ألإعلام وجائحة كورونا
احمد محمود سعيد
جو 24 : قد تكون جائحة الكورونا وبطلها كوفيد19 هي الكارثة التي أدّت إلى إصابة حوالي ثلاثة ملايين ونصف المليون من البشربالمرض وموت حوالي ربع مليون إنسان وخلق الهلع لمليارات من الناس وتعطيل القوة العاملة في حوالي مائتي دولة من عالمنا وتعطيل الإقتصاد في تلك الدول سواء كانت دولة عظمى في مفهومنا أو دولة فقيرة الحال كما في معظم دول العالم الثالث ولم تنجوا دولة عظمى او صغرى دولة غنيّة او فقيرة دولة قويّة السلاح والتسلُّح ودولة تعتمد على غيرها في القوّة والسلاح فكل الدول باتت في نفس البوتقة ومن المفارقات أنّ دولا عظمى في قوّتها العسكريّة, والماليّة والإقتصاديّة تأثرت اكثر من غيرها وكانت الوفيات فيها اكثر عددا والمصابين أشدُّ إصابة والإقتصاد أعمق إنهيارا بل وكافة الأمور في تلك الدول أكثر سوءا وسوداويّة .
وكان للإعلام الرسمي وغير الرسمي دورا هامّا مساندا لدور الموسسات الصحيّة الرسميّة والخاصّة من جهة والمؤسسات الأمنيّة والعسكريّة من جهة اخرى وقد مارست تلك الجهات دورها في بلدنا بكل مسؤوليّة وجدِّية لحث المواطنين على التقيُّد بتعليمات الجهات المسؤولة تحت المسؤولية القانونيّة تنفيذا لقوانين الدفاع الصادرة عن طريق الحاكم المدني والقوانين والأوامر التي يُصدرها تحت طائلة المسؤوليّة حيث تفهم المواطنون اهميّة تلك التعليمات والعقوبات التي ستطبق على المخالفين خاصّة فيما يتعلّق بالحاجات الحياتيّة اللازمة لحياة الإنسان بيسر وسهولة .
وقد هيمنت الأخبار المتعلقة بالوباء، خلال فترة المرض بشكل لافت، على غرف الأخبار بمختلف المحطات التلفزيونية والإذاعية العربية، وصار من النادر جدا متابعة أنباء تتناول قضايا سياسية واقتصادية أو حتى ثقافية، وذلك لعدة أسباب أبرزها حرص الوسائل الإعلامية على كسب متابعات مهمة من قبل المواطنين، ورفع نسب المشاهدة والإستماع تدعيما لسوق الإعلانات فيها حتى ان الأخبار المتعلقة بالقضايا القوميّة الرئيسة مثل القضية الفلسطينية والتطورات في القضايا الليبيّة والسوريّة والعراقيّة واللبنانيّة والسودانيّة والجزائريّة وغيرها باتت وكأنها قضايا هامشيّة.
في الوقت الذي يزداد فيه الاهتمام العالمي بالأخبار المتعلقة بفيروس "كورونا"، يشكل التعاطي مع هذه الجائحة اختبارا متزايدا لوسائل الإعلام المختلفة لتبيان مدى حرصها على كسب ثقة الجمهور المتلقي ونقل معلومة صحيحة تنتصر لأخلاقيات مهنة المتاعب, فلم يحظ وباء أو مرض معد بتغطية عبر وسائل الإعلام العالمية ومنها العربية كالتي لقيها فيروس "كورونا"، المعروف باسم "كوفيد 19 " بالنظر الى خطورته وسرعة انتشاره وكذلك لانعدام لقاح فعال لمكافحته في الوقت الراهن علما بان الولايات المتحدة الأمريكيّة وافقت على استخدام مليون ونصف المليون من الجرعات المستخدمة سابقا في معالجة مرض الإيبولا قبل اعوام عدّة بعد تخطيه بعض الفحوصات وتبين انه يخفض فترة العلاج من اسبوعين الى احدى عشر يوما .
وتسعى وسائل الاعلام المحلية الخاصّة الى المحافطة على استمراريتها في ظل الوضع الاقتصادي القائم، وقد كانت بعض هذه المؤسسات على حافة السقوط المالي في ظل الاوضاع الاقتصادية والنقدية المنهارة، لا بل المفلسة بعضها، حتى أن أكثر هذه المؤسسات الاعلامية، أكانت مرئية أو مسموعة أو مطبوعة أو الكترونية، عمدت الى عدم دفع كامل الراتب الشهري نظراً الى انعدام المداخيل الاعلانية التي تعتمد عليها لتغطية بعض او اغلب نفقاتها حسب صعود او ركود سوق الاعلانات , حيث لا يخفى على أحد القرار الذي اتخذته التلفزيونات المحلية في دولة عربية، والذي يتلخص ببيع المشاهدة الى المواطن عبر اشتراك مقابل مبلغ معيّن لتغطية بعض نفقاته .
أما المجلات و المواقع الالكترونية فإنّ أوضاعها أصعب من زميلاتها المؤسسات الاعلامية في القطاع الخاص ، وهي إما في وضع حرج أو في وضع افضل قليلاً من حرج ويمكن ان
تقفل بعض المؤسسات الاعلامية، ولا تصمد في ظل حصار الاقتصاد وكورونا , الذي عماد مواجهته هي المؤسسات الاعلامية، وهي في أساس المواجهة، لعدة أسباب، أبرزها، توعية المواطنين، ومن ثم الترفيه ليبقوا في منازلهم ويبتعدوا عن الاختلاط..
كما أن العديد من وسائل الإعلام المختلفة تقدم نشرات إخبارية عاجلة على مدار اليوم لإطلاع المشاهد على الأخبار ذات الصلة بالفيروس في العالم، اعتمادا على مصادر موثوق بها واستضافة أخصائيين وخبراء امنيين واطباء لتسليط الضوء على الوباء، تحرص منصات التواصل الاجتماعي والمواقع الرقمية بعض الأحيان على نقل أخبار غيرمؤكدة او غير صحيحة تتضمن مغالطات وتضليلا مشوها، من قبيل تضخيم عدد المصابين والوفيات وتقديم معطيات مزعومة بشأن ظروف عزل المرضى في المستشفيات واستفادتهم من الرعاية الطبية. بخلاف الإعلام التقليدي الذي يحرص على تقديم خدمة إعلامية شفافة وموثوق بها, كما أن العديد من نشطاء المواقع الرقمية في المنطقة العربية احيانا يساهمون في تغذية الشعور بالخوف والهلع في صفوف المواطنين وذلك بنشرهم لتدوينات زائفة ومقاطع فيديو قديمة ترصد وقائع غير صحيحة بخصوص الإصابة بهذا الفيروس واحيانا يتيه المتلقون في ذلك الزخم من المعلومات غير السليمة الواردة في المواقع الإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي المختلفة، مما يجعلهم يفضلون اللجوء إلى محطات التلفزة الرسمية والفضائيات التي تحرص على نقل معطيات صحيحة اعتمادا على بيانات الجهات الحكومية والرسمية الصادرة منها,
ومهما يكن من أمر فإن هول الجائحة وانتشارها بشكل سريع، ربما قلب بعض المعلومات التي كانت تمنح السبق الصحفي قيمة متزايدة في سوق الإعلام، لكن هذا السبق لا يمكنه أن يساير وازع المهنية والموضوعية خاصة إذا كان الأمر يتعلق بصحة المتلقي ورغبته في أن ينعم بحياة سليمة في بيئة آمنة وان لا يرى أناس يقتلها ذلك الفيروس المجهول نشاطه حتى الآن وان يكتشف العالم عقار مناسبا ليريح الناس من آثاره السلبيّة ويتفرّغ إعلاميّونا لقضايا اكثر تأثيرا على حياتنا ومعيشتنا ومستقبل ابنائنا وتنمية مجتمعاتنا وتحقيق مزيدا من العدالة والشفافيّة والإستقرار في حياتنا ويكون إعلامنا مرآة صادقة لحياتنا خاصّة في المرحلة القادمة التي سنعيش فيها بحياة فيروسيّة اخرى محقِّقين للتنمية المستدامة في بلادنا .
وكان للإعلام الرسمي وغير الرسمي دورا هامّا مساندا لدور الموسسات الصحيّة الرسميّة والخاصّة من جهة والمؤسسات الأمنيّة والعسكريّة من جهة اخرى وقد مارست تلك الجهات دورها في بلدنا بكل مسؤوليّة وجدِّية لحث المواطنين على التقيُّد بتعليمات الجهات المسؤولة تحت المسؤولية القانونيّة تنفيذا لقوانين الدفاع الصادرة عن طريق الحاكم المدني والقوانين والأوامر التي يُصدرها تحت طائلة المسؤوليّة حيث تفهم المواطنون اهميّة تلك التعليمات والعقوبات التي ستطبق على المخالفين خاصّة فيما يتعلّق بالحاجات الحياتيّة اللازمة لحياة الإنسان بيسر وسهولة .
وقد هيمنت الأخبار المتعلقة بالوباء، خلال فترة المرض بشكل لافت، على غرف الأخبار بمختلف المحطات التلفزيونية والإذاعية العربية، وصار من النادر جدا متابعة أنباء تتناول قضايا سياسية واقتصادية أو حتى ثقافية، وذلك لعدة أسباب أبرزها حرص الوسائل الإعلامية على كسب متابعات مهمة من قبل المواطنين، ورفع نسب المشاهدة والإستماع تدعيما لسوق الإعلانات فيها حتى ان الأخبار المتعلقة بالقضايا القوميّة الرئيسة مثل القضية الفلسطينية والتطورات في القضايا الليبيّة والسوريّة والعراقيّة واللبنانيّة والسودانيّة والجزائريّة وغيرها باتت وكأنها قضايا هامشيّة.
في الوقت الذي يزداد فيه الاهتمام العالمي بالأخبار المتعلقة بفيروس "كورونا"، يشكل التعاطي مع هذه الجائحة اختبارا متزايدا لوسائل الإعلام المختلفة لتبيان مدى حرصها على كسب ثقة الجمهور المتلقي ونقل معلومة صحيحة تنتصر لأخلاقيات مهنة المتاعب, فلم يحظ وباء أو مرض معد بتغطية عبر وسائل الإعلام العالمية ومنها العربية كالتي لقيها فيروس "كورونا"، المعروف باسم "كوفيد 19 " بالنظر الى خطورته وسرعة انتشاره وكذلك لانعدام لقاح فعال لمكافحته في الوقت الراهن علما بان الولايات المتحدة الأمريكيّة وافقت على استخدام مليون ونصف المليون من الجرعات المستخدمة سابقا في معالجة مرض الإيبولا قبل اعوام عدّة بعد تخطيه بعض الفحوصات وتبين انه يخفض فترة العلاج من اسبوعين الى احدى عشر يوما .
وتسعى وسائل الاعلام المحلية الخاصّة الى المحافطة على استمراريتها في ظل الوضع الاقتصادي القائم، وقد كانت بعض هذه المؤسسات على حافة السقوط المالي في ظل الاوضاع الاقتصادية والنقدية المنهارة، لا بل المفلسة بعضها، حتى أن أكثر هذه المؤسسات الاعلامية، أكانت مرئية أو مسموعة أو مطبوعة أو الكترونية، عمدت الى عدم دفع كامل الراتب الشهري نظراً الى انعدام المداخيل الاعلانية التي تعتمد عليها لتغطية بعض او اغلب نفقاتها حسب صعود او ركود سوق الاعلانات , حيث لا يخفى على أحد القرار الذي اتخذته التلفزيونات المحلية في دولة عربية، والذي يتلخص ببيع المشاهدة الى المواطن عبر اشتراك مقابل مبلغ معيّن لتغطية بعض نفقاته .
أما المجلات و المواقع الالكترونية فإنّ أوضاعها أصعب من زميلاتها المؤسسات الاعلامية في القطاع الخاص ، وهي إما في وضع حرج أو في وضع افضل قليلاً من حرج ويمكن ان
تقفل بعض المؤسسات الاعلامية، ولا تصمد في ظل حصار الاقتصاد وكورونا , الذي عماد مواجهته هي المؤسسات الاعلامية، وهي في أساس المواجهة، لعدة أسباب، أبرزها، توعية المواطنين، ومن ثم الترفيه ليبقوا في منازلهم ويبتعدوا عن الاختلاط..
كما أن العديد من وسائل الإعلام المختلفة تقدم نشرات إخبارية عاجلة على مدار اليوم لإطلاع المشاهد على الأخبار ذات الصلة بالفيروس في العالم، اعتمادا على مصادر موثوق بها واستضافة أخصائيين وخبراء امنيين واطباء لتسليط الضوء على الوباء، تحرص منصات التواصل الاجتماعي والمواقع الرقمية بعض الأحيان على نقل أخبار غيرمؤكدة او غير صحيحة تتضمن مغالطات وتضليلا مشوها، من قبيل تضخيم عدد المصابين والوفيات وتقديم معطيات مزعومة بشأن ظروف عزل المرضى في المستشفيات واستفادتهم من الرعاية الطبية. بخلاف الإعلام التقليدي الذي يحرص على تقديم خدمة إعلامية شفافة وموثوق بها, كما أن العديد من نشطاء المواقع الرقمية في المنطقة العربية احيانا يساهمون في تغذية الشعور بالخوف والهلع في صفوف المواطنين وذلك بنشرهم لتدوينات زائفة ومقاطع فيديو قديمة ترصد وقائع غير صحيحة بخصوص الإصابة بهذا الفيروس واحيانا يتيه المتلقون في ذلك الزخم من المعلومات غير السليمة الواردة في المواقع الإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي المختلفة، مما يجعلهم يفضلون اللجوء إلى محطات التلفزة الرسمية والفضائيات التي تحرص على نقل معطيات صحيحة اعتمادا على بيانات الجهات الحكومية والرسمية الصادرة منها,
ومهما يكن من أمر فإن هول الجائحة وانتشارها بشكل سريع، ربما قلب بعض المعلومات التي كانت تمنح السبق الصحفي قيمة متزايدة في سوق الإعلام، لكن هذا السبق لا يمكنه أن يساير وازع المهنية والموضوعية خاصة إذا كان الأمر يتعلق بصحة المتلقي ورغبته في أن ينعم بحياة سليمة في بيئة آمنة وان لا يرى أناس يقتلها ذلك الفيروس المجهول نشاطه حتى الآن وان يكتشف العالم عقار مناسبا ليريح الناس من آثاره السلبيّة ويتفرّغ إعلاميّونا لقضايا اكثر تأثيرا على حياتنا ومعيشتنا ومستقبل ابنائنا وتنمية مجتمعاتنا وتحقيق مزيدا من العدالة والشفافيّة والإستقرار في حياتنا ويكون إعلامنا مرآة صادقة لحياتنا خاصّة في المرحلة القادمة التي سنعيش فيها بحياة فيروسيّة اخرى محقِّقين للتنمية المستدامة في بلادنا .