2025-01-13 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

حُلْم البقاء

احمد محمود سعيد
جو 24 : عاشت الشعوب العربية اعواما طويلة ناهزت المائة عام قبل الإستقلال وبعده وهي تحلم بمصطلحات خياليّة كدنا ان نشعر بدنوِّ تحقيقها الى ان استفقنا من الحلم قبل اربعة اعوام تقريبا ووجدنا ان تلك المصطلحات مثل الوحدة العربيّة والإكتفاء الذاتي والتكامل الإقتصادي والمشروع القومي العربي النهضوي والدفاع العربي المشترك والمقاطعة العربية للمنتجات الإسرائيليّة والشركات التي تتعامل مع اسرائيل وغير ذلك من شعارات زائفة كانت عبارة عن أضغاث احلام تعيش معنا في المنام وفي النهار .
وقد كنّا نحلم بصورة زاهية للقومية العربيّة وغنّينا لتلك الصورة وطلبنا من الزمان أن يصوِّرنا لنعيش على ذكرى تلك الصورة في المستقبل الذي اصبح حاضرا بكل ما فيه من ذلِّ وهوان في جميع اقطار العرب المصطنعة , وبعد ان قرعنا الطبول للأحزاب الشيوعيّة واليساريّة والقوميّة والبعثيّة والدينيّة من إخوان وتحرير وسلفيّة وغيرها من فصائل وتنظيمات والعديد من تلك الأحزاب كانت خارجيّة التغذية مالا وفكرا واهدافا وكثير من الشباب إنساقوا خلف تلك الأفكار والأحزاب والجماعات بفعل الإندفاع العاطفي والإحساس القومي والوطني على الأغلب دون تفكير واقعي أو تمحيص ووعي فخسرنا الكثير من الشباب دون تحقيق اي هدف وطني محسوس .
وحتّى الرموز الجهاديّة العربيّة امثال عمر المختار في ليبيا وابو رقيبة في تونس وابن بيلا في الجزائر ومحمد امين الحسيني في فلسطين وجمال عبد الناصر في مصر وغيرهم لم يشاركوا شعوبهم في صناعة القرار في بلدانهم فكانت تضحياتهم منقوصة ولها طابع الفرديّة وهكذا هللت الشعوب العربيّة لجميع ما سمِّي ثورة او إنقلابا أو تصحيحا أو تغييرا او ما شابه ذلك بحكم أنّنا لم نكن نعلم ماذا نريد وما هي أولويّاتنا وما هو الأفضل لنا وعشنا سنين طويلة على امتداد الجغرافيا العربيّة نستمتع بثلاثة اصوات ونتمسمر عند سماعها وهي صوت عبد الناصرفي الخطاب القومي والمناسبات الوطنيّة وصوت ام كلثوم في بداية كل شهر وفي شم النسيم وصوت عبد الباسط في شهر رمضان المبارك والمناسبات الدينيّة .
ومنذ بدايات عام 2011 ومع اوّل شرارة مسّت جسد البسبوسة محمد البوعزيزي في سيدي ابو زيد في تونس وقضت عليه شعرنا بالخزي والعار وانطلق الشباب العربي في القارتين آسيا وإفريقيا يهتفون للتغيير وسقوط الأنظمة المستبدّة واخذنا نهتف ان الشعب يريد إسقاط النظام دون تحديد اي نظام نريد وسارع الغرب لتوجيه الدفّة كما يحلوا لهم وحسب مصالحهم وغاياتهم الشرّيرة وبتنا نرجوا الله فقط البقاء أحياء بعد ان استغول عناصر الشد العكسي بتوجيهات ودعم من قوى خارجيّة بإذكاء الفتن ما ظهر منها وما بطن وكل بلد عربيِّ حسب الخصوصيّة التي يتصف بها شعبه فلم يسلم الشيعة والسنّة والأكراد والتركمان والدروز واليزيديون والأرمن والمارونيون والعلويّون والنصيرينيون والأقباط وغيرهم إضافة لدس السم في النفوس المريضة وبث الفتن ومحاولة التفرقة بين الفلسطيني والسوري والأردني والمصري والليبي وغيرهم وهكذا اصبح إزهاق الأرواح بأيدينا بالآلاف والتشريد والدمار واللجوء بلاسقوف او نهايات واصبح دعائنا اننا لا نسأل الله رد القضاء ولكن نسأله اللطف فيه وفقط نتمنّى بعد ان نرثي حالنا ............البقاء
وقد تكون بعض الدول نجحت حتّى الآن في النأي بالنفس عن النيران المشتعلة في دول الجوار ولكن الغرب ما زال يعمل على تدمير إمكانات العرب بعد ان انهى ودمّر أحلامهم والغى البسمة عن شفاه أطفالهم ورسم الحزن في قلوب شعوبهم وحمّل الهمَّ والعجز لحكوماتهم .
والفاسدون ومؤامرت الأعداء زائلة بإذن الله والبقاء لله .
اللهم احفظ بلدنا ارضا وشعبا وقيادة وأدم عليه نعمة البقاء عزيزا سيِّدا إنك على كل شيئ قدير .
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير