2024-07-03 - الأربعاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

"حقوق مكتسبة"...!!

صالح الزغاتيت
جو 24 :

   كان، ولا نعمم، البعض من أجدادهم وربما أبائهم على قدرٍ من الكفاءة وعلى قدرٍ من الانتهازية أيضا مكنتهم من بعض المناصب، ..وليكن ما دام هناك إنجاز مُدَعم بالكفاءة .. فبعض "التَنفع" والترفع لا يضير ويمكن قبوله فقد كانوا قلة معدودة على أصابع اليدين، وحتى لا نبخسهم حقهم كانوا على قدر من العطاء والولاء للبلاد وراعي البلاد، وإن كان عند بعضهم العطاء مشروط ولا بد أن يكون مشفوعا بالمنافع والتوابع ...!! إلى هنا الحال "عال العال" ...ثم جاء الجيل الثاني من الأبناء وأبناء العمومة والخئولة والأصهار وأحيانا أبناء الجيران بتزكيةٍ من الجيل الأول، فأسسوا لأنفسهم ولمن لف لفيفهم شركة عفوا تركة حصرية من المناصب لا تخرج عن فلكهم،

فكل عائلة أو فئة أو شلة تخصصت في بعض المواقع والمناصب، لا تغادرها حتى تُسلم للجيل التالي،فقد أصبحت ماركة مسجلة لا ينازعهم فيها أحد...ففلان "عِدِل عالديوان" وفلان "بوجهك عالخارجية" .... وهكذا .

إلى هنا أيضا عال "ولكن عال واحدة" فالكل يتفهم إننا لا زلنا ندور ضمن منظومة العالم الثالث التي تعاني من بعض الأعراض، من شاكلة المحسوبية وثقافة " حكلي تحكلك" وهو من نوع الحك والهرش الذي تم التعايش معه أيضا، إذ لم يصل لمرحلة الجَرَب .


المعضلة والمشكلة في البعض من الجيل الثالث من نتاج تلك الفئات سالفة الذكر، الذين ما زالوا بين ظهرانينا ، والذين وصلوا لقناعة، مَرَضيّة مزمنة ، لا يرقى لها الشك، بان كل ما يُريدونه وما لا يُريدونه في مناحي حياتهم، هو حق مكتسب لهم ولا يمكن المساومة عليه .. سواء في التعليم وهو بالمناسبة " دز بدز " من المرحلة الابتدائية حتى الحصول على "الكرتونه" الجامعية ، أو في الوظيفة التي تَفَضل أحدهم بالقبول بها من بين كل الوظائف التي عُرِضت عليه حتى يقرر ما يناسبه. أو في رقم السيارة المُمَيز الذي هو أغلى عليه من كل الدرجات العلمية، أو في الحصول على أفضل طاولة في المطعم...الخ.


بعد كل هذا الدلال، أين هم من كل ما يجري الآن ..؟؟ فهم لا مع، ولا ضد ، ولا لون ولا طعم...هكذا..!!

والحقيقة لا يلامون فقد تربوا على أن يكونوا أبناء " الدايه " فجل أمرهم مبني على الأخذ والأخذ فقط،، ولم يتسلحوا بثقافة وعِلم، فهذه مؤهلات لم يحتاجوها ما دام " الخبز مخبوز والماء في الكوز" و كل ما يفعلون هو الدعاء لبقاء "الكوز والمخبوز" حتى يسلموا الرايه للجيل الرابع على التوالي.

في أحسن الأحوال وإذا أحسنا الضن، فإن النتيجة هي الترهل وانعدام الكفاءة، الذي يورث الفشل لا محالة، ولكن ما العمل فهي "حقوق مكتسبة". ؟!

تابعو الأردن 24 على google news