jo24_banner
jo24_banner

هل يقطع الأردن علاقاته مع إيران؟؟

راتب عبابنه
جو 24 : على الصعيد المحلي الأردني يدور الحديث حول ما سيكون عليه الموقف الأردني تجاه ما جرى بين السعودية وإيران من قطع للعلاقات الدبلوماسية ووقف للطيران والتعامل التجاري كردة فعل تجاه الإعتداء على السفارة السعودية في طهران وحرقها. بالإضافة إلى أن إيران دائمة التهديد للسعودية وتبدي معارضتها لسياساتها وتستفزها بكل الوسائل.
الموقف الأردني الأولي أدان الإعتداء وأعلن الوقوف بجانب السعودية وهو موقف ليس بالجديد بل ترسيخ وتأكيد لثبات الموقف الأردني تجاه السعودية وهو موقف مبدأي منذ عشرات السنين.
بداية، الإعتداء على السفارة مرفوض بكل القوانين الناظمة للعلاقات بين الدول وهو اعتداء على سيادة السعودية حسب الأعراف الدولية. وإذا جاء الإعتداء ردة فعل غاضبة لإعدام المعارض نمر باقر النمر ضمن إعدام 47 شخصا صنفوا إرهابيين، فهو مواطن سعودي يخضع للقوانين السعودية وليس للرغبات الإيرانية وينسحب عليه ما ينسحب على المواطنين السعوديين.
ترى، لو لم يكن شيعيا هل تحتج إيران بهذا الشكل المستفز وتهدد وتتوعد بهذا الشكل السافر؟؟ لو تم إعدام محمد العريفي أو سلمان العودة مثلا، هل كانت ستتوعد وتهدد وتحرض وترعى الإعتداء على السفارة السعودية؟؟ لقد سبق وقامت إيران بإعدام المئات من مواطنيها السنة ولم تهدد السعودية إيران ولم تتوعدها.
نحن لسنا مع الإعدام لأسباب سياسية أو بسبب رأي أو مقال أو موقف، إذ بعكس ذلك لن يوجد فرق بين البشر وبين البهائم أو على أقل اعتبار نكون كمواطني دول الإتحاد السوفييتي والإتحاد اليوغسلافي في زمن الشيوعية والإشتراكية التي ترتكز على "إعمل وأكل والبس واسكن". بالوقت نفسه لسنا مع التدخل بشؤون الآخرين بحال طبقت دولة ما قوانينها على مواطنيها بغض النظر عن مدى صوابية تلك القوانين من عدمها.
مصلحة السعودية تقتضي حشد موقف موحد من كافة الدول العربية والإسلامية وحتى الصديقة فيما يتعلق بالحال الشائك والمتوتر مع إيران. الموقف الأردني المتوازن لغاية الآن ربما يفسره المغرضون بالإزدواجية ونحن نصفه بالحكيم والمتروي وربما يصفه البعض بالمنقوص، بينما هو موقف متوازن يجعل الأبواب مفتوحة أمام كل الإحتمالات ويبقي على سبل التواصل حتى لا نغيب عن التعاطي كدولة محورية في المنطقة مع الأحداث.
إن قطع العلاقات مع إيران سيكون إضافة نوعية وتعزيزا لموقف السعودية. لا بد والأمر كذلك، فالسياسة والمصلحة وجهان لعملة واحدة، وواقع الحال يقول أن مصالح السعودية مع الأردن أكثر منها مع مصر بحكم الجوار والتاريخ وتداخل القبائل ناهيك عن الناحية الأمنية التي يتكفل بها الأردن ويوفرها للسعودية وبالتالي لباقي دول الخليج والمتعلقة بالتسلل وتهريب المخدرات والأسلحة.
القاصي والداني يعلم أن الأردن يعيش ضائقة اقتصادية خانقة وإن بسبب الفساد وسوء الإدارة وديون لا يقوى على سدادها وهو بلد شحيح الموارد ويتحمل مسؤوليات تفوق طاقته وضعفه ضعف لجيرانه وقوته قوة لهم.
بالمقابل مصر دولة نفطية وبها من الخيرات الكثير، فهناك قناة السويس والأرز والسكر والسياحة ولا تعاني من اللاجئين وبالمقارنة مع الأردن قدراتها ومواردها وناتجها القومي ورغم الفارق الديموغرافي يفوق مثيله الأردني بمئات الأضعاف. لكن ما يدهشنا ويحيرنا أن المساعدات تنهال على مصر بسخاء منقطع النظير بينما الأردن وما يمثله لدول الخليج عموما وللسعودية خصوصا لا يطاله من هذا السخاء شيء عند المقارنة مع ما يذهب لمصر.
ولا يغيب عنا الإعلام المصري الخاص الدائم التشهير والإنتقاد للنظام السعودي والذي يخونه ويشيطنه ولم نسمع يوما حبس أحدهم بتهمة الإساءة لدولة شقيقة أو تعكير صفو العلاقات معها كما هو الحال في الأردن. أليست هذه مفارقة غريبة وعجيبة؟؟
لا يعني ذلك وقف المساعدات للشقيقة مصر، بل نحتكم للعقل والمنطق والمبدأ ولسنا نستجدي أحدا بقدر ما نسعى وراء الوضوح والتوضيح. ولا نمن على السعودية أو غيرها عند الوقوف معها بأزماتها لأن الموقف الأردني موروث وثابت ومبدأي مع الدول الشقيقة، لكن الشيء بالشيء يذكر.
وعليه هناك الكثيرون يترقبون ويراهنون على إعلان الأردن قطع علاقاته مع إيران دأبا على الدوران بالفلك السعودي. لا ننسى بهذا المقام التفاهم الروسي الأمريكي والتفاهم الأمريكي الإيراني اللذان ألقيا بظلالهما على الموقف السعودي وأعطيا مهلة إضافية لبشار الأسد الشيء الذي لم ترضَ عنه السعودية.
نادى الأردن بالحل السياسي للأزمة السورية منذ البداية وما زال والسعودية تنادي بضرورة الإطاحة بنظام الأسد. كما كان لدى السعودية الرغبة بتدخل الأردن عسكريا بشكل مباشر. تلك قرائن يجب عدم إغفالها عند الحديث عن طبيعة العلاقة الأردنية السعودية في السنوات الأخيرة. بالمقابل تكاد تكون مصر على موقف مغاير للموقف السعودي فيما يتعلق بالنظام السوري وهناك تناغم محيّر بينها وبين إيران. على عكس ذلك هناك توافق بين الأردن والسعودية في أغلب الحالات.
هناك تناقض يدعو للدهشة والحيرة والإستغراب، نفس الخطوة تُحرّم هنا وتحلل هناك. مصر التي تلقت عشرات المليارات نقدا واستثمارا لم تقف مع السعودية وأخواتها موقفا يوازي السخاء الحاتمي ولم تقطع علاقاتها مع إيران رغم المليارات التي تلقاها السيسي عند تسلمه الحكم بعد انقلابه على الرئيس المنتخب لأول مرة بتاريخ مصر.
لا عجب إن قطع الأردن علاقاته مع إيران. ولا عجب إن زاد السخاء السعودي على مصر وتوقف عند الأردن. ولا عجب إن لم تقدر السعودية الدور الأردني. ولا عجب إن خرج علينا المشايخ بفتوى تحرم الإستمرار بالعلاقات مع إيران. ولا عجب إن شاب العلاقة الأردنية السعودية نوع من الفتور إذا توقف الموقف الأردني عند هذا الحد المعلن لغاية الآن.
ولا عجب ونحن نرزح تحت نير حكومة أذاقتنا الأمرين وجعلت السواد الأعظم تحت خط الفقر وما زالت جاثمة رغم عدم رضى الشعب عنها منذ ولادتها؟؟
حمى الله الأردن والغيارى على الأردن والله من وراء القصد.
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير