jo24_banner
jo24_banner

أوروبا على صفيح ساخن

احمد محمود سعيد
جو 24 : تستطيع الصهيونية العالمية والإدارة الأمريكيّة صنع المعجزات في الشر والفتنة فكيف دارت الدوائر لتتواجه تركيا مع الإتحاد الروسي وكلاهما دولتان من القارّة الأوروبيّة إحداهما دولة مسلمة الشعب والقيادة بغض النظر عن هويّة الحزب الحاكم والأخرى ملحدة دون ديانة توحد شعبها وقيادتها وخرج من ذلك الصراع المباشر كل من امريكا تمثِّل الغرب بصبغة المسيحيّة واسرائيل اليهوديّة .
ونجح الأمريكان ان يجعلوا المواجهة على ارض عربيّة يحكمها نظام جدلي بين الدول المختلفة لكي تتعقّد الأمور في حال حدوث مواجهة عسكريّة بين البلدين مع استبعاد الكثير من المحلّلين السياسيّين والعسكريّين حدوث مثل تلك المواجهة بين روسيا المختلف مع الغرب وتركيا الدولة غير المرضي عنها بالكامل من الغرب .
ورمت امريكا بثقل الأزمة السوريّة وتداعياتها على القارّة العجوز بعيدا عن امريكا واسرائيل وكأنّ إسقاط سلاح الجو التركي للمقاتلة الروسيّة السوخوي سيكون سببا لخلاف عميق بين روسيا القيصريّة وتركيّا العثمانيّة وبين تمنُّع اردوغان عن الإعتذار العلني والصريح وفرض عقوبات روسية اقتصادية على تركيا وكذلك رفض بوتين القاطع الإجتماع مع اردوغان خلال تواجدهما في باريس للمشاركة في مؤتمر التغير المناخي العالمي رغم اصرار اردوغان على طلب ذلك الإجتماع ولم يتدخل الرئيس الأمريكي المتواجد في باريس لتهدئة الأجواء بين الزعيمين التركي والروسي في الوقت الذي شاهدنا سلاما حارّا بين رئيس فلسطين المغتصبة ورئيس وزراء اسرائيل الدولة المحتلّة لفلسطين فايهما اصعب على اوباما قضيّة طائرة ومقتل طيّار في ظروف الحرب على الإرهاب ام قضيّة اغتصاب بلد من اهلها والتنكيل بهم منذ نصف قرن رغم تنازل الفلسطينيّين عن الكثير .
بعض المحلّلين يقولون بانها حرب عالميّة ثالثة ولكن بشكل بارد وهي حرب تتم بين الدب الروسي والعم سام ولكن بشكل خفي غير ظاهر والذي يبدو ان الأوروبيّين والصين وحتى اليابان كل مستفيد من هذه الحرب غير المعلنة والخاسر الرئيس هم العرب وأموالهم وثرواتهم واخلاقهم .
وبتحليل بسيط فإنّ الأرهاب الذي يضرب بعض الدول الأوروبيّة إذا استمر وانتشر في دول عدّة في القارّة العجوز وكان إرهاب داعشي , في الوقت الذي اعترف مسؤولون امريكان ان داعش والقاعدة وغيرها من منظمات إرهابيّة هي صنيعة امريكيّة ولأغراض مختلفة وكانت بظروف معينة ولأهداف محدّدة , عندها تكون الولايات المتحدة قد انتقمت من اوروبا بعد عشرات السنين لقيام الإتحاد الأوروبّي والسوق الأوروبية الإقتصادية المشتركة والتي اثّرت على الإقتصاد الأمريكي وتغوُّله على اقتصاد العالم سابقا .
فالمعركة الآن والربيع العربي وإعادة ترتيب سايكس بيكو وتدمير الجيوش العربية والحضارات والآثار في العالم العربي وتقوية الكيان الصهيوني , وتغذية التعصب العرقي والديني , بل ومحاولة زرع الفتن باتجاه النزاعات الدينية والمذهبية , كل ذلك له هدف إقتصادي بإمتياز بما تشتمل عليه من حرب مياه وتسويق اسلحة وتكنولوجيا وخلق اسواق سياحية ,وهذا نستدلُّ عليه من فتور مُلاحظ في التسابق على الذهاب للفضاء ليس لأن الأبحاث والدراسات المتعلقة بالكون وفضائه الجوي واجرامه السماوية قد اكتملت كما لم تصبح تلك الأجرام حتى الآن مرتعا للسياح المغامرين بل لأن الأولويات والمستجدّات قد تغيّرت .
وقد اعلنت تركيا على لسان رئيس حكومتها ان تركيا ليست بصدد دخول في حرب باردة مع روسيا او غيرها وقد يكون للوضع الكردي سبب في ذلك كما اكّد الرئيس التركي عدم قيام بلاده بشراء النفط من المنظمات المسلّحة في سوريا كما إتهمتها روسيا مرارا واعلنت جهات أمريكيّة انها تملك وثائق تؤكِّد تلك الإتهامات .
وها هي بريطانيا دخلت التحالف الذي تقوده امريكا لقصف المنظّمات المسلّحة في سوريا الى جانب فرنسا والمانيا وغيرها لتضع اوروبا على صفيح ساخن ولا يخفى على احد هدف امريكا بتوريط معظم دول اوروبا الرئيسة في حربها مع الأطراف التي أوجدتها امريكا نفسها في اوقات سابقة تحضيرا لما يجري على الأرض الآن وهذا هو الدور الأمريكي الصهيوني في زرع الفتن والدمار والقتل في العالم العربي .
اللهم ابعد عنا شرور الصهاينة والأمريكان واحفظ الأردن وعالمنا العربي من كل أذى وخراب واحمي الأردن ارضا وشعبا وقيادة من اي مكروه .
احمد محمود سعيد
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير