الورقة النقاشية الملكية السابعة والواقع
راتب عبابنه
جو 24 : جلالة الملك... آمل أن أتشرف بقراءتكم لمقالتي أو تصلكم عن طريق غيور مخلص.
نحييك على أوراقك النقاشية وتوجيهاتك للإرتقاء بالأردن من حيث الإدارة والمعلوماتية وخدمة المواطن والنزاهة ومكافحة الفساد والمحسوبية والجهوية.
والتعليم هو موضوع ورقتكم النقاشية السابعة وقد وجهتم السلطة التنفيذية بالعمل على تنشئة جيل باحث عن المعرفة التي هي أساس ارتقاء الأمم. وخالقنا أكرمنا بتنزيل القرآن بلغتنا العربية واحتلت بكرم من الله المرتبة الأولى بين لغات العالم.
كانت أول كلمة تنزلت على رسول البشرية عليه الصلاة والسلام هي "إقرأ" الكلمة الشيفرة للولوج في عالم العلم والمعرفة والإبداع وهي أعمدة ارتقاء الأمم وسبيلها للتقدم ومنافسة الآخرين واللحاق بركب الجديد المتميز.
وما ورقة جلالتكم هذه إلا دليل دامغ على اهتمامكم بغرس كل ما هو نافع بعقول أبناء الوطن لإيمانكم بأن التسلح بالعلم والمعرفة لا يتحقق إلا من خلال توفير منظومة تعليمية متكاملة تضمن تخريج أجيال تستطيع أن تخوض عالم الإبداع الذي يرفع سوية مجتمعنا ويكون قادرا على استيعاب المستجدات العلمية والمعرفية من خلال تهيئة بيئة تعليمية تليق بالأردن وأبنائه.
جلالة الملك... لقد شخصتم إشكالية التعليم والتعلم وهي حاجتنا لصقل المتعلمين ورعايتهم ورفدهم من خلال نظام تعليمي يقوم على تفجير المواهب والقدرات والمهارات التي يتميز بها أبناء الوطن.
ولا نجانب الحقيقة جلالتكم إذا قلنا أن التعليم قد أصابه الكثير من الخلل الذي على الأرجح كان مدروسا وممنهجا من جهة لا تريد الخير للوطن وأبنائه ولا أظنها خافية عليكم مثلما هي ليست خافية على أبناء الأردن.
على أية حال، أن تأتي متأخرا أفضل من أن لا تأتي مطلقا. وقد شرعتم جلالتكم بتوجيهكم السامي نحو النهوض بمنظومة التعليم، نأمل من جلالتكم وضع آلية للمتابعة للتأكد من أن المعنيين بالأمر سواء قطاع عام أو خاص يقوموا بالإرتقاء لتوجيهاتكم التي هي بمثابة خارطة طريق وإنارة تزيل العتمة التي غشت نظام التعليم في الأردن المعطاء وحرمت أبناءه من نصيبهم في تعليم كنا نأمل أن يكون أقرب لواقع التعليم المثالي في دول العالم المتقدم.
جلالة الملك... لقد عودتنا الحكومات المتعاقبة على الإشادة بما تقولون وتوجهون من دون أن نلمس تطبيقا عمليا لتوجيهاتكم ورغباتكم التي عند سماعها تريحنا وتزيل الكثير من همومنا، لكن على أرض الواقع نتفاجأ بالتراجع بالأداء وسوء الإدارة والتخبط وعدم التروي باتخاذ القرارات، إذ كل هذا السوء ينعكس على الوطن والمواطن وبنتائج وخيمة لم يعد بمقدور شعبك تحملها.
فيا سيدي اسمح لي أن أطالبك بالمتابعة والمراقبة لضمان سريان وإنفاذ توجيهاتكم. ولا أظن جلالتك تعدمون خلق الأدوات الرقابية التي من شأنها الحكم بصدق ونزاهة وتجرد على الأداء وفرز الغث من السمين لكي تتحقق رؤية جلالتكم التي نجل ونحترم سبيلا لصيانة وترميم الجهاز التعليمي وقوانينه ومناهجه وأدواته.
سيدي... كل أمر أو توجيه يحتاج للمتابعة والمراقبة حتى لا نتفاجأ بالأخطاء باللحظة الحرجة التي حينها يصعب التصحيح والتغيير. نعلم مدى انشغالكم بالشؤون الخارجية التي تخص الأردن والقضية الفلسطينية والإرهاب وغيرها من القضايا التي تبرز بين الحين والآخر في المنطقة والإقليم. ما نتمناه من جلالتكم فضلا عدم الركون للسلطة التنفيذية وعدم إعطائها كل ثقتكم لأنها عاجزة وفاشلة بكل المقاييس من أن تصنع ما يفيد الوطن بل هي نفسها عالة عليه مشغولة بمصالحها ومحاسيبها وكأنها حكومة الطبقة العليا فقط وباقي الشعب يتلقى تغولها صباح مساء.
ومثلما تنبهتم جلالتكم للتعليم وما يحتاج من تطوير وتحسين، هناك نواحي كثيرة يأمل مواطنوكم أن تنال رعايتكم وتنبهكم من خلال خارطة طريق تنير درب الحكومات وبشكل مباشر، علما أنكم سبق ووجهتم هذه الحكومات المتفردة بقراراتها، إلا أنها لم تنهض لمستوى تطلعاتكم وتوجيهاتكم وبالتالي أوجدت هوة كبيرة بين المواطن وبين مؤسسات الدولة، فانعدمت الثقة وتلك كارثة إن حلت بمجتمع ما.
سيدي... هناك الضرائب العالية، والأسعار الجنونية، ومعادلة المحروقات الغامضة ونتائجها المهلكة، الفقر الذي يعيش 95% من الشعب بتبعاته التي تعلمونها مما رفع نسبة الجريمة ومعدل الإنتحار بمجتمع مسلم محافظ، آلاف الأردنيات مطلوبات للتنفيذ القضائي بسبب قروض لم يستطعن سدادها، والرسوم الغامضة في الدوائر الحكومية، ومخالفات السير التي أصبحت سيفا مسلطا على الرقاب حيث الكاميرات والرادارات تُبْذر بالطرق والشوارع كبذار القمح وغير ذلك المئات من الآفات المجتمعية التي تفؤضها حكومات لا تراعي مخافة الله ولا تأبه للشعب الذي يئن منجورها. فإذا أغفلت هذه النواحي، فالوضع وخيم جلالتكم.
أعود وأكرر أن المتابعة والرقابة أكثر أهمية من التوجيه لحكومة لا نسمع منها إلا مدح جلالتكم وبالوقت نفسه تزيد الضغط على المواطن وتسير به نحو المجهول.
حمى الله الأردن والغيارى على الأردن والله من وراء القصد.
ababneh1958@yahoo.com
نحييك على أوراقك النقاشية وتوجيهاتك للإرتقاء بالأردن من حيث الإدارة والمعلوماتية وخدمة المواطن والنزاهة ومكافحة الفساد والمحسوبية والجهوية.
والتعليم هو موضوع ورقتكم النقاشية السابعة وقد وجهتم السلطة التنفيذية بالعمل على تنشئة جيل باحث عن المعرفة التي هي أساس ارتقاء الأمم. وخالقنا أكرمنا بتنزيل القرآن بلغتنا العربية واحتلت بكرم من الله المرتبة الأولى بين لغات العالم.
كانت أول كلمة تنزلت على رسول البشرية عليه الصلاة والسلام هي "إقرأ" الكلمة الشيفرة للولوج في عالم العلم والمعرفة والإبداع وهي أعمدة ارتقاء الأمم وسبيلها للتقدم ومنافسة الآخرين واللحاق بركب الجديد المتميز.
وما ورقة جلالتكم هذه إلا دليل دامغ على اهتمامكم بغرس كل ما هو نافع بعقول أبناء الوطن لإيمانكم بأن التسلح بالعلم والمعرفة لا يتحقق إلا من خلال توفير منظومة تعليمية متكاملة تضمن تخريج أجيال تستطيع أن تخوض عالم الإبداع الذي يرفع سوية مجتمعنا ويكون قادرا على استيعاب المستجدات العلمية والمعرفية من خلال تهيئة بيئة تعليمية تليق بالأردن وأبنائه.
جلالة الملك... لقد شخصتم إشكالية التعليم والتعلم وهي حاجتنا لصقل المتعلمين ورعايتهم ورفدهم من خلال نظام تعليمي يقوم على تفجير المواهب والقدرات والمهارات التي يتميز بها أبناء الوطن.
ولا نجانب الحقيقة جلالتكم إذا قلنا أن التعليم قد أصابه الكثير من الخلل الذي على الأرجح كان مدروسا وممنهجا من جهة لا تريد الخير للوطن وأبنائه ولا أظنها خافية عليكم مثلما هي ليست خافية على أبناء الأردن.
على أية حال، أن تأتي متأخرا أفضل من أن لا تأتي مطلقا. وقد شرعتم جلالتكم بتوجيهكم السامي نحو النهوض بمنظومة التعليم، نأمل من جلالتكم وضع آلية للمتابعة للتأكد من أن المعنيين بالأمر سواء قطاع عام أو خاص يقوموا بالإرتقاء لتوجيهاتكم التي هي بمثابة خارطة طريق وإنارة تزيل العتمة التي غشت نظام التعليم في الأردن المعطاء وحرمت أبناءه من نصيبهم في تعليم كنا نأمل أن يكون أقرب لواقع التعليم المثالي في دول العالم المتقدم.
جلالة الملك... لقد عودتنا الحكومات المتعاقبة على الإشادة بما تقولون وتوجهون من دون أن نلمس تطبيقا عمليا لتوجيهاتكم ورغباتكم التي عند سماعها تريحنا وتزيل الكثير من همومنا، لكن على أرض الواقع نتفاجأ بالتراجع بالأداء وسوء الإدارة والتخبط وعدم التروي باتخاذ القرارات، إذ كل هذا السوء ينعكس على الوطن والمواطن وبنتائج وخيمة لم يعد بمقدور شعبك تحملها.
فيا سيدي اسمح لي أن أطالبك بالمتابعة والمراقبة لضمان سريان وإنفاذ توجيهاتكم. ولا أظن جلالتك تعدمون خلق الأدوات الرقابية التي من شأنها الحكم بصدق ونزاهة وتجرد على الأداء وفرز الغث من السمين لكي تتحقق رؤية جلالتكم التي نجل ونحترم سبيلا لصيانة وترميم الجهاز التعليمي وقوانينه ومناهجه وأدواته.
سيدي... كل أمر أو توجيه يحتاج للمتابعة والمراقبة حتى لا نتفاجأ بالأخطاء باللحظة الحرجة التي حينها يصعب التصحيح والتغيير. نعلم مدى انشغالكم بالشؤون الخارجية التي تخص الأردن والقضية الفلسطينية والإرهاب وغيرها من القضايا التي تبرز بين الحين والآخر في المنطقة والإقليم. ما نتمناه من جلالتكم فضلا عدم الركون للسلطة التنفيذية وعدم إعطائها كل ثقتكم لأنها عاجزة وفاشلة بكل المقاييس من أن تصنع ما يفيد الوطن بل هي نفسها عالة عليه مشغولة بمصالحها ومحاسيبها وكأنها حكومة الطبقة العليا فقط وباقي الشعب يتلقى تغولها صباح مساء.
ومثلما تنبهتم جلالتكم للتعليم وما يحتاج من تطوير وتحسين، هناك نواحي كثيرة يأمل مواطنوكم أن تنال رعايتكم وتنبهكم من خلال خارطة طريق تنير درب الحكومات وبشكل مباشر، علما أنكم سبق ووجهتم هذه الحكومات المتفردة بقراراتها، إلا أنها لم تنهض لمستوى تطلعاتكم وتوجيهاتكم وبالتالي أوجدت هوة كبيرة بين المواطن وبين مؤسسات الدولة، فانعدمت الثقة وتلك كارثة إن حلت بمجتمع ما.
سيدي... هناك الضرائب العالية، والأسعار الجنونية، ومعادلة المحروقات الغامضة ونتائجها المهلكة، الفقر الذي يعيش 95% من الشعب بتبعاته التي تعلمونها مما رفع نسبة الجريمة ومعدل الإنتحار بمجتمع مسلم محافظ، آلاف الأردنيات مطلوبات للتنفيذ القضائي بسبب قروض لم يستطعن سدادها، والرسوم الغامضة في الدوائر الحكومية، ومخالفات السير التي أصبحت سيفا مسلطا على الرقاب حيث الكاميرات والرادارات تُبْذر بالطرق والشوارع كبذار القمح وغير ذلك المئات من الآفات المجتمعية التي تفؤضها حكومات لا تراعي مخافة الله ولا تأبه للشعب الذي يئن منجورها. فإذا أغفلت هذه النواحي، فالوضع وخيم جلالتكم.
أعود وأكرر أن المتابعة والرقابة أكثر أهمية من التوجيه لحكومة لا نسمع منها إلا مدح جلالتكم وبالوقت نفسه تزيد الضغط على المواطن وتسير به نحو المجهول.
حمى الله الأردن والغيارى على الأردن والله من وراء القصد.
ababneh1958@yahoo.com