الآن سائلين المولى أن يُصلح الأحوال ويهدي العرب والمسلمين سواء السبيل .