هكذا يُجتثُّ الفساد ..بنغلادش درس في الصميم
احمد محمود سعيد
جو 24 : بنغلادش الدولة التي لا يعرف الكثير منّا عنها إلاّ أنّها تُصدِّر العاملات في المنازل لبلادنا وهنّ في الغالب اصحاب الفضل بعد الله في راحة نسائنا العاملات والمرضى شفاهم الله من كبارنا في السن من رجال ونساء والعناية بأطفالنا ولكن هذا ليس هو الوجه الوحيد لبنغلادش .
فجمهورية بنغلاديش الشعبية هي دولة تقع في جنوب شرق قارة آسيا, تحدها الهند من كل الجهات ما عدا جهة أقصى الجنوب الشرقي والتي تحدها منها بورما (ميانمار) وحتى أقصى جنوب شرق القارة ويحدها من الجنوب ساحل البنغال.
تشكل بنغلاديش مع الولاية الهندية في غرب البنغال منطقة البنغال العرقية متعددة اللغات.
وبنغلادش كانت تسمى باكستان الشرقية قبل الإستقلال ومساحتها حوالي 147,5الف كيلومتر مربّع وعاصمتها دكّا وهي اكبر مدنها وبنغلادش مقسمة الى سبع محافظات ولغتها الرسمية البنغالية ويتكلم بعض سكانها الإنجليزية والسنسكريتية ويبلغ عدد سكانها اكثر من مائة وستون مليون نسمة من المتوقع ان يرتفع الى مائة وخمسة وثمانون مليونا عام 2030 وتبلغ الكثافة السكانية حوالي الف ومائة نسمة لكل كيلومتر مربع واحد وهي من اكثر الدول إكتظاظا في العالم .
ونظام الحكم في بنغلاديش برلماني ديمقراطي, وتُقام الانتخابات المباشرة والتي يدلي بأصواتهم فيها كل المواطنين فوق الثمانية عشر عامًا كل خمس سنوات، والبرلمان في بنغلاديش يحتوي على 345 عضوًا ومنهم 45 مقعدًا للنساء يتم انتخابهم في الدوائر الانتخابية بنظام الاقتراع الفردي, ثم يقوم رئيس الوزراء بصفته رئيسًا للحكومة بتشكيل مجلس الوزراء وإدارة الشئون اليومية للدولة, في الوقت الذي يتم فيه تعيين رئيس الوزراء من خلال رئيس الدولة ، فإن رئيس الوزراء يجب أن يكون عضوًا في البرلمان ويطلب الحصول على الثقة من أغلبية أعضاء البرلمان, ويُعد منصب رئيس الدولة من المناصب المهمة في الدولة ويتم انتخابه بواسطة أعضاء البرلمان.
و كانت نبتة الجوتة (ألياف مستخرجة منها يستعمل لصنع الخيش ) هي المحرك الاقتصادي للدولة في فترة من الفترات. ارتفعت أسهمها في سوق التصدير العالمي في فترة الحرب العالمية الثانية وفي نهاية الأربعينيات بنسبة 80% وفي أوائل السبعينيات بنسبة 70% من حصيلة الصادرات. على الرغم من ذلك، بدأت منتجات البولي بروبلين تحل محل منتجات الجوتة حول العالم وبدأت صناعتها في الانهيار.
تنتج بنغلاديش كميات كبيرة من الأرز والشاي, على الرغم من أن ثلثي سكان الدولة من المزارعين، فإن أكثر من ثلاثة أرباع حصيلة صادرات بنغلاديش تأتي من صناعة الملابس والتي بدأت تجتذب المستثمرين الأوروبيين في الثمانينيات بسبب رِخص العمالة وانخفاض تكاليف التحويل, ويعمل الآن في الصناعة أكثر من ثلاثة ملايين عامل وتمثل النساء نسبة 90% منهم, كما يدخل إلى الدولة جزء كبير من العملات الأجنبية القادمة من الحوالات البريدية التي يرسلها المغتربون الذين يعيشون في بلاد أخرى كعاملات المنازل في بلادنا.
تتضمن العوائق التي تقف أمام التنمية كثرة الأعاصير والفيضانات والمشاريع غير الفعالة التي تمتلكها الدولة وسوء الإدارة في المرافئ البحرية وازدياد عدد أفراد القوى العاملة والتي تفوق عدد الوظائف الخالية المُتاحة. تتضمن أيضًا العوائق سوء استخدام الطاقة ونقص إمدادات الطاقة وبطء تطبيق الإصلاحات الاقتصادية والنزاع السياسي الداخلي والفساد.
وقد جاء في أحد تقارير البنك الدولي: "إن ضعف الحكومة والمؤسسات العامة من أكبر وأهم العوائق التي تقف في وجه تحقيق التنمية في بنغلاديش."
على الرغم من كل تلك العقبات، فقد حققت بنغلاديش معدل نمو سنوي يبلغ 5% منذ عام 1990 طبقًا لما أقره البنك الدولي. شهدت بنغلاديش زيادة في حجم الطبقة المتوسطة وكذلك الصناعة الاستهلاكية. إن أحد الأشياء التي ساهمت بشكلٍ بارز في نمو الاقتصاد في بنغلاديش هو الانتشار الواسع والشامل لفكرة القروض الصغيرة والتي أعلن عنها محمد يونس (الحاصل هو وبنك الفقراءعلى جائزة نوبل للسلام في عام 2006) أثناء وجوده في بنك جرامين للفقراء. في نهايات فترة التسعينيات، بلغ عدد أعضاء بنك جرامين حوالي 2.3 مليون شخص، بالإضافة إلى حوالي 2.5 مليون عضو في مؤسسات أخرى مماثلة.
وقد كانت خالدة ضياء الرحمن رئيس وزراء بنغلاديش في الفترة من 1991 م حتى 1996 م، وكانت أول امرأة في تاريخ البلاد تتقلد هذا المنصب، وتولته لفترة ثانية من 2001 م حتى 2006م، و هي أرملة رئيس بنغلاديش السابق ضياء الرحمن، وتقود حزبه القديم، حيث كان ضياء الرحمن مؤسس الحزب الوطني البنغلاديشي ، وكان رئيس بنغلاديش الى ان تم اغتياله 1981 م.
وقد اتهمت المحكمة العليا في بنغلاديش خالدة ضياء و3 من مساعديها باختلاس 400 ألف دولار من أحد صناديق الأعمال الخيرية باسم زوجها الراحل ضياء الرحمن.
اثار تنفيذ حكم الإعدام بحق رئيسة وزراء بنغلاديش السابقة خالدة ضياء ومستشارها الخاص صلاح الدين قويدر تشودري والزعيم المعارض، علي إحسان محمد مجاهد الأمين العام لحزب الجماعة الإسلامية ردود أفعال دولية واسعة منددة بالأحكام وتساؤلات عديدة حول المستقبل السياسي في بنغلاديش. واعتبر مراقبون هذه الخطوة الصادمة بداية لعهد أكثر صرامة لرئيسة الوزراء الحالية حسينة واجد التي مارست (كيد النساء) ضد حليفتها السابقة خالدة ضياء التي كانت أول امرأة تتولى منصب رئيسة الوزراء خلال فترتين عامي (1991 و1996) و(2001 و2006)، ولكنها أصبحت أول رئيسة وزراء يُنفذ عليها حكم الإعدام الذي تم تحت جنح الظلام في سجن دكا المركزي بعد اتهامها باختلاس اربعمائة ألف دولار من الخزينة العامة للدولة.
أما المعارضان البارزان اللذان أعدما مع خالدة ضياء الرحمن كانت تهمهم تتعلق بارتكاب جرائم خلال حرب الاستقلال العام 1971.
التاريخ السياسي الحديث لبنغلاديش التي انفصلت عن باكستان مطلع سبعينيات القرن الماضي سيطرت عليه شخصيتان هما الشيخ مجيب الرحمن أول رئيس للوزراء انتخب بعد الاستقلال في عام 1973 والجنرال ضياء الرحمن أول انقلابي في تاريخ البلاد.
تم اغتيال مجيب الرحمن وأفراد عائلته بعد عامين من انتخابه على يد عسكريين أشاعوا الفوضى وبعد سلسلة من الانقلابات أحكم الجنرال ضياء الرحمن سلطته على البلاد قبل أن يسقطه الجنرال حسين محمد أرشاد في العام 1981، وعندما عادت بنغلاديش إلى الديمقراطية عادت بنات الرجلين القويين خالدة ضياء والشيخة حسينة بنت مجيب الرحمن، ولكن عندما عادت البلاد مرة أخرى الى الاضطرابات السياسية تم وضع خالدة ضياء وحسينة واجد معاً رهن الاعتقال وفي العام 2009 فازت حسينة برئاسة الوزراء ولكن التنافس بين العائلتين لا يزال قائماً, ويشير الكثيرون إلى أن إعدام خالدة ضياء محاولة لإبعادها عن المشهد السياسي نهائياً حتى تخلو الساحة لحسينة , حيث انه بعد أن تحالفتا على مدى عشرين عاماً ضد الدكتاتورية في بنغلاديش ظهرت الخلافات بين المرأتين القويتين في بنغلاديش، واتهمت حسينة في أكثر من مناسبة خالدة ضياء بأنها أغرقت البلاد في الفوضى والفساد وهو تحريض واضح ضدها. كما تشير تسريبات بأن خالدة ضياء هددت حسينة بالاغتيال قبل (15) عاماً عبر مكالمة هاتفية بينهن.
ومع أنّ تحالف او اختلاف المرأتين الأقوى هناك لم يكن يتعدّى في الأغلب عن غيرة وحسد النساء وكيدهن لبعضهنّ إلاّ ان مصلحة البلاد تكون محقّقة في الغالب لذلك جاء حكم الإعدام لخالدة وكأنّه العقاب الرادع للفاسدين المتنفِّذين في قوت الشعب وحياته وان ذلك العقاب هو الكفيل بإجتثاث الفساد من منابعه الماليّة والجهويّة والسلطويّة وكأن من هو يمثّل الشعب يقول للفاسدين جاء دور العقاب بعد الحساب وأن الشعب يمهل ولا يهمل .
ولتكن لبلادنا العربيّة دروسا من دولة فقيرة نعتقد انها فقط لتصدير إنسانها رجالا ونساء لخدمتنا وقد يكون ذلك حاجة ام غالبا نفاقا وغيرة وتقليدا اعمى للغير .
حمى الله الاردن ارضا وشعبا وقيادة من كل سوء ومتّع رجالنا ونسائنا بالقناعة والقوّة وابعدهم عن الغرور والنفاق .
فجمهورية بنغلاديش الشعبية هي دولة تقع في جنوب شرق قارة آسيا, تحدها الهند من كل الجهات ما عدا جهة أقصى الجنوب الشرقي والتي تحدها منها بورما (ميانمار) وحتى أقصى جنوب شرق القارة ويحدها من الجنوب ساحل البنغال.
تشكل بنغلاديش مع الولاية الهندية في غرب البنغال منطقة البنغال العرقية متعددة اللغات.
وبنغلادش كانت تسمى باكستان الشرقية قبل الإستقلال ومساحتها حوالي 147,5الف كيلومتر مربّع وعاصمتها دكّا وهي اكبر مدنها وبنغلادش مقسمة الى سبع محافظات ولغتها الرسمية البنغالية ويتكلم بعض سكانها الإنجليزية والسنسكريتية ويبلغ عدد سكانها اكثر من مائة وستون مليون نسمة من المتوقع ان يرتفع الى مائة وخمسة وثمانون مليونا عام 2030 وتبلغ الكثافة السكانية حوالي الف ومائة نسمة لكل كيلومتر مربع واحد وهي من اكثر الدول إكتظاظا في العالم .
ونظام الحكم في بنغلاديش برلماني ديمقراطي, وتُقام الانتخابات المباشرة والتي يدلي بأصواتهم فيها كل المواطنين فوق الثمانية عشر عامًا كل خمس سنوات، والبرلمان في بنغلاديش يحتوي على 345 عضوًا ومنهم 45 مقعدًا للنساء يتم انتخابهم في الدوائر الانتخابية بنظام الاقتراع الفردي, ثم يقوم رئيس الوزراء بصفته رئيسًا للحكومة بتشكيل مجلس الوزراء وإدارة الشئون اليومية للدولة, في الوقت الذي يتم فيه تعيين رئيس الوزراء من خلال رئيس الدولة ، فإن رئيس الوزراء يجب أن يكون عضوًا في البرلمان ويطلب الحصول على الثقة من أغلبية أعضاء البرلمان, ويُعد منصب رئيس الدولة من المناصب المهمة في الدولة ويتم انتخابه بواسطة أعضاء البرلمان.
و كانت نبتة الجوتة (ألياف مستخرجة منها يستعمل لصنع الخيش ) هي المحرك الاقتصادي للدولة في فترة من الفترات. ارتفعت أسهمها في سوق التصدير العالمي في فترة الحرب العالمية الثانية وفي نهاية الأربعينيات بنسبة 80% وفي أوائل السبعينيات بنسبة 70% من حصيلة الصادرات. على الرغم من ذلك، بدأت منتجات البولي بروبلين تحل محل منتجات الجوتة حول العالم وبدأت صناعتها في الانهيار.
تنتج بنغلاديش كميات كبيرة من الأرز والشاي, على الرغم من أن ثلثي سكان الدولة من المزارعين، فإن أكثر من ثلاثة أرباع حصيلة صادرات بنغلاديش تأتي من صناعة الملابس والتي بدأت تجتذب المستثمرين الأوروبيين في الثمانينيات بسبب رِخص العمالة وانخفاض تكاليف التحويل, ويعمل الآن في الصناعة أكثر من ثلاثة ملايين عامل وتمثل النساء نسبة 90% منهم, كما يدخل إلى الدولة جزء كبير من العملات الأجنبية القادمة من الحوالات البريدية التي يرسلها المغتربون الذين يعيشون في بلاد أخرى كعاملات المنازل في بلادنا.
تتضمن العوائق التي تقف أمام التنمية كثرة الأعاصير والفيضانات والمشاريع غير الفعالة التي تمتلكها الدولة وسوء الإدارة في المرافئ البحرية وازدياد عدد أفراد القوى العاملة والتي تفوق عدد الوظائف الخالية المُتاحة. تتضمن أيضًا العوائق سوء استخدام الطاقة ونقص إمدادات الطاقة وبطء تطبيق الإصلاحات الاقتصادية والنزاع السياسي الداخلي والفساد.
وقد جاء في أحد تقارير البنك الدولي: "إن ضعف الحكومة والمؤسسات العامة من أكبر وأهم العوائق التي تقف في وجه تحقيق التنمية في بنغلاديش."
على الرغم من كل تلك العقبات، فقد حققت بنغلاديش معدل نمو سنوي يبلغ 5% منذ عام 1990 طبقًا لما أقره البنك الدولي. شهدت بنغلاديش زيادة في حجم الطبقة المتوسطة وكذلك الصناعة الاستهلاكية. إن أحد الأشياء التي ساهمت بشكلٍ بارز في نمو الاقتصاد في بنغلاديش هو الانتشار الواسع والشامل لفكرة القروض الصغيرة والتي أعلن عنها محمد يونس (الحاصل هو وبنك الفقراءعلى جائزة نوبل للسلام في عام 2006) أثناء وجوده في بنك جرامين للفقراء. في نهايات فترة التسعينيات، بلغ عدد أعضاء بنك جرامين حوالي 2.3 مليون شخص، بالإضافة إلى حوالي 2.5 مليون عضو في مؤسسات أخرى مماثلة.
وقد كانت خالدة ضياء الرحمن رئيس وزراء بنغلاديش في الفترة من 1991 م حتى 1996 م، وكانت أول امرأة في تاريخ البلاد تتقلد هذا المنصب، وتولته لفترة ثانية من 2001 م حتى 2006م، و هي أرملة رئيس بنغلاديش السابق ضياء الرحمن، وتقود حزبه القديم، حيث كان ضياء الرحمن مؤسس الحزب الوطني البنغلاديشي ، وكان رئيس بنغلاديش الى ان تم اغتياله 1981 م.
وقد اتهمت المحكمة العليا في بنغلاديش خالدة ضياء و3 من مساعديها باختلاس 400 ألف دولار من أحد صناديق الأعمال الخيرية باسم زوجها الراحل ضياء الرحمن.
اثار تنفيذ حكم الإعدام بحق رئيسة وزراء بنغلاديش السابقة خالدة ضياء ومستشارها الخاص صلاح الدين قويدر تشودري والزعيم المعارض، علي إحسان محمد مجاهد الأمين العام لحزب الجماعة الإسلامية ردود أفعال دولية واسعة منددة بالأحكام وتساؤلات عديدة حول المستقبل السياسي في بنغلاديش. واعتبر مراقبون هذه الخطوة الصادمة بداية لعهد أكثر صرامة لرئيسة الوزراء الحالية حسينة واجد التي مارست (كيد النساء) ضد حليفتها السابقة خالدة ضياء التي كانت أول امرأة تتولى منصب رئيسة الوزراء خلال فترتين عامي (1991 و1996) و(2001 و2006)، ولكنها أصبحت أول رئيسة وزراء يُنفذ عليها حكم الإعدام الذي تم تحت جنح الظلام في سجن دكا المركزي بعد اتهامها باختلاس اربعمائة ألف دولار من الخزينة العامة للدولة.
أما المعارضان البارزان اللذان أعدما مع خالدة ضياء الرحمن كانت تهمهم تتعلق بارتكاب جرائم خلال حرب الاستقلال العام 1971.
التاريخ السياسي الحديث لبنغلاديش التي انفصلت عن باكستان مطلع سبعينيات القرن الماضي سيطرت عليه شخصيتان هما الشيخ مجيب الرحمن أول رئيس للوزراء انتخب بعد الاستقلال في عام 1973 والجنرال ضياء الرحمن أول انقلابي في تاريخ البلاد.
تم اغتيال مجيب الرحمن وأفراد عائلته بعد عامين من انتخابه على يد عسكريين أشاعوا الفوضى وبعد سلسلة من الانقلابات أحكم الجنرال ضياء الرحمن سلطته على البلاد قبل أن يسقطه الجنرال حسين محمد أرشاد في العام 1981، وعندما عادت بنغلاديش إلى الديمقراطية عادت بنات الرجلين القويين خالدة ضياء والشيخة حسينة بنت مجيب الرحمن، ولكن عندما عادت البلاد مرة أخرى الى الاضطرابات السياسية تم وضع خالدة ضياء وحسينة واجد معاً رهن الاعتقال وفي العام 2009 فازت حسينة برئاسة الوزراء ولكن التنافس بين العائلتين لا يزال قائماً, ويشير الكثيرون إلى أن إعدام خالدة ضياء محاولة لإبعادها عن المشهد السياسي نهائياً حتى تخلو الساحة لحسينة , حيث انه بعد أن تحالفتا على مدى عشرين عاماً ضد الدكتاتورية في بنغلاديش ظهرت الخلافات بين المرأتين القويتين في بنغلاديش، واتهمت حسينة في أكثر من مناسبة خالدة ضياء بأنها أغرقت البلاد في الفوضى والفساد وهو تحريض واضح ضدها. كما تشير تسريبات بأن خالدة ضياء هددت حسينة بالاغتيال قبل (15) عاماً عبر مكالمة هاتفية بينهن.
ومع أنّ تحالف او اختلاف المرأتين الأقوى هناك لم يكن يتعدّى في الأغلب عن غيرة وحسد النساء وكيدهن لبعضهنّ إلاّ ان مصلحة البلاد تكون محقّقة في الغالب لذلك جاء حكم الإعدام لخالدة وكأنّه العقاب الرادع للفاسدين المتنفِّذين في قوت الشعب وحياته وان ذلك العقاب هو الكفيل بإجتثاث الفساد من منابعه الماليّة والجهويّة والسلطويّة وكأن من هو يمثّل الشعب يقول للفاسدين جاء دور العقاب بعد الحساب وأن الشعب يمهل ولا يهمل .
ولتكن لبلادنا العربيّة دروسا من دولة فقيرة نعتقد انها فقط لتصدير إنسانها رجالا ونساء لخدمتنا وقد يكون ذلك حاجة ام غالبا نفاقا وغيرة وتقليدا اعمى للغير .
حمى الله الاردن ارضا وشعبا وقيادة من كل سوء ومتّع رجالنا ونسائنا بالقناعة والقوّة وابعدهم عن الغرور والنفاق .