منطقة عازلة جنوب سوريا
فايز الفايز
جو 24 : تسربت قبل ايام معلومات نشرتها الصحافة العبرية نقلا عن مصادرها أن الأردن يرغب بفرض منطقة عازلة في جنوب سوريا ضمن ما يقارب ٣٠ كيلومترا في العمق السوري، معلومات لم يؤكدها أحد، ولَم ينفها أحد، ولكنها ليست وليدة اللحظة بل هي خيار تحدثنا به قبل ثلاث سنوات مع المسؤولين الأردنيين، لقد كانت فكرة وضع الجزء الحدودي من الأراضي السورية المتاخمة للحدود الأردنية هي أثمن فكرة من الممكن أن يحصل عليها الأردن قبل التورط بمئات آلاف اللاجئين والتهديدات التي تتربص بحدودنا اليوم، وتمنع المتسللين والإرهابيين، والأهم أننا نستطيع التحكم والسيطرة على حدود طويلة تركها الجيش السوري فارغة، ما يمكننا من وضع شروطنا في حال انهيار الدولة السورية وجيشها في أي لحظة، ثم كان سيوفر علينا عناء التورط مع الفوضى والمليشيات والتنظيمات التي قامت وتقوم بابتلاع الأراضي الخاضعة للنظام خلال أربع سنوات.
لم يوافق المسؤولون الأردنيون على هذه الفكرة ولا على أي تقسيم للأراضي السورية، وأعتقد أنهم لا يزالون حتى قبل شهرين مضيا يصرون على عدم دخول أي قدم عسكرية أردنية الى الاراضي السورية، وهم كذلك يؤكدون على وحدة سوريا جغرافيا وديموغرافيا، ومع هذا لم تشفع كل تلك النوايا الحسنة للأردن عند رجالات النظام السوري أو ما تبقى منهم، الذين ينتفضون كمن لسعتهم شحنة كهرباء كلما تسربت لديهم إشاعة عن أن الأردن بصدد عمل ما، فيما هم يَرَون وبكل تأكيد مَن هو الذي يفتح حدوده ومن يدعم بالمال والسلاح المقاتلين على الأرض السورية،، ولكن إلى متى تبقى فكرة إقامة تلك المنطقة خارج حسابات الاْردن في ظل الانهيار الحاصل في سوريا، وتساقط أراضيها في أيدي المعارضة والتنظيمات الدخيلة على سوريا ؟
قبل أيام صرّح رئيس وزراء تركيا داوود اوغلو أن تركيا تسعى فعلياً لإقامة منطقة حظر في شمال سوريا، لا تخضع لسيطرة داعش ولا لأي قوة من الجيش السوري أو المليشيات المقاتلة معه لتكون منطقة آمنة للمدنيين، وأعتقد إن أحد الأهداف التي ترمي لها تركيا هي حصر اللاجئين والفارين من السوريين في حدود تلك المنطقة ومنع قيام أي بنية لدويلات مسلحة على حدودها، فيما الدول العربية المعنية بإسقاط النظام السوري قطعت شوطا طويلا في سعيها السياسي ووصلت الى رسم خارطة سورية جديدة لمرحلة ما بعد الأسد.
ما جرى من مباحثات في موسكو والدوحة خلال الفترة الماضية والتي فتح آفاقها سمو الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع واستكملها وزير الخارجية عادل الجبير وأعلنها صراحة بأن الهدف الأول والأخير هو رحيل نظام الأسد، يتماهى ايضا مع توجهات السياسة القطرية تجاه سوريا، فيما تصر موسكو على بقاء النظام حتى لو رحل الأسد كي لا ينهار كل شيء، وهذه وجهة نظر صحيحة، ولكن من الرابح ومن الخاسر اذا تطورت الأمور وتسارعت نحو رحيل أو انهيار النظام أو قبوله بتقسيم لا يملك من أمره شيئا.
السؤال المهم: أين الأردن من طاولة المفاوضات والمقايضات والترتيبات والمستقبليات التي ستضع أسساً وإحداثيات جديدة للمنطقة وتعيد رسم خارطة سوريا الجديدة جغرافيا وسياسيا، وهل يكفي أن نبقى مستمعين بينما يضعنا الأشقاء في صورة التطورات والاجتماعات التي لم ندُعّ لها مباشرة، فيما تدخلت كل الأطراف العربية والدولية التي لا حدود لها مع سوريا ولا تتحمل تبعات الحرب والدمار الاقتصادي واللجوء البشري، ولا الهجرة المعاكسة للجماعات الإرهابية والمجاهدة والمقاتلة والمتسللة عندما تحط الحرب أوزارها.
الأردن له سيادة خارجية كماهي السيادة الداخلية، خصوصا عندما يكون الحد الخارجي مصدر خطر محدق، ولهذا على الأردن أن لا ينتظر حتى تنتشر الضباع في الوادي لنطاردها، فما نحن فاعلون؟!
Royal430@hotmail.com
الرأي.
لم يوافق المسؤولون الأردنيون على هذه الفكرة ولا على أي تقسيم للأراضي السورية، وأعتقد أنهم لا يزالون حتى قبل شهرين مضيا يصرون على عدم دخول أي قدم عسكرية أردنية الى الاراضي السورية، وهم كذلك يؤكدون على وحدة سوريا جغرافيا وديموغرافيا، ومع هذا لم تشفع كل تلك النوايا الحسنة للأردن عند رجالات النظام السوري أو ما تبقى منهم، الذين ينتفضون كمن لسعتهم شحنة كهرباء كلما تسربت لديهم إشاعة عن أن الأردن بصدد عمل ما، فيما هم يَرَون وبكل تأكيد مَن هو الذي يفتح حدوده ومن يدعم بالمال والسلاح المقاتلين على الأرض السورية،، ولكن إلى متى تبقى فكرة إقامة تلك المنطقة خارج حسابات الاْردن في ظل الانهيار الحاصل في سوريا، وتساقط أراضيها في أيدي المعارضة والتنظيمات الدخيلة على سوريا ؟
قبل أيام صرّح رئيس وزراء تركيا داوود اوغلو أن تركيا تسعى فعلياً لإقامة منطقة حظر في شمال سوريا، لا تخضع لسيطرة داعش ولا لأي قوة من الجيش السوري أو المليشيات المقاتلة معه لتكون منطقة آمنة للمدنيين، وأعتقد إن أحد الأهداف التي ترمي لها تركيا هي حصر اللاجئين والفارين من السوريين في حدود تلك المنطقة ومنع قيام أي بنية لدويلات مسلحة على حدودها، فيما الدول العربية المعنية بإسقاط النظام السوري قطعت شوطا طويلا في سعيها السياسي ووصلت الى رسم خارطة سورية جديدة لمرحلة ما بعد الأسد.
ما جرى من مباحثات في موسكو والدوحة خلال الفترة الماضية والتي فتح آفاقها سمو الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع واستكملها وزير الخارجية عادل الجبير وأعلنها صراحة بأن الهدف الأول والأخير هو رحيل نظام الأسد، يتماهى ايضا مع توجهات السياسة القطرية تجاه سوريا، فيما تصر موسكو على بقاء النظام حتى لو رحل الأسد كي لا ينهار كل شيء، وهذه وجهة نظر صحيحة، ولكن من الرابح ومن الخاسر اذا تطورت الأمور وتسارعت نحو رحيل أو انهيار النظام أو قبوله بتقسيم لا يملك من أمره شيئا.
السؤال المهم: أين الأردن من طاولة المفاوضات والمقايضات والترتيبات والمستقبليات التي ستضع أسساً وإحداثيات جديدة للمنطقة وتعيد رسم خارطة سوريا الجديدة جغرافيا وسياسيا، وهل يكفي أن نبقى مستمعين بينما يضعنا الأشقاء في صورة التطورات والاجتماعات التي لم ندُعّ لها مباشرة، فيما تدخلت كل الأطراف العربية والدولية التي لا حدود لها مع سوريا ولا تتحمل تبعات الحرب والدمار الاقتصادي واللجوء البشري، ولا الهجرة المعاكسة للجماعات الإرهابية والمجاهدة والمقاتلة والمتسللة عندما تحط الحرب أوزارها.
الأردن له سيادة خارجية كماهي السيادة الداخلية، خصوصا عندما يكون الحد الخارجي مصدر خطر محدق، ولهذا على الأردن أن لا ينتظر حتى تنتشر الضباع في الوادي لنطاردها، فما نحن فاعلون؟!
Royal430@hotmail.com
الرأي.