تصريحات رئيس هيئة الأركان المشتركة
منذ بداية شهر كانون أول الماضي ونحن نسمع ونقرأ رسائل معنوية لرئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق يوسف الحنيطي، وهذا بالطبع يندرج تحت مناسبة اللقاءات التي دأبت عليها قيادة الجيش مع المتقاعدين العسكريين مؤخراً، ولكن البارز في تلك التصريحات المقتضبة أنها مباشرة ومحددة وتضع دائرة حمراء حول الأمن الوطني والتراب الأردني، فهل لذلك أي مناسبة؟
في اليومين المنصرمين سمعنا بعضاً من التحليلات التي تربط التصريحات العسكرية بما حدث في العراق من استهداف أميركي لقائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني الذي قاد معارك ضارية ضد المعارضين للنظام في سوريا، وإدارة العمليات والتنسيق بين المليشيات والجماعات الشيعية التي انخرطت في القتال إلى جانب القوة الإيرانية، وزاد على ذلك الأخبار عن مساعدة الأردن بفتح وحماية الطريق الدولي مع العراق واستقبال الدبلوماسيين والعائلات الأميركية المغادرة من بغداد وإربيل، وهذا وإن كان فيه من الإثارة ما يكفي،فهو إجراء متبع بين الحلفاء العسكريين، عدا عن الواجب الإنساني حسب صيغ الاتفاقات الدولية كما يبدو.
قد لا يفهم البعض كيفية الاستراتيجية المعنوية للجيش تحديداً، وقد اقتربت مباشرة في فترة حرجة مع القوات المسلحة لتغطية عمليات قوات التحالف وقوات حرس الحدود ودعم الخطاب المعنوي في ظل الصراع الدائر بسوريا وغرب شمال العراق، ورغم المكتومية والسرّية في العمل العسكري إلا أن الحرفية في العمل الوقائي للجيش الأردني وأجهزته الاستخبارية يبهرك بإمكاناته العالية والتي ظهرت على أرض الواقع من خلال دحر جماعات إرهابية عدة وإبعادها عن مرمى الحدود الأردنية خلال سنوات الصراع السوري، بل إن العمليات النوعية درأت خطراً كبيراً على الوطن، فضلاً عن العمليات الإنسانية للاجئين والنازحين داخل الأراضي السورية، ومع هذا لم يفاخر أحد بهذا الجهد، ولم يسرب أقاويل ليس لها سند أو مصداقية.
القوات المسلحة الأردنية وأجهزة الإستخبارات لعبت دوراً، خلال السنوات السبع الأولى من الحرب الدولية بسوريا، تمكنت خلالها من تحييد كل الأطراف التي تشكل خطراً على حدودنا، وعندما كانت جماعات قاسم سليماني المسيطرة على وسط وجنوب سوريا تحاول فرض وجودها جنوب ريف دمشق واقتربت كثيراً من درعا والسويداء، تمكن الأردن من إبعادها إلى ما يقارب تدمر، بل إن الشرط الأساس الذي وضعته المرجعيات العليا هو نقل كل المليشيات التابعة لإيران إلى شمال دمشق بثمانين كيلومتراً على الأقل، وهذا ما حصل، فضلاً عن تدعيم جبهة العشائر السورية عبر الحدود لمواجهة أي خطر عليهم وعلينا.
اليوم لم يعد هناك الكثير من الأسرار، فالمعلومات تتدفق في ظل فضاء بات يعج بالأكاذيب وقليل من المصداقية، ولكن الأصل أن تبقى المعلومة من مصادرها الأصلية فورية وجاهزة وصادقة، فنحن لسنا طرفاً في أي صراع بالدول المجاورة، وجيشنا سيكون كما عهدناه مقاتلاً لحساب الوطن والدولة الأردنية فقط، وليس لنا أي مصلحة سوى حماية وطننا كما ذكر رئيس هيئة الأركان..؟!
Royal430@hotmail.com