jo24_banner
jo24_banner

الأردن أخيرا، "لا مع سيدي بخير ولا مع ستيّ بسلامّه"

فايز الفايز
جو 24 :


كان على الأردن أن يكون في طليعة الدول التي تتحكم بمصيرها بناءً على مصالحه العليا، مرتكزا على تاريخ طويل في العراك السياسي والتنمية العسكرية وإدارة الموارد الشحيحة واستقطاب ملايين اللاجئين والتمدد خارج حدوده الطبيعية غرب النهر قبل الإنحسار الى الشرق وتداول أكبر عدد من الحكومات في ظل أربعة ملوك فقط، قاد ثلاثة منهم أربعة أجيال من الشعب، وأداروا دفة أشرعة السياسة الخارجية أكثر مما أدارها أي زعيم عربي، ومع ذلك كأننا نعود الى مربع تأسيس الدولة وبذات الظروف السياسية التي نشأت فيها ما بين ضيق الأفق الخارجي والأزمة الداخلية والتكالب الدولي عليها.

لم تترك القيادة الأردنية دولة في العالم إلا وحاولت تشبيك علاقاتها معها، ومرت السنوات الطويلة ونحن نعيش التجربة تلو الأخرى في ماراثون البحث عن إستقرار العلاقات مع الأشقاء ودول العالم،ولكننا إنتهينا الى مقاعد المتفرجين على بطولات العالم السياسية، جميع المنتخبات الدولية تسجل أهدافها بدقة إلا نحن حتى ركلات الترجيح فشلنا في تسديدها،ولم نستطع حتى إكتشاف أين الخطأ،أهو فينا أم في هذا العالم الذي غرق في بحر مصالحه العليا،وكأننا إحدى دول أفريقيا العاجزة عن التحكم في مصيرها السياسي داخليا وخارجيا،رغم إدعائنا كدولة متقدمة ونمتلك القدرة على الصمود بوجه التحديات.

قبل أيام اجتمع زعماء دول كبرى من بين خمس وأربعين دولة في إسرائيل للمشاركة بمنتدى ذكرى المحرقة "الهولوكوست"، وألقى الجميع كلماتهم التي تهدد وتتوعد بأي ريح قد تحمل همسات تمس باليهود وتشيد بدولة إسرائيل اليهودية وتعتبر معادة السامية خطرا فتّاكا على هذا الكوكب، وإذ كان أدولف هتلر ومعاونيه قد تم تلبيسهم قضية الإبادة الجماعية لليهود والتي إعترض عليها كثير من المؤرخين والعلماء الأوروبيين والأمريكيين وأسموها بالكذبة الكبرى تمهيدا لإقامة دولة إسرائيل، فإن العدد المتأخر من زعماء العالم الأبيض قد تغاضوا عن جرائم السلطات الصهيونية، ودعموا فكرة يهودية الدولة دون أي إشارة الى الفلسطينيين ضحايا الهولوكوست الإسرائيلي.

قبل ذلك بأسبوعين كان الملك عبدالله الثاني متحدثا على منصة البرلمان الأوروبي وأعاد التأكيد على مواقف الأردن مجددا من مختلف قضايا المنطقة العربية، محذرا من خطورة الدعم الدولي لخطة الدولة اليهودية الواحدة وجعل إسرائيل هي القيادة، كما هي بالطبع، وضم المستوطنات على ما تبقى من أراض فلسطينية، وضم غور الأردن في الضفة الغربية له، وتحدث عن المشكلة في ليبيا وسوريا والعراق وعجز الدول العربية عن توفير الوظائف للمواطنين وتفشي الكراهية، ومع هذا جاء قادة العالم ليمنحوا تل أبيب تأكيداتهم على أن إسرائيل الصهيونية لا تزال في قلب وعين الدول العظمى، وتبا للعرب.

من هنا وفي نهاية استنتاجتنا وواقعنا الوطني الأردني المتأزم والمتعاكس مع العالم العربي والأجنبي، نرى أن هناك خطأ جسيما في مسيرتنا، فلا كسبنا أشقائنا ولا سلمنا من حلفائنا، فلا مع سيدي بخير ولا مع ستي بسلامة، فهل هناك تشخيص من أي مسؤول بيننا ؟


‏Royal430@hotmail.com
 
تابعو الأردن 24 على google news