jo24_banner
jo24_banner

يا "حيف " علينا ...!!!!

حمزة المحيسن
جو 24 :

قدرنا في الأردن أن نكون الدولة الأفقر من بين الدول العربية بالموارد الطبيعية فلا نفط ولا غاز ولا حتى ماءا ، وإذا تعمقنا أكثر في تضاريسه ، فجل مساحة الأردن هي صحراء مترامية الأطراف في شرقه وغربه وجنوبه ، ومع ذلك كله كانت عبقرية الإدارة والإرادة في أن يكون الأردني مميزا في علمه وحرفيته إلى حد الإبداع من بين أقرانه العرب فبات مطلوبا ومرغوبا للدول العربية الغنية ليساهم في وضع بصماته في إقتصادها ، متسلحا بعلمه وحسن خلقه ، فالأردني وعلى النقيض من قسوة الجغرافيا التي عاش فيها هو طيب المعشر والمحضر ذو وفاء أشم وإخلاص ونزاهة جعلت العرب جميعا يحبوه ويصفوه بأجمل الصفات على قلبه ليكون " النشمي " وصفا فريدا تفرد فيه من بين كل العرب .

وإذا تركنا الجغرافيا جانبا وتعمقنا بالتاريخ ، ستجد ان سجل الأردني ناصع البياض ، فالأردن ومنذ التأسيس كان قبلة لكل الأحرار العرب من بلاد الشام وما حولها ، فهؤلاء لم يحضنهم الأردن والأردنيين في قلوبهم كلاجئين بل أعتبرهم بحكم الأخوة والطيبة التي كست قلوب الأردنيين أشقاء لهم ومواطنين تم إذماجهم في مختلف المواقع الإدارية والسياسية بالدولة الأردنية وليس هذا فحسب فالأردني وإن كان الأفقر في موارده إلا انه لم يوصد أبوابه في وجوه أشقائه العرب والمسلمين حينما نزحوا إليه بفعل الإحتلال فشاركهم بأرضه وزاده لم يكن المبتغى في ذلك موقف يسجله او مغنم يكسبه بل كان المبعث من ذلك كله رضا ربه ثم إخلاصه لدينه وعروبته ، فبالنسبة للأردنيين من ( الحيف ) ان تتخلى عن عربنا وامتنا وهم في ضيقة من امرهم ، انها الاخلاق التي زينت هامات الأردنيين وجعلت قاماتهم مرفوعة في كل مكان مروا عليه وبكل زمان عاشوا فيه .

منذ أيام ألمت بي قشعريرة هزت وجداني ومست كياني الذي حفظ وسجل ذلك التاريخ من اخلاق الأردنيين السامي وذلك حينما طالعت وقرات أن طلبة وافدين عرب تعرضوا للضرب والإعتداء من قبل طلبة أردنيين زملاء لهم في الجامعة التي حملت أسم أشرف وأقدس معركة في سجل الإسلام والمسلمين " مؤتة " ، إنه أمر جلل ان تصل فينا الأخلاق وتردى إلى هذا المستوى الغير محمود خلقا وسلوكا ، ويستدعي من كل المعنيين في التربية والتوجيه ومن كافة الجهات المعنية أن يهرعوا لبعث واحياء دروس التاريخ من جديد في عقول النشأ ، فما حصل هو مس للهوية الأردنية التي سمي جيشها بالجيش العربي واطلق على برلمانها بمجلس الأمة ، بالنسبة لي فانا وكل الأردنيين نقدم إعتذارنا لأولئك الأشقاء العرب ، واقول لهم " سامحونا " أما أولئك الأخوة المعتدين من أبناء وطني فأسال الله الهداية لنا ولهم ولغيرهم من زملاءهم لنرقى في سلوكنا بمستوى اخلاق الأجداد والذين لو كتب لهم التاريخ الحضور في أيامنا هذه وطالعوا مثل هذا الحدث ...فانا أجزم بانهم سيصرخون في وجوهنا قائلين " يا حيف علينا " .

hamaqaba@gmail.com

تابعو الأردن 24 على google news