الأعياد المرّه
احمد محمود سعيد
جو 24 : منذ اكثر من خمسة أعوام وعالمنا العربيُّ وخاصة الشعوب المقهورة فيه تمرُّ في مراحل متزايدة من القهر والحرمان والدمار والجوع واللجوء وبينما تعوّدنا رؤية الدمار والدم والقتل فإننا نغلي بداخلنا خوفا من انّ النيران التي انتشرت في اكثر من بلد عربيِّ وكأنها امتداد للنيران التي اشتعلت في محمد البوعزيزي في ولاية سيدي بوزيد وادّت الى وفاته في مركز الإصابات البالغة في بنعروس في الشهر الأول من عام 2011 نتيجة صفعة من الشرطية فادية حمدي الى إشعال ثورة جماهيرية شعبية اجتاحت تونس وليبيا ومصر في افريقيا وامتدت الى اليمن والعراق وسوريا في اسيا ونشط الحراكيّون في باقي الدول العربيّة كلها تطالب انظمة الحكم بالإصلاح والعدل .
وكالعادة دخلت الدول الكبرى متخفِّية ورائها الصهاينة لإستغلال التغيُّرات التي حصلت على انظمة الحكم وعلى الشعوب نفسها فساعدت حركات الإحتجاج على التخلُّص من قادتها المستبدّين ونصحت الحكام الآخرين على المباشرة بإصلاحات دستوريّة وإداريّة قوبلت باستحسان شعبي مع مطالبة المواطنين حكوماتها بالمزيد من الإصلاحات وخاصّة تلك المتعلِّقة بحياة الناس ومعيشتهم خاصّة في ظل تخبط اسعار النفط وزيادة اسعار المواد وارتفاع كلفة المعيشة .
وقد اطلقت الدول الكبرى على تلك الثورة الشعبيّة لقب الهبّة العربيّة ولكنها لغاية في نفس يعقوب املت على الأنظمة العربيّة ووسائل إعلامها بوعيها ام بغير علمها استخدام مصطلح الربيع العربي وذلك لتعطي صفوة اجمل للثورة الشعبية العفويّة وكان نتيجة التدخل الأجنبي ان ولّدت الخلاف بين العرب انفسهم كما استطاعت ان تولِّد كراهية الحكّام والكثير من الشعوب العربيّة للأحزاب والجماعات الإسلاميّة كما ولّدت الكراهية بين الأطراف السنيّة والأطراف الشيعيّة حكّاما ومواطنين وزرعت اسافين ومتطرفين في كل طرف ودخلت في اعماق خلافات دينيّة نائمة وشجّعت على هجرة العرب المسيحيّين من بلاد الشام الى دول اوروبية وامريكية واستراليّة لتظهر كراهية مزعومة لهم في اوطانهم ونجحت تلك الدول على وضع القضيّة الفلسطينيّة على الرف وتركت الحريّة الكاملة للنظام الصهيوني على العبث بالمقدسات المسيحية والإسلاميّة بهدف تكريس الأمر الواقع لإستخدام ساحات المسجد الأقصى المبارك وإتاحة الفرصة لليهود للصلاة في تلك الساحات وتقسيمها زمانيا ومكانيا كما يريدون .
واصبحت الهبّة العربيّة بيد امريكا وروسيا ومن خلفهما اسرائيل بعد ان استطاعوا تسخير الأيدي العربيّة واسلحتها لتدمير الإمكانات العربيّة ذاتها وتقتيل المواطنين العرب بل واوجدت تنظيمات مسلّحة بإمكانات كبيرة ومكّنتها من السيطرة على اراض في سوريا والعراق ونشرت افرادها وسمومها في دول عربية والعالم اجمع مستخدمة الإسلام كوسيلة تضليل وحاولت بث سموم تكفيرية في عقول الشباب مستغلِّة الوضع الإقتصادي الصعب في تلك الدول وسهولة وسائل التنقل والسفر وكذلك تزايد اعداد العاطلين عن العمل إضافة لزيادة مساحة تحرر المرأة وكذلك لإنتشار وسائل الإتصال الذكيّة وسهولة الحصول عليها يواكب ذلك امران اولهما الإنخفاض الكبير في الإرشاد والتوعية الدينيّة وانحدار اساليب التربية والتعليم رسميا واجتماعيا الذي ترافق مع تزايد التفكك الأسري وزيادة نسبة الطلاق وعزوف الفتيات عن الزواج اي العنوسة والذي تهدف له الدول الكبرى الى خلق جيل من الفتيات العربيّة يعمل كخادمات في البيوت مستقبلا لا سمح الله , والأمر الثاني تركيز التنظيمات المتطرِّفة على تضليل الشباب بإغراءات تداعب غرائزهم فأوجدوا جهاد النكاح في الدنيا والحور العين كجائزة للذين يُقتلون منهم وهكذا اوجدوا سوقا للنخاسة وشوّهوا الإسلام بجرائم يشيب منها الأطفال والإسلام وكل الأديان منهم براء ولكن دفاع الشيوخ والعلماء كان ضعيفا وبحاجة الى ثقافة عالية .
وانتبهت تلك الدول الكبرى وهي تعلم ان تلك التنظيمات الإرهابيّة ستنتهي عندما ينتهي دورها ولذلك كأنها اوعزت لتلك التنظيمات بالعمل على تدمير ما امكن من حضارة العرب والرومان والفرس وآثارهم لكي يعجز التاريخ عن ذكر تلك الفترات لعدم وجود شواهد على الأرض لها .
وحيث ان القضيّة الفلسطينيّة اوشكت على الضياع بشهادة العرب حكاما ومواطنين فبينما بعضهم ملّ من الحديث فيها وبينما مات الكثير من الأوائل الذين كانت جزءا من حياتهم ومنهم من هانت عليه عروبة الأرض فكانت إسرائيل اولى منه بها حسب رأيه ومنهم من هم بعيدون جغرافيا وعاطفيا عن تلك الأرض وشعبها .
وكذلك فبداية هذه الألفيّة اتفقت الدول الكبرى المعتدية تدعمها بعض الزعامات العربيّة على انهاء حضارة بلاد ما بين النهرين والخلاص من الحكم السنّي فيها عن طريق تدمير العراق وإمكاناته .
وبعد ذلك جاء دور تدمير سوريا ارضا وشعبا وإمكاناته العسكرية والإقتصادية وجعلوا إعالة لاجئيه وايوائهم مشكلة يشترك فيها العالم جمع ليزيد من إذلال ذلك الشعب العريق .
وخلال تلك السنوات الخمس قام العرب انفسهم في تدمير ليبيا وما تملك من قوّة نفطيّة وعسكريّة كما تم تدمير شعب اليمن وجباله التي لم تسمح لإستعمار من اختراقها سابقا حتى جعل البنك المركزي اليمني ان يصرف رواتب المتقاتلين من الطرفين لكي يدمّر ما لديه من سلاح بيديه .
اما أم الدنيا مصر العروبة فقد اوجد الحاقدون جماعات تبث الحقد والفرقة بين ابناء الشعب الواحد وايقظ خلايا نائمة في سيناء تعتدي على الجيش لتضعفه وتولِّد الكراهية بين البعض من ابناء الشعب المصري الطيّبين .
فكيف لأبناء الشعب العربي وهو يرى خلال السنوات الخمس بلاده آيلة للسقوط والتقسيم في افريقيا وآسيا وهل لطعم الأعياد حلاوة العيد ام لها طعم مرّْ كالعلقم يتشرّبه ابناء العروبة الذين كانوا يحلمون بوطن عربي كبير فإذا بهم لا يتوقّعون اكثر من دول مفكّكة مفتّتة قائمة على أسس طائفيّة او مناطقيّة او إقليميّة أو قوميّة ليس لها حول ولا قوّة وقد لا يكون لمعظمها صفة العروبة بل تكون مرتبطة بإحدى الدول التي ساعدت على قيامها .
وبالرغم من ان بعض الحكومات والشعوب تحتفل ببعض المناسبات الوطنيّة والدينيّة للتعبير عن افراح خجولة وتذكُّر باوقات سعيدة والتهليل والتكبير تقرُّبا لله علّه يفرج الغمّة عن هذه الأمّة ويُزيل المرارة عن أعيادها فهو على كلِّ شيئ قدير .
ambanr@hotmail.com
وكالعادة دخلت الدول الكبرى متخفِّية ورائها الصهاينة لإستغلال التغيُّرات التي حصلت على انظمة الحكم وعلى الشعوب نفسها فساعدت حركات الإحتجاج على التخلُّص من قادتها المستبدّين ونصحت الحكام الآخرين على المباشرة بإصلاحات دستوريّة وإداريّة قوبلت باستحسان شعبي مع مطالبة المواطنين حكوماتها بالمزيد من الإصلاحات وخاصّة تلك المتعلِّقة بحياة الناس ومعيشتهم خاصّة في ظل تخبط اسعار النفط وزيادة اسعار المواد وارتفاع كلفة المعيشة .
وقد اطلقت الدول الكبرى على تلك الثورة الشعبيّة لقب الهبّة العربيّة ولكنها لغاية في نفس يعقوب املت على الأنظمة العربيّة ووسائل إعلامها بوعيها ام بغير علمها استخدام مصطلح الربيع العربي وذلك لتعطي صفوة اجمل للثورة الشعبية العفويّة وكان نتيجة التدخل الأجنبي ان ولّدت الخلاف بين العرب انفسهم كما استطاعت ان تولِّد كراهية الحكّام والكثير من الشعوب العربيّة للأحزاب والجماعات الإسلاميّة كما ولّدت الكراهية بين الأطراف السنيّة والأطراف الشيعيّة حكّاما ومواطنين وزرعت اسافين ومتطرفين في كل طرف ودخلت في اعماق خلافات دينيّة نائمة وشجّعت على هجرة العرب المسيحيّين من بلاد الشام الى دول اوروبية وامريكية واستراليّة لتظهر كراهية مزعومة لهم في اوطانهم ونجحت تلك الدول على وضع القضيّة الفلسطينيّة على الرف وتركت الحريّة الكاملة للنظام الصهيوني على العبث بالمقدسات المسيحية والإسلاميّة بهدف تكريس الأمر الواقع لإستخدام ساحات المسجد الأقصى المبارك وإتاحة الفرصة لليهود للصلاة في تلك الساحات وتقسيمها زمانيا ومكانيا كما يريدون .
واصبحت الهبّة العربيّة بيد امريكا وروسيا ومن خلفهما اسرائيل بعد ان استطاعوا تسخير الأيدي العربيّة واسلحتها لتدمير الإمكانات العربيّة ذاتها وتقتيل المواطنين العرب بل واوجدت تنظيمات مسلّحة بإمكانات كبيرة ومكّنتها من السيطرة على اراض في سوريا والعراق ونشرت افرادها وسمومها في دول عربية والعالم اجمع مستخدمة الإسلام كوسيلة تضليل وحاولت بث سموم تكفيرية في عقول الشباب مستغلِّة الوضع الإقتصادي الصعب في تلك الدول وسهولة وسائل التنقل والسفر وكذلك تزايد اعداد العاطلين عن العمل إضافة لزيادة مساحة تحرر المرأة وكذلك لإنتشار وسائل الإتصال الذكيّة وسهولة الحصول عليها يواكب ذلك امران اولهما الإنخفاض الكبير في الإرشاد والتوعية الدينيّة وانحدار اساليب التربية والتعليم رسميا واجتماعيا الذي ترافق مع تزايد التفكك الأسري وزيادة نسبة الطلاق وعزوف الفتيات عن الزواج اي العنوسة والذي تهدف له الدول الكبرى الى خلق جيل من الفتيات العربيّة يعمل كخادمات في البيوت مستقبلا لا سمح الله , والأمر الثاني تركيز التنظيمات المتطرِّفة على تضليل الشباب بإغراءات تداعب غرائزهم فأوجدوا جهاد النكاح في الدنيا والحور العين كجائزة للذين يُقتلون منهم وهكذا اوجدوا سوقا للنخاسة وشوّهوا الإسلام بجرائم يشيب منها الأطفال والإسلام وكل الأديان منهم براء ولكن دفاع الشيوخ والعلماء كان ضعيفا وبحاجة الى ثقافة عالية .
وانتبهت تلك الدول الكبرى وهي تعلم ان تلك التنظيمات الإرهابيّة ستنتهي عندما ينتهي دورها ولذلك كأنها اوعزت لتلك التنظيمات بالعمل على تدمير ما امكن من حضارة العرب والرومان والفرس وآثارهم لكي يعجز التاريخ عن ذكر تلك الفترات لعدم وجود شواهد على الأرض لها .
وحيث ان القضيّة الفلسطينيّة اوشكت على الضياع بشهادة العرب حكاما ومواطنين فبينما بعضهم ملّ من الحديث فيها وبينما مات الكثير من الأوائل الذين كانت جزءا من حياتهم ومنهم من هانت عليه عروبة الأرض فكانت إسرائيل اولى منه بها حسب رأيه ومنهم من هم بعيدون جغرافيا وعاطفيا عن تلك الأرض وشعبها .
وكذلك فبداية هذه الألفيّة اتفقت الدول الكبرى المعتدية تدعمها بعض الزعامات العربيّة على انهاء حضارة بلاد ما بين النهرين والخلاص من الحكم السنّي فيها عن طريق تدمير العراق وإمكاناته .
وبعد ذلك جاء دور تدمير سوريا ارضا وشعبا وإمكاناته العسكرية والإقتصادية وجعلوا إعالة لاجئيه وايوائهم مشكلة يشترك فيها العالم جمع ليزيد من إذلال ذلك الشعب العريق .
وخلال تلك السنوات الخمس قام العرب انفسهم في تدمير ليبيا وما تملك من قوّة نفطيّة وعسكريّة كما تم تدمير شعب اليمن وجباله التي لم تسمح لإستعمار من اختراقها سابقا حتى جعل البنك المركزي اليمني ان يصرف رواتب المتقاتلين من الطرفين لكي يدمّر ما لديه من سلاح بيديه .
اما أم الدنيا مصر العروبة فقد اوجد الحاقدون جماعات تبث الحقد والفرقة بين ابناء الشعب الواحد وايقظ خلايا نائمة في سيناء تعتدي على الجيش لتضعفه وتولِّد الكراهية بين البعض من ابناء الشعب المصري الطيّبين .
فكيف لأبناء الشعب العربي وهو يرى خلال السنوات الخمس بلاده آيلة للسقوط والتقسيم في افريقيا وآسيا وهل لطعم الأعياد حلاوة العيد ام لها طعم مرّْ كالعلقم يتشرّبه ابناء العروبة الذين كانوا يحلمون بوطن عربي كبير فإذا بهم لا يتوقّعون اكثر من دول مفكّكة مفتّتة قائمة على أسس طائفيّة او مناطقيّة او إقليميّة أو قوميّة ليس لها حول ولا قوّة وقد لا يكون لمعظمها صفة العروبة بل تكون مرتبطة بإحدى الدول التي ساعدت على قيامها .
وبالرغم من ان بعض الحكومات والشعوب تحتفل ببعض المناسبات الوطنيّة والدينيّة للتعبير عن افراح خجولة وتذكُّر باوقات سعيدة والتهليل والتكبير تقرُّبا لله علّه يفرج الغمّة عن هذه الأمّة ويُزيل المرارة عن أعيادها فهو على كلِّ شيئ قدير .
ambanr@hotmail.com