وساوس و أوطان...
جلس على الأريكة الوثيرة من الجلد الداكن، ونفث من سيجارة الكوبي سحابةً من الدخان وابتسامة النصر الخفيفة على محياه، ولكن فاجأته غصة نغّصت عليه شعوره العارم بالرضي عن النفس ...
قال كم كنت عديم الخبرة .!! أفنيت سِني شبابي بمشاريع تافهة ولم أندّل على "المنجم" المناسب إلا بعد أن اشتعل الرأس شيبا ، ماذا افعل ألان بالمليار أو الاثنين من الدولارات وقد قاربت على السبعين الم يكن حرياً بي أن احصل عليها منذ زمن بعيد ؟ وقد كانت في متناول اليد فهي ليست إلا تراب ملقى منذ ألاف السنين ..!! لماذا لم أتنبه لذلك حين كنت شابا جذلا عندها لن احتار ماذا افعل بها ..أحيانا يراودني شعور أنها ما زالت تراب كما كانت في باطن الأرض أول مرة إلا أنها عبارة عن مجرد ورق هذه المرة ... هل هي المنفعة الحدّية .؟ تباً للاقتصاديين ... ثم تنبه لأفكاره السلبية وقال مخاطبا نفسه مرة أخرى ... دع عنك الوساوس فهي ليست أكثر من الجعجعة التي سبق وسمعتها قبل أن تغادر مطار عمان فهي لا تقدم ولا تؤخر ..كلهم يريد حصة ومن عجزهم يتمسحون بالشرف والأمانة ....لا لن القي لهم بالا فأصواتهم العالية كعواء الذئاب في جوف الليل .. بعيدة وعلى رؤوس الجبال ، أما بقية المساكين من غالبية الناس فهي ليست إلا مشاعر الغيرة والحسد سرعان ما تزول مع الأيام.
عاد وأفتر ثغره عن ابتسامة أخرى واسترسل ... لا بل هذا مالٌ حلالٌ زلال ، ولو أردت أن احصل على فتوى شرعية فالأمر هيّن، ولكن هذا الأمر لم يؤرقني أبدا .. كل ما يعنيني الآن، هو العودة إلى الوطن إذ لا معنى للنجاح خارج الأوطان...ترى، ما هي أخبار البلد ؟ وما هو سعر طن الفوسفات اليوم؟
