jo24_banner
jo24_banner

من أكون

احمد محمود سعيد
جو 24 : سؤال يُحيِّرني من نحن؟؟
كثيرا ما يأتي بخلدي هذا السؤال خاصّة عندما أخلد في فراشي لأحاول النوم حيت يراودني سؤال لا اجد له إجابة مقنعة لي مع انني أعلم انني عربي مسلم من أبوين مسلمين فلسطينييْ الأصل أردنييْ الجنسية ولكن ما أعنيه بمن نحن فإنني أقصد بسؤالي عمّن نكون أهي الفصيلة التي خلقنا رب البشريّة منها فهل نحن من فصيلة لا تفهم ولا تستوعب أم أننا من قوم لا نفرِّق بين الخطأ والصواب أم أننا من أقوام لا تفهم ما نقرأ (هذا إذا قرأنا ) ام اننا من اقوام لم نميِّز ما نقرا ولم نعرف العدالة كما لم نسمع او نقتنع باسيادنا الأولين أمثال الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
ولذلك فنحن شعوب غيّبها التفكير والإيمان واعماها المال والجنس والخيانة والغدر عن التفكير العقلاني والرشاد في الحكم على الأمور والحرص على إستغلال الفرص بطرق سليمة وأهمها تطبيق العلوم كما تعلمناها لما فيه مصالح شعوبنا وخاصّة الأطفال منهم ليكونوا قادة المستقبل بعقول راجحة وقلوب عادلة .
وقد كان لنا كمسلمين منذ عهد الرسول عليه الصلاة والسلام حيث خاض المسلمون حروبا انتصرنا فيها على أعتى وأقوى الإمبرطوريات في زمانها حتى بدأ عهد الإنحطاط بعد تمكن الأوروبيين من إحتلال الاندلس وبعد ذلك إنكسار الدولة العثمانيّة وتوزع دولها بين الدول الأوروبيّة وانتهت الحرب العالمية الثانية بزرع الورم الإسرائيلي الخبيث بين جناحي الأمة العربية في آسيا وإفريقيا وبدأت بإثارة الفتن بين دولنا بزعمائها وشعوبنا بأعراقهم حتّى إستطاع الغرب بزعامة إسرائيل وامريكا من تدمير عالمنا العربي وسرقة مقدراته بما في ذلك بعض من هواءه ومياهه ونفطه وجميع خيراته ومعادنه وانا خجل من ان أقول واحيانا سرقوا علمائه ومبدعيه مبينين لهم ان الحياة في اوطانهم د ليل جهل وظلم ومقتل لكل إبداع ممكن وعكس ذلك الحياة في الدول الغربيّة راحة وضمان لهم ولأبنائهم وتأمين العدالة والمستقبل لهم وتوفير التعليم والتأمين الصحي والعناية بهواياتهم وابتكاراتهم وأحلامهم أي توفير الحياة التي يريدها كل إنسان دون التأثير على دياناتهم او معتقداتهم مما يحبِّب العرب المغتربون خارج اوطانهم بالتجنُّس والإقامة في تلك الدول .
لذلك لا أعتقد ان كل عربي غير واع للخطط الواضحة للدول الغربيّة وعلى رأسها أمريكا وإسرائيل وبريطانيا وفرنسا وغيرها والتي اوصلتنا الى إستجداء الرضى والقرب من إسرائيل التي ساهمت مع دول أخرى بإختراع صفقة القرن التي تهدف الى تصفية القضية الفلسطينية حسب المنظور الصهيوني ومباركة الإدارة الأمريكية الحالية وبعض الدول العربية وبعض الأطراف الفلسطينية في الداخل والخارج .
وعندما اعتقدت تلك الدول ان لبنان سيقع تحت حكم إسلامي سنّي او شيعي ممثلا بحزب الله جاء الرئيس الفرنسي مهرولا ولم تهدا بعد انفجارات مرفأ بيروت وفرض اسم رئيس الحكومة وقابل البعض ليقول لهم نحن هنا ولبنان ضاحية فرنسية وليست الضاحية الجنوبية وما تمثله من قوات واسلحة بعد ان أُتهم الساسة بنهب وسلب أموال البلد ومفدراته وايداعها في البنوك الأجنبية .
وكذلك ما يحدث في ليبيا والتي قاربت روسيا وتركيا على التفاهم على توزيع المغنم خاصة بعد اعلان رئيس حكومة الوفاق السرّاج عزمه الإستقالة نهاية شهر تشرين اول 2020 بينما المشيرخنفر يعلن عن بيع النفط الليبي الذي يوزع ريعه على الوزارات والمؤسسات العاملة في الدولة وهكذا تحاول الدول المختلفة من اوروبا وأمريكا تقاسم الكعكة بدون معارك وحزازيات بعد ان اتهم الرئيس المقتول بسلب مليارات البلد .
وفي السودان الذي يشهد فيضانات موسمية أوقع العديد من الضحايا وتم إيداع رئيسه السابق بعد اتهامه بسلب أموال البلد لأغراضه الخاصّة وحتى الآن لم يتم انهاء مشاكل الدارفور او القضايا العالقة بين السودان وجنوبه والأخبار التي تناقلتها وسائل اعلام عن نية السودان بالتقارب مع إسرائيل .
وليست غيرها من الدول العربية احسن حالا فكل دولة لها ميزاتها النسبية بالفقر او الفساد او الظلم او غيره من سلب بعض من قادته ومسؤوليه لمقدرات بلدانهم بغير وجه حق وتحت حجج واهية وادعاءات ليس لها حقيقة .
إنّ تقرُّب البعض من إسرائيل بعلاقات تجاريّة او إقتصاديّة اوماليّة او خلافه ما هي إلاّ سبل لإقناع النفس بحريّة قراراتها والإيهام بانه سيعود بالمنفعة عليها وبالرغم من أن الفصائل الفلسطينية قد اساءت لقضيتها بتناحرها على المناصب والمكاسب وما زال الوطن تحت الاحتلال الصهيوني ومنذ أن قرر الزعماء العرب تسليم مهمّة التحرير لما سمِّي منظمة التحرير الفلسطينيّة عام 1974 فقد كان قرارا بتسليم كامل التراب الفلسطيني لدولة الاحتلال بالرغم من جميع المسرحيّات متمثلة بقرارات التنازل شيئا فشيئا وبالرغم من التضحيات الذي ودعنا معها الكثير من الشهداء تحت هدف التحرير وقد تم إغتيال وقتل الكثير من الشهداء لأنهم كانوا صادقين في نضالهم ومقصدهم هو تحرير الأرض من رجس العدوان كما استشهد الكثير من الأبطال بيد الغدر هنا وهناك واستشهد كثيرون في عمليات فدائية لتحرير الأرض والإنسان الفلسطيني كما كان هناك سابقا شهداء على الأرض العربية في أماكن مختلفة يحاربون المستعمر أيّا كان حيث كان آخر مستعمر على الكرة الأرضية هم الصهاينة .
وهكذا بقيت الشعوب العربية تكره الصهاينة ولكن نظرة بعض قادتهم قد تختلف نظرا لنظرتهم لتنمية شعوبهم وخلق فرص عمل علما ان اليهود لا يعملون خيرا لغير بني جلدتهم خاصة ان بعض العرب أصبحت نظرتهم للخلافات الداخلية الفلسطينية تعطي منحا مختلفا بعيدا عن التفكير العربي القومي الوطني بل وقد يكون بعيدا عن الإبمان بالله ورسوله حيث يقول الله تعالى في سورة الأنفال
(وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِببُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ) صدق الله العظيم
واعود لنفس السؤال من نحن بعد هذا الإستعراض المختصر جدا لحالنا وهل نحن عربا بالأصل أم ركبنا الخيل بالخطأ وكان يجب أن نتمسك بديننا ولا نستجدي عروبتنا التي ظهرت مؤخرا وقد نكون شعرنا بها سياسيا آخر مائتي عام فقط والله المستعان . 
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير