طاب الموت يا عرب
احمد محمود سعيد
جو 24 : وهكذا انتهى حفلين كبيرين بمناسبتين عزيزتين على قلب كل اردني احداهما وطنية بمناسبة العيد السنوي السبعين لإستقلال المملكة الأردنية الهاشميّة والأخرى عربيّة وهي الذكرى المئويّة الأولى للثورة العربية الكبرى ولكن ماذا بعد هذين الحفلين الكبيرين وماذا يتوجب على المواطن الأردني وما يتوجّب على الحكومة ان تركِّز عليه في ظلِّ الأمواج المتلاطمة في كل اتِّجاه .
وإذا افترضنا استمراريّة المناسبتين عربيا ووطنيا فيتوجّب علينا التمسُّك بمنهجية النهضة العربية قوميّا وإعادة التفكير في اساسيّات المشروع القومي العربي وتعظيم ايجابيات المحاولات السابقة في بعض الدول العربيّة وكذلك الإستفادة من تلك النجاحات وتعليمها لأطفالنا والأجيال القادمة لإحياء تلك البذرة فيها , كما يجب الإتِّعاظ من السلبيات التي واجهت الكثير من المحاولات الفاشلة بين الدول لأنها اعتمدت على العلاقات الشخصيّة بين الزعماء وديمومة تلك المحاولات تعتمد على حالات التصالح بينهم وعلى مدة ذلك التصالح بالرغم من وصول بعض الحالات الى مراحل تدمير المدن وقتل الشعوب وضياع التراث والثقة .
وكذلك المحافظة على عناصر استقلال الأردن من خلال المحافظة على الهويّة الأردنيّة للوطن الأعز والأغلى من خلال رفع راية سيادته الوطنيّة ومواجهة كافة التحديات الصعبة واهمها محاربة افكار الوطن البديل اينما وحيثما طُرحت ومقابل ذلك أردنة الأرض والمواطن والإقتصاد من خلال غرس جذور الأردن في قلوب ابنائه من كافة المنابت والأصول ونشجع رباط اللحمة بين مواطنيه بتشجيع المخالطة والمصاهرة وتشكيل الجمعيات الإجتماعية في التجمعات السكنيّة لتصبح تلك التجمعات والجمعيّات تمثل المواطنة الحقيقيّة للأردنيِّن حيث تشمل تلك التجمعات اشخاص من كافة الأطياف الفكريّة والسياسيّة والعلميّة والجغرافيّة والدينيّة ومستقبلا قد تكون اساسا للدوائر الإنتخابية وقد تصبح الروابط بين هذه التجمعات اصدق تمثيل للمجنمع الأردني المعاصر .
لعل الشعور الذي يخالط فكر الكثيرين ممزوج بين الفرحة بمرور سبعين عاما على الإستقلال عن الأجنبي وبين مرور مائة عام على ثورة شريف مكة في الحجاز ضد العثمانيّين وعلى خسّة الإنكليز وشركاؤهم من الفرنسيّين والروس من نحطيم فكرة العالم العربي الكبير الموحد تحت راية عربية الى خلق الجحر الصهيوني على قطعة ارض هي الأغلى عند العرب مسلمين ومسيحيّين , وإستمرار ذلك مع الأمريكان حيث بعد عشرة عقود استبدال العالم العربي الكبير بالشرق الأوسط الكبير بزعامة ذلك الجحر الصهيوني الذي لم يجد مقاومة سوى من طفل فلسطيني يحمل حجرا يواجه به دبّابة وطائرات وجيشا مدجّجا بالسلاح يجري من خلفه مئات الألوف من العرب مجرّدي الضمائر مجمّدي العقول محنّطي القلوب.
وكانت البداية من شريف طيّب القلب يملأ فكره هدف واحد هو ان يجمع العرب تحت مظلِّة واحدة بعد ان عاشوا تحت مستعمر واحد لأربعمائة عام وبعد ان استشرى الحقد على العرب في ذلك المستعمر وحاول ان يستبدّ بما تبقى لمعاني الكرامة لدى ذلك الشريف وهي عربيّته ودينه فلم يستطع ذلك الشريف الطيب السكوت بعد ذلك , وانتصر لعروبته ودينه ومواطنيه الذين أمّروه عليهم حيث صرخ ابنه الأمير فيصل طاب الموت يا عرب .
ومع طيبة ذلك الشريف الهاشمي فقد بدأ بمفاوضات ومراسلات مع حليف البداية وهو نفس العدو لاحقا علّه يستطيع ان يُصلح ما نوى عليه الأعداء بعد انتصارهم على العثمانيّين ونحْثهم بما وعدوا به وطعنهم بسكّين مسمومة في خاصرة العرب اجمعين بل وعاقبوا الشيخ الجليل على عروبته حيث أقصوه عن الإمارة في الحجاز وثم قاموا بنفيه الى قبرص ولكن بنوه دفنوه في القدس الشريف كما كان يتمنّى وجعل منّا الجيل الذي يلعن الإنكليز على ما فعلوه حتّى الآن .
وهناك سياسات تتغيّر كما يتغيّر الحكّام خاصّة في الدول الديموقراطيّة ولكن سياسات الدول الغربيّة المرتبطة يالسياسة الإسرائيليّة والأمريكيّة المعادية للعروبة لا تتغير بسهولة وانما قد تحتاج عقودا طويلة لذلك , وقد سرت في المجتمع الأردني طرائف عن احتفالات المئويّة بينما الكثيرين من الأردنيّون يقضون اوقاتا لطيفة على الشواطئ التركيّة وقد تكون تركيّا من الدول التي تغيّرت سياساتها بعد سقوط الدولة العثمانيّة ونهضت من جديد ونفضت عن نفسها مواصفات الرجل المريض وحافظت على بعض التوازنات السياسية خاصة انها دولة اوروبيّة وعضو في حلف الناتو وتتطلع للإنضمام للإتحاد الأوروبي وهي في مرحلة بناء إقتصاد متميِّز على مستوى العالم ولقيادات الإدارة التركية مواقف متميّزة من الإعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيّين في الضفّة وقطاع غزّة يعجز الكثير من الحكّام العرب على الحذو حذوها .
لذلك لا بدّ ان نأخذ دروسا من إحيائنا ليوم الإستقلال والذكرى المئويّة للنهضه العربية ونعلِّم اطفالنا التاريخ الحقيقي لأمتنا وتكون كل خطوة في ذلك التاريخ درسا وعبرة لنصنع تاريخا جديدا تريده اجيالنا القادمة ترى فيه مجدا تليدا وعهدا عربيّا سعيدا .
حمى الله ألوطن الأردن الأعز والأغلى ارضا وشعبا وجيشا وقيادة وابعد عنه عوادي الزمن ومتّع مواطنيه واجياله القادمة باثواب العز والهناء وراحة البال .
وإذا افترضنا استمراريّة المناسبتين عربيا ووطنيا فيتوجّب علينا التمسُّك بمنهجية النهضة العربية قوميّا وإعادة التفكير في اساسيّات المشروع القومي العربي وتعظيم ايجابيات المحاولات السابقة في بعض الدول العربيّة وكذلك الإستفادة من تلك النجاحات وتعليمها لأطفالنا والأجيال القادمة لإحياء تلك البذرة فيها , كما يجب الإتِّعاظ من السلبيات التي واجهت الكثير من المحاولات الفاشلة بين الدول لأنها اعتمدت على العلاقات الشخصيّة بين الزعماء وديمومة تلك المحاولات تعتمد على حالات التصالح بينهم وعلى مدة ذلك التصالح بالرغم من وصول بعض الحالات الى مراحل تدمير المدن وقتل الشعوب وضياع التراث والثقة .
وكذلك المحافظة على عناصر استقلال الأردن من خلال المحافظة على الهويّة الأردنيّة للوطن الأعز والأغلى من خلال رفع راية سيادته الوطنيّة ومواجهة كافة التحديات الصعبة واهمها محاربة افكار الوطن البديل اينما وحيثما طُرحت ومقابل ذلك أردنة الأرض والمواطن والإقتصاد من خلال غرس جذور الأردن في قلوب ابنائه من كافة المنابت والأصول ونشجع رباط اللحمة بين مواطنيه بتشجيع المخالطة والمصاهرة وتشكيل الجمعيات الإجتماعية في التجمعات السكنيّة لتصبح تلك التجمعات والجمعيّات تمثل المواطنة الحقيقيّة للأردنيِّن حيث تشمل تلك التجمعات اشخاص من كافة الأطياف الفكريّة والسياسيّة والعلميّة والجغرافيّة والدينيّة ومستقبلا قد تكون اساسا للدوائر الإنتخابية وقد تصبح الروابط بين هذه التجمعات اصدق تمثيل للمجنمع الأردني المعاصر .
لعل الشعور الذي يخالط فكر الكثيرين ممزوج بين الفرحة بمرور سبعين عاما على الإستقلال عن الأجنبي وبين مرور مائة عام على ثورة شريف مكة في الحجاز ضد العثمانيّين وعلى خسّة الإنكليز وشركاؤهم من الفرنسيّين والروس من نحطيم فكرة العالم العربي الكبير الموحد تحت راية عربية الى خلق الجحر الصهيوني على قطعة ارض هي الأغلى عند العرب مسلمين ومسيحيّين , وإستمرار ذلك مع الأمريكان حيث بعد عشرة عقود استبدال العالم العربي الكبير بالشرق الأوسط الكبير بزعامة ذلك الجحر الصهيوني الذي لم يجد مقاومة سوى من طفل فلسطيني يحمل حجرا يواجه به دبّابة وطائرات وجيشا مدجّجا بالسلاح يجري من خلفه مئات الألوف من العرب مجرّدي الضمائر مجمّدي العقول محنّطي القلوب.
وكانت البداية من شريف طيّب القلب يملأ فكره هدف واحد هو ان يجمع العرب تحت مظلِّة واحدة بعد ان عاشوا تحت مستعمر واحد لأربعمائة عام وبعد ان استشرى الحقد على العرب في ذلك المستعمر وحاول ان يستبدّ بما تبقى لمعاني الكرامة لدى ذلك الشريف وهي عربيّته ودينه فلم يستطع ذلك الشريف الطيب السكوت بعد ذلك , وانتصر لعروبته ودينه ومواطنيه الذين أمّروه عليهم حيث صرخ ابنه الأمير فيصل طاب الموت يا عرب .
ومع طيبة ذلك الشريف الهاشمي فقد بدأ بمفاوضات ومراسلات مع حليف البداية وهو نفس العدو لاحقا علّه يستطيع ان يُصلح ما نوى عليه الأعداء بعد انتصارهم على العثمانيّين ونحْثهم بما وعدوا به وطعنهم بسكّين مسمومة في خاصرة العرب اجمعين بل وعاقبوا الشيخ الجليل على عروبته حيث أقصوه عن الإمارة في الحجاز وثم قاموا بنفيه الى قبرص ولكن بنوه دفنوه في القدس الشريف كما كان يتمنّى وجعل منّا الجيل الذي يلعن الإنكليز على ما فعلوه حتّى الآن .
وهناك سياسات تتغيّر كما يتغيّر الحكّام خاصّة في الدول الديموقراطيّة ولكن سياسات الدول الغربيّة المرتبطة يالسياسة الإسرائيليّة والأمريكيّة المعادية للعروبة لا تتغير بسهولة وانما قد تحتاج عقودا طويلة لذلك , وقد سرت في المجتمع الأردني طرائف عن احتفالات المئويّة بينما الكثيرين من الأردنيّون يقضون اوقاتا لطيفة على الشواطئ التركيّة وقد تكون تركيّا من الدول التي تغيّرت سياساتها بعد سقوط الدولة العثمانيّة ونهضت من جديد ونفضت عن نفسها مواصفات الرجل المريض وحافظت على بعض التوازنات السياسية خاصة انها دولة اوروبيّة وعضو في حلف الناتو وتتطلع للإنضمام للإتحاد الأوروبي وهي في مرحلة بناء إقتصاد متميِّز على مستوى العالم ولقيادات الإدارة التركية مواقف متميّزة من الإعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيّين في الضفّة وقطاع غزّة يعجز الكثير من الحكّام العرب على الحذو حذوها .
لذلك لا بدّ ان نأخذ دروسا من إحيائنا ليوم الإستقلال والذكرى المئويّة للنهضه العربية ونعلِّم اطفالنا التاريخ الحقيقي لأمتنا وتكون كل خطوة في ذلك التاريخ درسا وعبرة لنصنع تاريخا جديدا تريده اجيالنا القادمة ترى فيه مجدا تليدا وعهدا عربيّا سعيدا .
حمى الله ألوطن الأردن الأعز والأغلى ارضا وشعبا وجيشا وقيادة وابعد عنه عوادي الزمن ومتّع مواطنيه واجياله القادمة باثواب العز والهناء وراحة البال .
ambanr@hotmail.com