jo24_banner
jo24_banner

هل ستعلن الدولة الطلاق بالثلاثة؟

فايز الفايز
جو 24 :

أنقل هنا وبتصرف، فحوى اجتماع الملك الحسين عقب معركة الكرامة مع ضباط خلية الأزمة في المخابرات والجيش ليسمع منهم أين نجحنا وأين أخفقنا، وضم ضباطاً على رأسهم محمد رسول الكيلاني ومضر بدران وبينهم نصوح المجالي وعدنان أبو عودة المتخصص بالشؤون الاسرائيلية، فأشاد الجميع بإنجاز قواتنا، سوى ابوعودة الذي لزم الصمت، فسأله الملك عما يدور في خلده، فقال يا سيدي انتصارنا لم يعرف به غيرنا، فالصحافة العربية تتحدث عن هزيمة إسرائيل وتنسبها لأفراد فقط، فرد الملك ما الذي تعنيه؟ فأجاب أبو عودة يجب أن يسمع العالم منا عبر صحافتنا الوطنية غير الموجودة، وليس من صحف بيروت والقاهرة ودمشق.

اليوم وبعد خمسين عاماً على عمر صحيفة الدولة التي قرر وصفي التل أن يصنعها كمنصة إعلام وطني محترف تواجه هرطقات الإعلام العربي الذي ينقل ما هو غير موجود إلى الوجود ويلوث الحقيقة ولتدافع عن الحقيقة الأردنية، يبدو أن المشهد أصبح أشبه بالرجل العجوز الذي قرر أن يطلّق حبيبة عمره وأم أولاده وجدة أحفاده وشيخة القبيلة ليتزوج بصبية من جيل أحفاده لأنها تلبس تنورة قصيرة وتضع مكياجا جذابا وتتمايل طيات جسدها مع ريح غربية دون أن يتأكد من أين جاءت تلك «الغندورة» أمن بيت عريق أم من بيت على قارعة الطريق، ونسي كل ما قدمته العجوز الكريمة عبر تاريخ مضطرب.

يظن البعض من أرباب الحكومة الجدد أن القضية تتعلق بميزانية الصحف اليومية ومنها الرأي عميدة الصحافة الأردنية، ويظنون، والظن هذه الأيام بات في حكم المؤكد، أنها قضية ترتبط برواتب الموظفين فقط، وأن المرحلة لم تعد مرحلة تشغيل لصحيفة تجني أموالها من جهد موظفيها، بل هناك ما هو أهم برأيهم وأن هناك بدائل لكل شيء يمكن استغلاله لتقديم الرسالة وامتطاء سرج جديد، بل أن القضية هي قضية وجود وقضية حفاظ على إرث وتاريخ وسلطة دولة تقرع اليوم باب القرن الثاني من عمرها، ذلك التاريخ الذي أتحدى اغلبية مقاعد الطاولة المستديرة أن يعرفوا عنه شيئا وعن تضحيات الأردنيين في سبيل كرامة ووجود هذا البلد.

المؤامرة لم تكن جديدة، بل مستمرة منذ سنوات، ولكن لم يجرؤ أحد على الإفصاح عما توسوس له نفسه الأمارّة بالسوء لأنهم يعرفون أنهم يرتكبون جناية لم يرتكبها أحد قبلهم بهذا الحقد، ولكن لسوء حظهم فإن أي بديل عن صحيفة بحجم الرأي أو شقيقاتها ستكون إعلاما مسخاً، ليس لديه أي عمق في الطرح ولا معرفة في قواعد الوطنية الحقيقية ولا التقاطا لرسالة النظام والقيادة، فهل يقنعنا أحد بأن شاباً بعمر الورد يمكنه مواجهة قضايا عالمية أو إقليمية أو يجترح حلولاً لمأزق الدولة إذا ما وقع الكرّب وصاح صائح الغارّة، حينما يعطى شاشة أو صفحة على تويتر؟

هناك هيئات مستقلة يخصص لها مليارا دينار دون أن نعلم ما الذي تنجزه، ومجالس إدارات لأشخاص مكررين برتبة وزراء، ومخصصات نثرية تعادل رواتب موظفي ثلاث صحف مجتمعة لا زالوا يرّبون أطفالهم ويعيلون أسرّهم بشق الأنفس، ولا أحد يعترض عليها، بل هناك من يدافع عن توظيف المؤسسات لصالح مصالحهم، ولكن اليوم حينما نرى أن وجودنا مهدد لأن شخصاً ما يرغب بإغلاق باب الصحف بتبريرات عقيمة جاهلة، فلنا ان نقدم لهم أمثلة من أميركا التي يحبون فلا زالت الصحف الورقية تعمل يوميا وتشكل رأياً آخر يهديّهم، ومثلها في أوروبا والعالم العربي.

ولنضرب بالأحزاب مثلا وهي التي يخصص لها خمسون الف دينار سنويا دون أن تقدم رأياً واحدا يشرح موقف الدولة، فإن أرادت حكومة الدولة الطلاق فسنسامحهم بـ «المؤخر» ولكن لن نسامحهم بهذا بدمّ هذا الوطن الذي سندافع عنه وندفع له من دمائنا.

Royal430@hotmail.com

 
الراي

 

 
تابعو الأردن 24 على google news