2024-12-23 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

البيئة والنووي

احمد محمود سعيد
جو 24 : الطاقة النوويّة في الأردن
ما لها وما عليها
البيئة مخاطر وفوائد(8)
البيئة هي نحن والأشياء الّتي من حولنا، والّتي تؤثّر على بقاء الكائنات الحيّة على سطح الأرض، والّتي تشمل الماء، والهواء، والتّربة، والمعادن، والمناخ، والكائنات الحيّة, ويعرّف علم البيئة بأنّه أحد فروع العلوم الّتي تهتمُّ بالكائنات الحيّة، والعلاقات التي تكوّنها مع البيئة، ومع بعضها البعض، ويسمّى الأشخاص الّذين يدرسون هذا العلم بعلماء البيئة, حيث يمتلك العالم مجموعة هائلة من الكائنات الحيّة، ومنها النباتات، والحيوانات المعقّدة، والكائنات البسيطة،مثل الطحالب، والأميبا، والبكتيريا، ولكنّ الكائن مهما كان لا يستطيع العيش بمفرده, ويعتمد كل كائن من الكائنات الحيّة على الكائنات الأخرى الحيّة وغير الحيّة بطريقة معيّنة توجد في البيئة المحيطة به.
ويستخدم علماء البيئة المعرفة من عدّة علوم مختلفة مثل علم الكيمياء والفيزياء والرّياضيات وعلم الحاسوب إلى جانب علم البيئة, كما يعتمد علماء البيئة على علم المناخ، وعلم الجغرافيا، وعلم الأرصاد الجوية، و علم المحيطات لدراسة الهواء والأرض والماء وتفاعلاتها.
يتمكّن علماء البيئة من فهم كيفيّة تأثير البيئة الطبيعيّة في الأشياء الحيّة من خلال الدّراسات الّتي يقومون بإجرائها، والّتي يتمكّنون خلالها من تقدير حجم المشكلات الّتي تنشأ من الظّواهر البيئيّة.
المستويات الرئيسة التي يدرس من خلالها علماء البيئة تنظيم العالم الطبيعي هي العشائر و المجتمعات الأحيائيّة والأنظمة البيئيّة التي تعدّ من أكثر المستويات تعقيدًا في الطبيعة.أمّا العناصر التي تؤثر في البيئة كما رتّبها العلماء فهي الشّمس والمواد غير الأحيائيّة والكائنات المنتجة الأوليّة والكائنات المستهلكة الأوليّة والكائنات المستهلكة الثانويّة والمحلّلات أو المفكّكات.
وقد استند المعارضون لإنشاء المفاعل النووي الأردني على ركيزنين هم اولهما البيئة ومخاطر التسرُّب الإشعاعي وثانيهما الإحتياج المائي الكبير للتبريد .
ويعرّف تلوّث البيئة بأنّه تغير كيميائي أو حيوي أو فيزيائي يؤثر بطريقة مباشرة على البيئة، حيث إنّ التطوّر الذي وصل إليه الإنسان وزيادة عدد السكان الحاصلة كانت سبباً للتلوّث البيئي, الذي أدّى إلى انتشار الأمراض الكثيرة والمتعدّدة، ومن هذه الأمراض سرطان الرئة، والكوليرا، والملاريا، والالتهابات الرئويّة، والتسمّم أيضاً، وأمراض الجهاز التنفّسي، واضطرابات في الجسم بشكلٍ عام, وتوجد أنواع كثيرة للتلوث مثل: تلوث الهواء، وتلوث الماء، وتلوث التربة، وتلوث الغذاء، والتلوث الإشعاعي، والتلوث الجمالي والمعماري وتلوث الضوضاء.
حيث أنّ الذي يُسبّب التلوث الهوائي مصادر كثيرة منها المصادر الصناعية ومنها الطبيعيّة، ومن المصادر الصناعيّة مخلّفات المصانع والدخان الذي يتصاعد من هذه المصانع، والمبيدات الحشرية، وعوادم السيارات التي تنتج عنها مواد غازيّة مثل غاز ثاني أكسيد الكبريت وثاني أكسيد الكربون وأوّل أكسيد الكربون وأكسيد النيتروجين، وغيرها الكثير من الغازات التي تسبّب أضرارا جسيمة في البيئة,أمّاالتلوث الطبيعي فقد يحدث نتيجة الفيضانات والزلازل والعواصف الرعديّة، والتلوث المائي يحدث نتيجة ما تسبّبه مياه الصرف الصحي وناقلات النفط والأسمدة والمخلّفات الزراعية التي تؤثر على الإنسان، وتؤثّر بشكلٍ رئيسي على الكائنات البحرية, وتلوث التربة يحدث بسبب نشاط الإنسان الزراعي الذي يستخدم فيه المواد الكيميائية من أسمدة ومبيدات حشرية، ويحدث بسبب استهتار الإنسان في إلقاء النفايات التي تتحلّل فيما بعد، وتدخل في التربة، وتغيّر من خصائصها,أمّا التلوث الضوضائي الذي يؤثّر بشكل مباشر على حاسة السمع، وهو صوت غير مرغوب فيه، وتسبّبه أصوات الآلات والسيارات والطائرات، وغيرها، وعلى الإنسان أن يتقيّد بالتعليمات التي توجد داخل كل مبنى سواء كان مصنعاً أو شركة أو سيارة حتى لا يزيد من تلوّث البيئة، وبالتالي يُسبّب خرقاً في طبقات الغلاف الجوي أي الأوزون، وتنتج عن ذلك مخاطر كبيرة على الإنسان والحيوان .
ومن أخطر أنواع التلوّث وهو الأهم هنا هو التلوّث الإشعاعي الذي ينتج من النفايات الطبيّة ومن التفاعلات الكيماويّة، وخاصّةً التفاعلات النووية والهيدروجينية، والأمطار الحمضيّة، وهذا النوع من التلوث يُسبّب تغيّراً في المادة الوراثيّة للكائن الحي.
والتسرُّب الإشعاعي من المفاعلات النوويّة او الناتجة عن الحروب تسبِّب تأثيرات جسيمة في الحياة البشريّة لأجيال طويلة ومن الأمثلة على ذلك الحرب العالميّة الثانية وما سبّبته للمدينتين اليابانيّتين هيروشيما وناكازاكي وكذلك حرب الخليج الثانية والحرب على يوغسلافيا في التسعينات من القرن الماضي وغيرها وكذلك التسرُّب الإشعاعي من مفاعل تشيرنوبل الروسي وفوكوشيما الياباني .
وتؤخذ الآن إحتياطات بيئيّة مشدّدة لمنع تلك التسرُّبات والتخفيف من آثارها وتتعاون جميع الدول في حال حدوث حوادث من هذا النوع كما ان هيئة الطاقة الذريّة الدوليّة تتشدّد في منح التراخيص والمراقبة على المنشآت النوويّة السلميّة وغيرها وهي تتبع بشكل مباشر للأمين العام للأمم المتحدة .
وللحديث عن التلوث الإشعاعي لا بدّ لنا ان نعلم بأنّ الكرة الأرضية تتكون من عناصر طبيعية يبلغ عددها (92) عنصراً، ويصل عددها الى (114) عنصراً مع العناصر غير الطبيعية, حيث أن جميع المواد في الكرة الارضية سواءً كانت حية مثل الانسان، الحيوان، النبات، الجرثومة، الفيروس، وحتى المواد الجامدة الصلبة والسائلة والغازية تتكون من هذه العناصر. تعتبر ذرة الهيدروجين اخف الذرات واليورانيوم أثقلها. ويُرمز للذرة ZMA حيث M رمز ذرة العنصر وA الكتلة الذرية و zالعدد الذرّي , وتختلف ذرة عن اخرى بالعدد الذري Z بالدرجة الاولى وبالكتلة الذرية A بالدرجة الثانية, والذرة عبارة عن نواة تحتوي على بروتونات موجبة وعلى نيترونات بدون شحنة وتدور حول هذه النواة الالكترونات سالبة الشحنة.
وبمعنى آخر تكون الذرة عبارة عن فراغ يتخلله بعض المادة , تكون الذرة مستقرة أو أكثر استقراراً بوجه عام , إذا كانت الذرة صغيرة , أو إذا كان عدد البروتونات والنيترونات مزدوجاً, أو إذا اقترب عدد النيترونات من عدد البروتونات, أو إذا كان عدد البروتونات مساوياً لعدد النيترونات, وتطلق الذرة غير المستقرة أشعة وتتحول الى عناصر اخرى مع الزمن.
نظراً لأن اليورانيوم هو أثقل ذرة بين العناصر الطبيعية في جدول مندلييف، فإنه يكون أقل استقراراً.
تصل احتياطات الوطن العربي من اليورانيوم الى 1.5 مليون طن من فلزات اليورانيوم الأولي كما ان معدل اكتشاف اليورانيوم في العالم وصل في التسعينات الى مابين 200-300 الف طن/سنوياً.
ويعرّف نصف عمر المادة المشعة انّه الزمن اللازم كي تتحول نصف الكمية المشعة الأصلية الى عناصر اخرى، حيث لايبقى من المادة المشعة الاصلية سوى أقل من 1% بعد 7 انصاف اعمار. ويعتبر الإنسان هو المتضرر الاول من تاثير المواد المشعة ولاسيما النووية منها.


وتتالف معظم مصادر الاشعة الخارجية من الإشعاعات غاما والأشعة الكونية الخطرة جداً. كما ان المصادر الداخلية الناجمة عن تحلل المواد المشعة في الأرض تسبب مشاكل اضافية لاتقل عن المصادر الخارجية.
لقد أثبتت الدراسات ان المساكن التي تقع في أماكن مرتفعة هي أكثر عرضة للأشعة من المساكن المنخفضة، ويصل مستوى الأشعة عند مستوى سطح البحر الى 0.15 راد/السنة، بينما في طبقات الجو العليا فتصل الى 1000 راد/السنة، ولهذا يسعى رواد الفضاء عادة الى اجتياز هذه الطبقات بأقصر مدة زمنية خلال الرحلات الفضائية.
اصدرت الهيئة العالمية للحماية من ضرر الإشعاع أنظمة حددت بموجبها جرعة الإشعاعات المسموح بها للكائن البشري بـ100 ميللي راد في الاسبوع، أو 5 راد في السنة بشرط أن لاتزيد كمية الاشعة المتراكمة عن 250 راد طيلة العمر.
ويعرّف الراد بأنه كمية الاشعاعات التي تنتج مقدارا من القدرة الضارة يعادل وقع 100/أرغ على غرام واحد من الانسجة الحيوية, ويتعرض الانسان بوجه عام الى 1ميللي راد من الاشعة في السنة صادرة عن التلفزيون، كما يتعرض الى 2 ميللي راد من ساعة اليد أو ساعة الحائط إذا كانت مطلية بمادة الراديوم وقد تتراكم لغاية 1 راد في السنة، كما يتعرض الانسان الى 1 راد من التصوير الشعاعي في السنة، لكن على مستوى الانسان ككل فلا تتعدى 50 ميللي راد في السنة عادة، كما يتعرض رجل الفضاء الى مايعادل 150 راد في السنة الواحدة خلال وجوده في الفضاء.
نستطيع استخدام جرعة شعاعية لغاية 6000 راد من المعالجة من مرض السرطان ضمن منطقة محددة جداً من جسم الانسان. أثبتت الدراسات أيضاً ان مستوى الاشعاعات إذا زاد الى 10000 راد، فإن الانسان يموت بعد عدة أيام عادة. كما أثبتت الدراسات والاختبارات ان تاثير الاشعاعات يختلف حسب الجنس، فالرجل لايستطيع تحمل أكثر من 1000 راد، بينما المرأة لاتستطيع تحمل أكثر من 300 راد. ان تأثير الاشعاعات يرتبط كثيراً بالعمر وبصحة المريض. تكون الاشعة أكثر خطورة على الخلايا حديثة التكوين، وتشكل خطورة أكبر على المرأة في فترة المراهقة، كما ان بعض اجزاء الجسم أكثر حساسية تجاه الاشعة من غيرها مثل: الخلايا العصبية، خلال الامعاء، الكلية، الدم، الاعضاء التناسلية، الكبد، المورثات...الخ.
إن خطورة الاشعاعات تكمن بأنها تدخل الى داخل نواة الخلية الحية فتدمر كامل محتوياتها ولاسيما السجل الوراثي (DNA) وبالتالي تصبح الخلية مخبولة ولاتستطيع ان تنقسم الى خلايا جديدة يمكن ان تقوم بوظائفها، والخطورة الكبرى على خلايا الدم الحمراء التي لاتحتوي على نواة وبالتالي عندما تموت لايمكن ان تتجدد، والاخطر من ذلك إذا اصابت الاشعة مراكز توليد الكريات الحمراء في الطحال أو النخاع العظمي. كما ان خلايا الاعصاب ليست بطبيعتها قادرة على الانقسام، مما تسبب خطورة كبيرة عليها، أما الخلايا البيضاء فإنها عندما تُصاب تفقد الانسان المناعة ويصبح الانسان اشبه بمريض الايدز لايستطيع ان يقاوم الجراثيم.
يصعب اكتشاف الاشعة فهي بلا لون ولارائحة ولاطعم ولايستطيع الانسان ان يتعرف عليها باللمس، برغم ذلك فإن بعض الناس يشعرون بوخز عندما يصل مستوى الاشعة الى 10 راد فوق الجلد.
تدخل أغلب الاشعة الى جسم الانسان عن طريق الفم والتنفس وصعب عليها الدخول عبر الجلد.
إن من أهم عوارض الاشعة العالية المستوى على الانسان هي: الغثيان - القيء - النزيف الدموي - الاسهال - فقر الدم - فقدان الذاكرة - نقص الوزن - فقدان الشهية على الطعام - خوار القوى - ابيضاض الشعر - ضعف البصر - الشيخوخة المبكرة - ضعف القدرات الجنسية - احمرار الجلد وغيرها.
جرت دراسات واختبارات عديدة في العالم على تاثير الجرعات الاشعاعية على مختلف الكائنات ووضع لذلك معايير ومصطلحات مثل (LD-50) تعني الجرعة من الاشعة التي تؤدي الى موت 50% من الموضوعين تحت الاختبار والمعرضين للأشعة.
إنّ من أهم ملوِّثات البيئة هي النفايات النووية فبينما تُقدر حجم النفايات الطبيعية الصادرة عن الانسان والزراعة والصناعة وغيرها بـ770 مليار طن أي يقدر نصيب الفرد في الكرة الارضية بـ120 طن/فرد/سنة, يقدِّر العلماء ان النفايات الضارة ولا سيما النفايات النووية فتصل لوحدها الى 400 مليون طن في السنة، أي أكثر من 1 مليون طن في اليوم.
ان نواتج المفاعلات النووية الخطرة كثيرة جداً، ويمكن ان يصدر من هذه المفاعلات أكثر من 1300 نظير، منها مواد مشعة واخرى عناصر مشعة ضعيفة وثالثة عديمة الخطورة وكل مادة تلامس أجزاء المفاعل أثناء عمله تصبح مشعة بما في ذلك الماء وضارة بالانسان والبيئة. عادة تهدأ هذه النواتج تدريجياً ويستمر نشاطها الإشعاعي حتى 500 سنة، حيث تُعاد هذه النفايات الى تربة الأرض بعد ذلك. لكن بشرط دفنها ضمن شروط فنية قاسية فور خروجها من المفاعلات كما ذكرنا مدة 500 سنة في باطن الارض أو في البحاروتكلفة دفنها بشكل آمن بيئيّا عالية.
ان اكثر المفاعلات قد بنيت منذ عشرات السنين ويقدر عمر المفاعل عادة بين 40 - 35 سنة، أي يجب تفكيك المفاعلات القديمة وهذا يتطلب شروط فنيّة على غاية من التعقيد والكثير من التكاليف وتستغرق زمناً طويلاً تفوق كلفة بناءها.

الجدير بالذكر ان تاثير المادة المشعة قد لاتظهر بشكل فوري، بل ان فترة الحضانة تمتد بين (5-60) سنة من عمر الانسان.
كما تم أخذ عينات من المناطق التي تعرضت للقصف واخرى من المناطق التي لم تتعرض للقصف فتبين ان هناك فرقاً كبيراً بين عدد المصابين. أظهرت التحاليل وجود تلوث البول البشري باليورانيوم ,وكذلك تلوث المياه باليورانيوم غير المستنفد , إضافة الى تلوث التربة باليورانيوم غير المستنفد, أي ان الخطورة تكمن في ان المواد المشعة والاشعة تصيب الجميع (الانسان , الحيوان , النبات وحتى الحشرات) وتعلق في الهواء وتدخل الى المياه والى باطن التربة ويصعب أن ينجو منها أحد.
وفي اواسط القرن الماضي أجرى البنتاغون من كانون الاول عام 1962 الى شباط عام 1963 في الالاسكا لاختبار مدى فاعلية عناصر غاز سارين وغاز الاعصاب (VX) في مناطق تنخفض فيها درجات الحرارة الى ما دون الصفر، واطلقت في تلك التجربة قذائف مدفعية وصاروخية محشوة بغاز الاعصاب (VX) بالقرب من نهر (غرتيسل), كما اجرى البنتاغون تحارب في اوائل عام 1963 في منطقة قناة بنما لاختبار فعالية اسلحة الدمار الشامل في الغابات, وأُجريت تجربة في بريطانيا وكندا لتحديد مدى احتفاظه بعناصر مثل (VX) المتلفة للاعصاب بقدراتها على الفتك في مناطق الغابات والسهول ايضاً بسرية تامة خلال العامين 1967 و 1968 من طائرات او بواسطة قذائف على مناطق عسكرية في بريطانيا وكندا، كما أجريت عشرون تجربة برش نوع من البكتريا تدعى (أي كولي) التي تكون قاتلة أحياناً للبشر على جزر (هاواي) في عام 1968 اضافة الى تجارب اجراها البنتاغون عبر نشر البكتريا في المحيط لمعرفة فعالية الاسلحة البيولوجية التي تطلقها الغواصات.
ذكر تقرير لوزارة الطاقة الامريكية ان خلال 30 عاماً، قد تم القيام بتجارب سرية على الاشخاص، منها جرعات نووية امريكية على الحوامل وعينات على الاطفال. كذلك تم الكشف عن اجراء 48 تجربة نووية على مئات الاشخاص في الخمسينات وحتى الثمانينات من القرن الماضي بدون علم الناس. واجريت كذلك 95 تجربة لقنابل نووية في الصحراء كانت طي الكتمان وتلك هي من بعض ما عملته الدول الكبرى والنووية من ابحاث وتجارب.
ومن ناحية أخرى وفي الجانب الأيجابي لهذه المواد المشعة حيث تستخدم المواد المشعة والاشعة في كثير من المجالات التي تفيد البشرية, إذ كم انقذت المواد المشعة ارواح البشر وكم ازهقت منها. من استخداماتها على سبيل المثال وليس الحصر في مراكز البحوث العلمية, مستشفيات الطب النووي, مجالات صناعية متعددة, المجالات الزراعية المختلفة, تصنيع البطاريات الذرية, زيادة طاقة الوقود في الصواريخ, وتقدير الاعمار الجيولوجية والحقب الزمنية، واعمار الصخور وتقدير عمر الانسان القديم, وفي توليد الطاقة الكهربائية, وغيرها من الاستخدامات الكثيرة في وسائط النقل، مثل البواخر، المحطات الفضائية، وربما تستخدم مستقبلاً كوقود في الطائرات, كما تعتبر المواد المشعة الساعة الزمنية الازلية وأول ساعة كونية.
ولأهميّة سلامة البيئة والإنسان في هكذا مشاريع فسيتم تحقيق متطلبات بناء وتشغيل أي منشأة نووية أو إشعاعية، سواءً في استغلال اليورانيوم أو إنتاج الطاقة الكهربائية أو إجراء البحوث أو التطبيقات الصناعية والزراعية والطبية وغيرها،وكذلك الحصول على الترخيص الإشعاعي اللازم من الجهة الرقابية المسؤولية عن ذلك في المملكة، ومن متطلبات الحصول على ذلك الترخيص دراسة الآثار الإشعاعية البيئية لهذه المنشآت وتقديم تقرير فني شامل بشأنها؛ فعلى سبيل المثال، في مجال تعدين اليورانيوم ستقوم الشركة المنفِّذة بالتعاقد مع إحدى الشركات العالمية لإنجاز دراسات تقييم الأثر البيئي ورفع تقرير بذلك إلى هيئة تنظيم العمل الإشعاعي والنووي التي ستقوم بدورها بتقييم ودراسة تقرير الأثر البيئي بالتنسيق مع وزارة البيئة التي ستشارك في هذا التقييم.
وحيث سيتماشى هذا التقرير مع متطلبات نظام تعدين اليورانيوم والمواد النووية الصادر عن هيئة تنظيم العمل الإشعاعي والنووي، ونظام تقييم الأثر البيئي الصادر عن وزارة البيئة وتعديلاته، والأسس والمعايير الدولية المتعارف عليها في هذا المجال.
والمفاعل النووي الأردني لن يكون سوى للأغراض السلمية والبحثيّة التي تعود على المواطن الأردني وسلامة صحّته وبيئته بالخير نتيجة استخدام طاقة نظيفة وعلى الوطن الأردني وميزانيته بالنمو والتنمية نتيجة التوفير في استخدام التكنولوجيا الحديثة المتطوِّرة وعلى العالم اجمع بمزيد من التطور والنماء نتيجة استغلال الأبحاث المأمول ان تكون محتوية على مزيد من المشاريع والإختراعات القابلة للتطبيق .
احمد محمود سعيد
البناء الأخضر للإستشارات البيئيّة
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير