jo24_banner
jo24_banner

جلالة الملك، الهوة تتسع

راتب عبابنه
جو 24 :
في البداية آمل أن لا تؤخذ مقالتي هذه على غير محملها وأن لا يقف مقص الرقيب حائلا بطريق نشرها والمواقع الإخبارية التي أحترم جميعها ترفع عنوان الجرأة ونقل هموم المواطن وكشف المستور.
سيدي صاحب الجلالة،
إذا لم تصل جلالتكم أنباء تغول هذه الحكومة على شعبكم وهي الأطول عمرا بين الحكومات الأردنية الكثيرة، فذلك يقينا يعني وجود خلل وتخاذل من منظومة الأجهزة التي واجبها المراقبة والكتابة لجلالتكم عن أوضاع المجتمع والشعب والحالة العامة فيما يتعلق بالحياة اليومية سياسيا واجتماعيا واتجاها.
وإن وصل جلالتكم ما يجب أن يصلكم بمنتها الصدق والشفافية من نقل للواقع الذي يدفع بجلالتكم لتحسس مواطن الخلل للعمل على تصحيحها، والشعب ينتظر التغيير ولم تتم المبادرة للتصحيح والاصلاح، فذلك يعمل على توسيع الهوة والجفاء بين جلالتكم وبين شعبكم. ونقولها ناصحون إن استمر الحال على ماهو عليه وهو للأسف آخذ بالإزدياد بالسوء، فالقادم هو الإنفلات والإنفجار الذي لا نتمناه.
سيدي،
جميعنا نعلم حرصكم على أن تستقيم الأمور باتجاه الإصلاح والإنتاج، لكن نصدقكم القول أن حكومتكم ضربت عرض الحائط بتوجهاتكم وتوجيهاتكم. أنا من المتابعين الكثر لأقوالكم وتصريحاتكم. والأوراق النقاشية التي رسمتم بها جلالتكم خارطة طريق للعمل الجاد والوطني الذي يضاهي ما في الدول المتقدمة لم نلمس من حكومتكم أن قامت بتنفيذ ما تطمحون إليه ويطمح إليه شعبكم.
سيدي،
ألا تسألون هؤلاء أين وصلوا وماذا صنعوا وماذا نفذوا من توصياتكم حتى يعلم المواطن أن في الأمرجدية وأن الدولة تعمل لصالحه بالفعل؟؟ لو كانت هناك جدية وامتثال واحترام للمواطن من رئيس الخكومة لتم تجسير الهوة الآخذة بالتوسع.
سيدي،
ناديتم بثورة بيضاء تجب ما قبلها كأحد أدوات الإصلاح، فماذا نفذت هذه الحكومة لتحقيق رؤاكم السامية التي تخدم الوطن والمواطن؟؟ ولماذا لم تحاسب على التقصير؟؟
شكلتم جلالتكم لجنة مراقبة النزاهة وذلك مؤشر من جلالتكم على إيمانكم بعدم توفر النزاهة. والواقع الذي نراه ونعيشه يخبرنا بأن لا مكان للنزاهة بسياسة هذه الحكومة، إذ التعيينات من نصيب الأصدقاء والأصهار والمحاسيب، ويتم الإعلان عن خلو منصب عال ما في الجرائد الرسمية كتغطية وعند التعيين نرى من هم من دائرة الرئيس.
سيدي،
الإستثمار لا يقترب من ديارنا والمستثمرون هربوا بسبب التعقيدات البيرقراطية والسياسات الطاردة. البطالة سيدي بارتفاع والجريمة بازدياد والإنتحار أصبح ظاهرة والزج برجال الأمن والدرك أمام المواطنين لأسباب غير مقنعة مما شكل هاجسا أمنيا لدى الشعب وخلق تحسسا وعدم شعور بالطمأنينة. فالهوة تزداد وتتسع لأننا لا نرى تغييرا أو تصحيحا يخرجنا من حالة الترقب والتمني لإحقاق الحق وإصلاح الخطأ وردع الفاسد ومحاسبته.
سيدي،
حديث الساعة والناس يدور وبشكل دائم حول ما ذكرنا وذلك نابع من الشعور بالغبن وعدم الإنصاف والتغول الذي تمارسه الحكومة التي لم تعر يوما اهتماما للمواطن والوطن. تدخل جلالتكم أصبح ضرورة وحاجة ماسة ومطلبا شعبيا لتفادي ما لا تحمد عقباه لنحافظ على الوطن واستقراره الذي أنتم من روافده ودعائمه والعاملين على إدامته.
سيدي،
كلنا نعلم يقينا بوجود الفساد. فلا يعقل وجود فساد بدون فاسدين، إن الأثر يدل على المسير، الذين يشير لهم الجميع بأصابع الإتهام يزدادوا قربا وعلوا، أليس من هامش لاحترام الشعب ومراعاة مشاعره الجياشة تجاه من يرى بهم سبب العلل والحال الذي لا يرضي عدوا؟؟
سيدي،
شعبكم بعشائره عاهدكم بالإلتفاف حولكم، فلا تخذلوه وهو اللاعب الأساسي باختياركم ووالدكم طيب الله ثراه وأجدادكم لإيمانه بما تنتهجوه لصالح الأمة ومازال شعبكم العشائري لديه نفس القناعة، إذ يؤمن إيمانا راسخا بأنكم الأصلح لقيادته. فارتضى بالهاشميين قادة وحكاما من نسل سيد البشرة محمد صلى الله عليه وسلم وشفيع الأمة الذي أرسى العدل والنزاهة والمساواة ومحاربة الظلم وإنصاف المظلوم.
وتلك صفات لا تبتعدون عنها بل كانت الدافع لاحتضانكم وتسليمكم راية القيادة. لكن هناك من يعمل على نزع هذه الصفات الحميدة عن نهجكم وسياستكم لخلق هوة آخذة بالإتساع بينكم وبين شعبكم. ولا أظن جلالتكم ترضون بالحال المقلق الذي يخفي خلفه الكثير من الهموم القابلة للتنفيس بعد أن وصلت حدا لم يعد باستطاعة الشعب إخفاؤه أو التعايش معه. وحكومتكم التي طال عمرها وشاخت بمقياس حكوماتنا ودخلت مرحلة الخرف السياسي والنسيان لم تقم بواجبها ولم تفِ بقسمها، بل نسيت واجبها الأساسي، فماذا يعني السكوت عنها وجلالتكم بيدكم إقالتها ومحاسبتها حتى لا تمعن بقهر شعبكم؟؟ والمقهور سيدي ليس لانتفاضته حدود ولا تمنعه قوة فهو مدافع عن رزقه وعياله وماله وحقوقه التي سلبت بوضح النهار ممن لا يخافون الله ولا دين لهم سوى الدولار.
سيدي،
ما يدفعنا لهذا القول هو حرصنا الشديد على الأردن الذي لا يقل عن حرصكم، والأردن أغلى من الأصدقاء لأنهم زائلون بالقدر أو بإرادتهم والأردن باقٍ. فالديمومة للوطن والبشر زائلون متغيرون. فالإستثمار بمن ثبت ولاؤهم للبلدان التي درسوا بها أو حملوا جنسياتها لا يزيد الرأي العام إلا زيادة في الغضب والشعور بالتهميش والإيمان بأن حقهم يختطفه من ليس منهم. ولا أظن جلالتكم ترضون بأن يسيطر مثل هذا الشعور الخطير على تفكير شعبكم.
ما يطالب به شعبكم وهو حق له تدخلكم لإنصافه ورفع الحيف عنه من حكومة خالفت توجيهاتكم وعملت بما يتفق مع مصالحها، فزادت الضغط على شعبكم بدل أن تعمل على تخفيفه، وأوقفت التعيينات فارتفعت نسبة البطالة بدل أن تعمل على إيجاد فرص عمل، وطردت المستثمرين بدل ان تستقطبهم، وزادت المديونية بشكل صاروخي بدل أن تعمل على السداد. فما الذي يجعلنا نؤمن بها لتبقى سيفا مسلطا على الرقاب؟؟
ونذكر جلالتكم أن رئيس هذه الحكومة قد نزع جلده ولا نشك بعلمكم بذلك فحنث بقسمه فلم يخدم الوطن ولم يحافظ عليه، وعينتموه على رأس منظومة النزاهة ولم يمارس النزاهة على الإطلاق، فمتى نتوقع من جلالتكم القول الفصل؟؟ حتى وإن كان متأخرا، فأن تأتي متأخرا أفضل من أن لا تأتي على الإطلاق.
حمى الله الأردن والغيارى على الأردن والله من وراء القصد.
ababneh1958@yahoo.com
تابعو الأردن 24 على google news