ناقوس الخطر إرهاب التغير المناخي
احمد محمود سعيد
جو 24 : والإرهابيّون هم المسبِّبون لهذا الخطر القادم من حولنا لا محالة واسلحتهم الفتّاكة هي الإنبعاثات القاتلة وايدلوجيِّتهم هي التنمية والنمو الإقتصادي واحزمتهم الناسفة هي إرتفاع درجات الحرارة والفيضانات والسيول والإنهيارات الجليديّة والحصاد هوغرَق بعض المدن الساحلية ومحوها عن الخارطة ومزيد من القتلى والجرحى والمعاقين جسديا ونفسيا واجتماعيا .
والدول التي لم تستطع حتى الآن إجتثاث منابع الإرهاب المسلّح والإرهابيِّين في سوريا والعراق وليبيا وغيرها من بؤر عديدة , هي نفسها المنشِّطة والمفعِّلة لإرهاب التغيُّر المناخي في ارجاء المعمورة وترفض ان تضع يدها بيد الدول النامية والفقيرة لوقف زحف هذا الخطر الداهم بحجّة انّها لا تستطيع وقف عمليّة التنمية الإقتصاديّة في دولها وما تشتمله من صناعة وزراعة ونقل وتوليد طاقة غير رفيقة بالبيئة ولا بالإنسان .
لقد تسبب التغير المناخي في حدوث تغيرات خطيرة وربما تكون دائمة في حالة كوكبنا الجيولوجية والبيولوجية والنظم البيئية. وقد أكدّت اللجنة الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) بأن "هناك دليلًا جديدًا وأكثر قوة على أن معظم السخونة الملاحظة على مدار آخر 50 عامًا يمكن ان ننسبُّها إلى الأنشطة البشرية", وقد أدت هذه التغيرات إلى حدوث الكثير من المخاطر البيئية تجاه صحة الإنسان، مثل نضوب طبقة الأوزون، فقدان التنوع الحيوي ، الضغوط على الأنظمة المنتجة للغذاء وانتشار الأمراض المعدية بشكل عالمي. فقد قدرت منظمة الصحة العالمية (WHO) وقوع اكثر من 160000 حالة وفاة منذ 1950 مرتبطة بصورة مباشرة بالتغيرات المناخية, والكثيرون يعتقدون أن هذه تقديرات متحفِّظة.
وغالبية آثار إرهاب التغير المناخي تعاني منها المجتمعات الفقيرة وذات الدخل المنخفض حول العالم، والتي تتميز بمستويات كبيرة من التعرض للعوامل البيئية المؤثرة المتمثلة في الصحة والثروة والعناصر الأخرى، بالإضافة إلى مستويات منخفضة من القدرة المتوفرة للتكيُّف مع التغيرالمناخي. لقد أظهرتقرير حول التأثير البشري من تغير المناخ والذي صدر عن المنتدى الإنساني العالمي عام 2009 يتضمن رسمًا حول العمل الذي تم من قبل منظمة الصحة العالمية في فترة مبكرة من ذلك العقد أن الدول النامية تعاني من 99% من الخسائر المنسوبة إلى التغير المناخي.
وقد يثير هذا أيضًا تساؤلاً حول العدالة المناخية حيث إن أكثر 50 دولة نامية حول العالم لا تعتبر مسؤولة عن أكثر من 1% من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري والتي تتسب في ظاهرة الاحتباس الحراري العالمية.
وقد تتسبّب الظروف الجويّة في انهيار الغابات المطيرة , كما انّ التغير المناخي يتميز بنطاق واسع من المخاطر على صحة الأشخاص وهي مخاطر سوف تزداد في العقود القادمة وغالبًا ستصل إلى مستويات خطيرة، في حالة استمرار تغير المناخ في مساره الحالي.
وأوّل المخاطر الصحية لهذا الإرهاب هوالتأثير المباشر كتلوث الهواء والكوارث الجوية الطبيعية, وثانيها التأثيرات التي تحدث نتيجة للتغيرات المناخية المتعلقة بالنظم والعلاقات البيئية كالمحاصيل الزراعية والإنتاج البحري وثالثها هي التوابع غير المباشرة المرتبطة بالإفقار والنزوح والصراع على الموارد كالمياه.
وقد يؤدّي التغير المناخي إلى زيادة بالغة في انتشار مختلف الأمراض المعدية.حيث ان العديد من المختصين يرون أن "انتشار المرض المعدي ربما يكون واحدًا من التفسيرات البيولوجية المبكرة لعدم الاستقرار المناخي". وبالرغم من أن العديد من الأمراض المعدية تأثرت بالتغيرات التي طرأت على المناخ، إلا أن الأمراض المنقولة بواسطة النواقل مثل الملاريا واللشمانيات تمثل أقوى علاقة سببية, خاصة وأنّ الملاريا تشكّل أكبر تهديد وشيك.
وها هي الدول في باريس ومنها امريكا تعهدّت بإعادة دراسة وتدقيق الخطوات المتخذة حتى الآن لتخفيض الإنبعاثات علما بان التاريخ والتجارب السابقة يجعلنا غير متيقِّنين بمصداقيّة الكثير من الدول الكبرى والصناعية بوجود إرادة سياسيّة نحو ذلك .
وكان خطاب جلالة الملك عبد الله الثاني امام المشاركين في مؤتمر الأطراف في باريس واضحا وصريحا مبينا خطورة هذه الظاهرة على العالم واهميّة المعالجة الجماعيّة لهذا التحدّي واقتبس من خطاب جلالته الفقرة التالية :
(يدل عنوان المؤتمر الذي يجمعنا اليوم على معركة أخرى تخوضها أجيال الحاضر. فكوكبنا بأسره مهدد بسبب التغّير المناخي. وتبقى الاستجابة الفردية للأزمات ناقصة، ولا تلبي التحديات التي نشهدها. وعليه، يجب علينا العمل بشكل جماعي، وضمن رؤية وبمسؤولية وعزيمة.
إن دول العالم أجمع معنية بالتصدي لهذا التحدي. وبالنسبة لنا في الأردن، فإننا نعاني من تبعات التغّير المناخي على عدة مستويات. فقد بات بلدنا ثاني أفقر دولة مائياً في العالم، كما أننا نستورد أكثر من 90 بالمئة من احتياجاتنا من الطاقة).
وهكذا فإنّ جلالة الملك يدقُّ ناقوس الخطر لمواجهة هذا التحدّي حيال التغيُّر المناخي في المستقبل.
وقال الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا في مقابلة تلفزيونيّة قبل المؤتمر "نحن أمام حالة تقليدية لفشل التعامل مع المشكلة لأن البعض منا، ورغم أنه يبدو من المفزع قول ذلك، كان قد أوضح قبل نحو 20 عاما أنه إذا لم نعالج هذه القضايا فإننا سنشهد صراعا أكبر بكثير بسبب ندرة الموارد ومصاعب أكبر بكثير بسبب الجفاف وتراكم تأثير التغير المناخي، وهو ما يعني أن الناس سيضطرون لمغادرة مناطقهم", وردا على سؤال في المقابلة إذا كان العالم يمكنه أن يتحمل تكلفة معالجة التغير المناخي وسط حالة التقشف، قال الأمير "المشكلة هي أنه إذا لم نفعل هذا (ونعالج التغير المناخي)، فإن الأمر سيكون مروعا، وإذا لم نفعل هذا فإن الأمر سيتفاقم بشكل كبير جدا، وستصبح الحياة معقدة جدا بالفعل، والذي نشهده حاليا لن يساوى شيئا مقارنة بالمشاكل التي ستحدث مستقبلا".
وتابع "أقصد (على سبيل المثال) الصعوبات في عام 2008 في ظل الانهيار المالي، كانت هذه أزمة مصرفية. لكن ما نشهده الآن هو احتمال حقيقي لحدوث إفلاس في الطبيعة. إذا نظرنا إلى الأمر من هذا المنظور، فإننا نمارس ضغوطا كبيرة جدا على النظام الطبيعي وجميع هذه الجوانب الخاصة بالطبيعة والتي نستهين بها".
وما المظاهرات والمسيرات والإحتجاجات التي يقوم بها الناس وخاصّة المهتمّين بحماية البيئة منهم سوى ضغوطات بسيطة على اصحاب القرار لتغليب مصلحة صحّة الناس والمجتمعات وحماية البيئة على المكاسب الإقتصاديّة والماليّة التي تتوقع حكوماتهم من جنيها من التنمية الإقتصاديّة المسبّبة للتلوث البيئي والصحّي للبشر والتي تطلق غازات ملوِّثة و سامّة عابرة للحدود .
والدول التي لم تستطع حتى الآن إجتثاث منابع الإرهاب المسلّح والإرهابيِّين في سوريا والعراق وليبيا وغيرها من بؤر عديدة , هي نفسها المنشِّطة والمفعِّلة لإرهاب التغيُّر المناخي في ارجاء المعمورة وترفض ان تضع يدها بيد الدول النامية والفقيرة لوقف زحف هذا الخطر الداهم بحجّة انّها لا تستطيع وقف عمليّة التنمية الإقتصاديّة في دولها وما تشتمله من صناعة وزراعة ونقل وتوليد طاقة غير رفيقة بالبيئة ولا بالإنسان .
لقد تسبب التغير المناخي في حدوث تغيرات خطيرة وربما تكون دائمة في حالة كوكبنا الجيولوجية والبيولوجية والنظم البيئية. وقد أكدّت اللجنة الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) بأن "هناك دليلًا جديدًا وأكثر قوة على أن معظم السخونة الملاحظة على مدار آخر 50 عامًا يمكن ان ننسبُّها إلى الأنشطة البشرية", وقد أدت هذه التغيرات إلى حدوث الكثير من المخاطر البيئية تجاه صحة الإنسان، مثل نضوب طبقة الأوزون، فقدان التنوع الحيوي ، الضغوط على الأنظمة المنتجة للغذاء وانتشار الأمراض المعدية بشكل عالمي. فقد قدرت منظمة الصحة العالمية (WHO) وقوع اكثر من 160000 حالة وفاة منذ 1950 مرتبطة بصورة مباشرة بالتغيرات المناخية, والكثيرون يعتقدون أن هذه تقديرات متحفِّظة.
وغالبية آثار إرهاب التغير المناخي تعاني منها المجتمعات الفقيرة وذات الدخل المنخفض حول العالم، والتي تتميز بمستويات كبيرة من التعرض للعوامل البيئية المؤثرة المتمثلة في الصحة والثروة والعناصر الأخرى، بالإضافة إلى مستويات منخفضة من القدرة المتوفرة للتكيُّف مع التغيرالمناخي. لقد أظهرتقرير حول التأثير البشري من تغير المناخ والذي صدر عن المنتدى الإنساني العالمي عام 2009 يتضمن رسمًا حول العمل الذي تم من قبل منظمة الصحة العالمية في فترة مبكرة من ذلك العقد أن الدول النامية تعاني من 99% من الخسائر المنسوبة إلى التغير المناخي.
وقد يثير هذا أيضًا تساؤلاً حول العدالة المناخية حيث إن أكثر 50 دولة نامية حول العالم لا تعتبر مسؤولة عن أكثر من 1% من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري والتي تتسب في ظاهرة الاحتباس الحراري العالمية.
وقد تتسبّب الظروف الجويّة في انهيار الغابات المطيرة , كما انّ التغير المناخي يتميز بنطاق واسع من المخاطر على صحة الأشخاص وهي مخاطر سوف تزداد في العقود القادمة وغالبًا ستصل إلى مستويات خطيرة، في حالة استمرار تغير المناخ في مساره الحالي.
وأوّل المخاطر الصحية لهذا الإرهاب هوالتأثير المباشر كتلوث الهواء والكوارث الجوية الطبيعية, وثانيها التأثيرات التي تحدث نتيجة للتغيرات المناخية المتعلقة بالنظم والعلاقات البيئية كالمحاصيل الزراعية والإنتاج البحري وثالثها هي التوابع غير المباشرة المرتبطة بالإفقار والنزوح والصراع على الموارد كالمياه.
وقد يؤدّي التغير المناخي إلى زيادة بالغة في انتشار مختلف الأمراض المعدية.حيث ان العديد من المختصين يرون أن "انتشار المرض المعدي ربما يكون واحدًا من التفسيرات البيولوجية المبكرة لعدم الاستقرار المناخي". وبالرغم من أن العديد من الأمراض المعدية تأثرت بالتغيرات التي طرأت على المناخ، إلا أن الأمراض المنقولة بواسطة النواقل مثل الملاريا واللشمانيات تمثل أقوى علاقة سببية, خاصة وأنّ الملاريا تشكّل أكبر تهديد وشيك.
وها هي الدول في باريس ومنها امريكا تعهدّت بإعادة دراسة وتدقيق الخطوات المتخذة حتى الآن لتخفيض الإنبعاثات علما بان التاريخ والتجارب السابقة يجعلنا غير متيقِّنين بمصداقيّة الكثير من الدول الكبرى والصناعية بوجود إرادة سياسيّة نحو ذلك .
وكان خطاب جلالة الملك عبد الله الثاني امام المشاركين في مؤتمر الأطراف في باريس واضحا وصريحا مبينا خطورة هذه الظاهرة على العالم واهميّة المعالجة الجماعيّة لهذا التحدّي واقتبس من خطاب جلالته الفقرة التالية :
(يدل عنوان المؤتمر الذي يجمعنا اليوم على معركة أخرى تخوضها أجيال الحاضر. فكوكبنا بأسره مهدد بسبب التغّير المناخي. وتبقى الاستجابة الفردية للأزمات ناقصة، ولا تلبي التحديات التي نشهدها. وعليه، يجب علينا العمل بشكل جماعي، وضمن رؤية وبمسؤولية وعزيمة.
إن دول العالم أجمع معنية بالتصدي لهذا التحدي. وبالنسبة لنا في الأردن، فإننا نعاني من تبعات التغّير المناخي على عدة مستويات. فقد بات بلدنا ثاني أفقر دولة مائياً في العالم، كما أننا نستورد أكثر من 90 بالمئة من احتياجاتنا من الطاقة).
وهكذا فإنّ جلالة الملك يدقُّ ناقوس الخطر لمواجهة هذا التحدّي حيال التغيُّر المناخي في المستقبل.
وقال الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا في مقابلة تلفزيونيّة قبل المؤتمر "نحن أمام حالة تقليدية لفشل التعامل مع المشكلة لأن البعض منا، ورغم أنه يبدو من المفزع قول ذلك، كان قد أوضح قبل نحو 20 عاما أنه إذا لم نعالج هذه القضايا فإننا سنشهد صراعا أكبر بكثير بسبب ندرة الموارد ومصاعب أكبر بكثير بسبب الجفاف وتراكم تأثير التغير المناخي، وهو ما يعني أن الناس سيضطرون لمغادرة مناطقهم", وردا على سؤال في المقابلة إذا كان العالم يمكنه أن يتحمل تكلفة معالجة التغير المناخي وسط حالة التقشف، قال الأمير "المشكلة هي أنه إذا لم نفعل هذا (ونعالج التغير المناخي)، فإن الأمر سيكون مروعا، وإذا لم نفعل هذا فإن الأمر سيتفاقم بشكل كبير جدا، وستصبح الحياة معقدة جدا بالفعل، والذي نشهده حاليا لن يساوى شيئا مقارنة بالمشاكل التي ستحدث مستقبلا".
وتابع "أقصد (على سبيل المثال) الصعوبات في عام 2008 في ظل الانهيار المالي، كانت هذه أزمة مصرفية. لكن ما نشهده الآن هو احتمال حقيقي لحدوث إفلاس في الطبيعة. إذا نظرنا إلى الأمر من هذا المنظور، فإننا نمارس ضغوطا كبيرة جدا على النظام الطبيعي وجميع هذه الجوانب الخاصة بالطبيعة والتي نستهين بها".
وما المظاهرات والمسيرات والإحتجاجات التي يقوم بها الناس وخاصّة المهتمّين بحماية البيئة منهم سوى ضغوطات بسيطة على اصحاب القرار لتغليب مصلحة صحّة الناس والمجتمعات وحماية البيئة على المكاسب الإقتصاديّة والماليّة التي تتوقع حكوماتهم من جنيها من التنمية الإقتصاديّة المسبّبة للتلوث البيئي والصحّي للبشر والتي تطلق غازات ملوِّثة و سامّة عابرة للحدود .